تفاصيل زيارة وزير الخارجية السعودي لمصر.. تقرير
تداولت وكالات الأنباء العالمية، تفاصيل زيارة وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير للعاصمة المصرية القاهرة، وتأتي تلك الزيارة بعد تحسن واضح في العلاقات المصرية السعودية في الأونة الأخيرة
يعقد وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري مشاورات سياسية في قصر التحرير في القاهرة مساء اليوم، يعقبها مؤتمر صحافي مشترك. ووصف بيان أصدرته الخارجية المصرية المشاورات بأنها تأتي في إطار النشاط المكثف للديبلوماسية المصرية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية لـ «لحياة»: «إن اجتماعات الجبير وشكري تأتي تنفيذاً للمذكرة التشاورية السياسية الموقعة بين الطرفين والتي تتضمن عقد اجتماعات دورية كل ستة شهور لمناقشة الأوضاع المختلفة».
واللقاء هو الأول من نوعه بعد قمم الرياض وفي ظل المستجدات التي تلتها.
وينسق الوزيران موقفي بلديهما من مكافحة الإرهاب ومتابعة ما اتفق عليه في قمة الرياض العربية- الإسلامية- الأميركية، فيما تتعرض المشاورات التي سيجريها الوزيران للوضع المأسوي في سورية وسبل دعم مساري جنيف وآستانة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تحقن دماء الشعب السوري وتمكنه من تحقيق تطلعاته.
كما تتناول المشاورات الأوضاع في اليمن وجهود مكافحة الإرهاب في شكل عام، لا سيما في ظل عضوية مصر الحالية في مجلس الأمن ورئاستها لجنة مكافحة الإرهاب في المجلس.
ويستعرض شكري مع الجبير الجهود المصرية لاحتواء التدهور في ليبيا، ودعم الجيش الوطني الليبي، وتفاصيل الحرب المصرية ضد المنظمات الإرهابية في ليبيا والتي تخطط لضرب الأمن القومي المصري. كما يطلع شكري الجبير على أجندة اجتماع الجزائر غداً والذي يضم وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر لمتابعة الشأن الليبي. ويبحث الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين والإسراع في تنفيذ الاتفاقات المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وبعد جلستي «مكاشفة تامة» تتجه القاهرة والخرطوم إلى مصالحة على خلفية «الرسالة» و «الشواغل» التي تلقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي من نظيره السوداني عمر البشير، نقلها وزير الخارجية إبراهيم الغندور، وتوجيهات السيسي باستمرار البحث واللقاءات المشتركة على الأصعدة كافة لحل الخلافات.
وكانت العلاقات بين مصر والسودان تنزلق في طريق التدهور، خصوصاً بعدما أعلنت الخرطوم ضبط أسلحة مصرية في حوزة جماعات متمردة في دارفور، أعقبها تراشق إعلامي حاد، وتلاسن جماهيري في مواقع التواصل الاجتماعي، زادها توتراً وقف الواردات الزراعية والصناعية إلى السودان عبر مصر.
وعلى رغم استقبال الغندور بحفاوة في القاهرة، في إشارة إلى رغبة مصرية في حل المشكلات مع السودان، إلا أن ما كشف عنه المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين يؤكد أن الاجتماعين لم يقررا حلولاً لكل ما هو مطروح لدى الجانبين كسبب للأزمة الحالية، بقدر ما كرسا للمكاشفة والمصارحة والاتفاق على متابعة اللقاءات والمحادثات بأكبر قدر من النيات الحسنة وصولاً الى تحقيق الهدف النهائي، وهو الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى التكامل السياسي والاقتصادي.
وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن الغندور نقل للرئيس السيسي حرص الرئيس البشير على تطوير العلاقات مع مصر في جميع المجالات، ومواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا. وأضاف أن وزير خارجية السودان استعرض نتائج لجنة المشاورات السياسية المشتركة التي عقدت في الخرطوم في نيسان (أبريل) الماضي، وأعرب عن تطلعه الى مزيد من العمل على تعزيز آليات التشاور بين البلدين بهدف تجاوز أي عقبات قد تعكر صفو العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأضاف الناطق أن الرئيس السيسي أكد للغندور خصوصية العلاقات بين البلدين والروابط التاريخية الممتدة بين الشعبين، ودعا الى استمرار المشاورات السياسية ورفع مستويات التنسيق والتشاور في المجالات كافة، بهدف تعزيز علاقات التعاون بين البلدين بعد تذليل العقبات أمام تطوير هذه العلاقات على نحو مستمر.
وفيما صرح شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع الغندور بأن «العلاقات المصرية- السودانية مقدسة، ونعمل لتوظيفها في خدمة الشعبين»، قال الغندور انه سلم السيسي رسالة من الرئيس البشير تتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين «حملت أيضاً بعض التحفظات».