استيقظ أهالي مدينة إدفو شمال أسوان، صباح اليوم الأربعاء، على حريق هائل بالسوق التجاري بقلب المدينة، وسط صرخات واستغاثات من المارة وأصحاب المحال التجارية، إلا أن النيران انتشرت كالبرق، وسرعان ما التهمت البضائع حتى أنها طالت وجهات 3 منازل، فى مشهد يمكن وصفه بـ"طاقة جهنم".

على الفور انتقلت 25 سيارة إطفاء إلى موقع الحريق، وطائرة "هيلكوبتر" تابعة للقوات المسلحة، بجانب وصول محافظ أسوان والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمدينة، بعد أن تم تشكيل غرفة عمليات لإدارة الأزمة.

عاطف عبد العزيز صاحب مول تجاري، قال: إن "الحريق بدأ عقب فجر اليوم الأربعاء مباشرة، حيث شاهد امتداد ألسنة اللهب من أحد المحال، والتي امتدت بسرعة كبيرة ووصلت إلى أكثر من 20 محلًا بالقرب منه"، مشيرًا إلى أنه لا يستيطع أن يُجزم أسباب اندلاعها، لكن تعددت الأقاويل ما بين ماس كهربائي أو إلقاء جسم مشتعل، أو بفعل فاعل"، داعيًا أجهزة التحقيق المعنية بالكشف عن ملابسات الواقعة.

أما عمرو أشرف عبد العزيز صاحب محل للهواتف المحمولة، علَق على الحادث بالقول: إنه قبل إغلاق المحل الخاص به، شاهد ألسنة اللهب تتصاعد في مشهد يمكن وصفه كأنه أحد أفلام هوليوود، حيث امتدت بسرعة البرق، ودمرت عشرات المحال التجارية المتراصة، وسط صرخات واستغاثات أصحابها والمارة والأهالى"، مؤكدًا أن أعمال الإطفاء استمرت  7 ساعات متواصلة. وتابع أن الحريق التهم نحو 70 محلًا تجاريًا على أقل تقدير حتى الآن معظمها مخصص لنشاط بيع الملابس والمنسوجات والمواد الغذائية واللحوم ومحال للذهب وغيرها، حيث أنه لو تم حساب متوسط الخسائر الناجمة عن المحال التجارية، وفقا للتقديرات الأولية ستصل إلى أكثر من 10 ملايين جنيه.

فيما أوضح وائل المرغني وعمرو أسماعيل – أصحاب إحدى المحال التجارية المحترقة، أنه أمام فشل سيارات الإطفاء التى حضرت خلال الدقائق الأولى للحريق، وجهنا استغاثات للمسئولين بالمحافظة، الذين سارعوا بإرسال سيارات الأطفاء لتصل إلى نحو 25 سيارة، بجانب تدخل القوات المسلحة فوًرا عبر الدفع بطائرة هيلكوبتر للمعاونة في جهود الإطفاء والسيطرة على النيران.

وأضافوا أن محافظ أسوان وصل مبكرًا مع الدقائق الأولى لاندلاع الحريق، للاشراف على احتواء تداعيات الكارثة، كما قام الأهالى بملحمة وطنية من خلال الأسراع فى توفير المياه للمعاونة، في الوقت الذى ترك العديد من الأهالى منازلهم القريبة من موقع الحريق، توجهوا إلى الشارع خشية تعرضهم لأذى. وطالب المتضررون بصرف تعويضات عادلة لهم من محافظة أسوان والأجهزة المسئولة فى ظل أن الحريق دمّر ما تبقى لهم من الحياة.

من جهته قال محافظ أسوان مجدى حجازي: إنه "فور علمه بنشوب حريق بمنطقة شارع السوق التجارى بمدينة إدفو شمال أسوان فجر اليوم، توجّه إلى موقع الحريق – حيث قاد ميدانيًا جهود احتواء هذه الواقعة التي شهدت ملحمة غير مسبوقة فى التضافر والتعاون من كافة الجهات العسكرية والشرطية والحكومية، فضلاً عن مشاركة كبيرة من الأهالي". وأمر المحافظ بتشكيل لجنة من التضامن الاجتماعي والوحدة المحلية بإدفو والجهات الأخرى المعنية لحصر كافة الخسائر المادية والعينية جراء الحريق لتحديد التعويضات التي سيتم صرفها وفقاً للشروط والضوابط المنظمة لذلك، فيما لم يشهد الحريق أي خسائر في الأرواح.

وكلّف المحافظ لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بمعاينة العقارات السكنية ومباني المنازل المجاورة لمنطقة الحريق والتي تم إخلاؤها تماماً من الأهالى المقيمين فيها فور اندلاع الحريق للحفاظ على سلامة أرواح قاطنيها من أي أخطار أو أضرار محتملة، معطيًا توجيهاته للمسئولين بالوحدة المحلية بمركز إدفو بالتعاون مع الجهات المختلفة لرفع كافة آثار الحريق من مخلفات للأخشاب، وغيرها.