"البؤس"، مصطلح يعني اليأس من الحياة وانعدام الطموح ويأتي البؤس نتيجة للظروف المحيطة بالفرد سواء كانت هذه الظروف مادية أو معنوية؛ والمفارقة أن ظاهرة البؤس تنتشر في مصر والمنطقة العربية بين الشباب الذي من المفترض أنه "مُفعم بالأمل".

وبحسب الإحصائيات الصادرة حديثًا والمنشورة في صحيفة وول ستريت جورنال، حققت مصر رقمًا قياسيًا في معدلات البؤس، بعد أن وصل إلى 45.6 نقطة.

تقول الصحيفة، أن مؤشر البؤس العالمي الذي بناه آرثر أوكون، المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي ليندو جونسون، متخصص في قياس معدلات البطالة والتضخم، ويعتمد في بحثه على ارتفاع معدل البطالة وتفاقم التضخم، واللذان يؤديان إلى زيادة التكلفة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كما أنها أوضحت أن معدلات البطالة تنخفض لكن بمعدل ضعيف جدًا، وقد تقدمت مصر 20 نقطة في مؤشر البؤس خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.

ويصل معدل البطالة بين الشباب 26.7%، وذلك في الفئة العمرية ما بين 18 إلى 29 عامًا، وفقًا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وقد استحوذ الشباب الحاصلين على مؤهل جامعي على أعلى نسبة وهي 37.7%، من البطالة في هذه الفئة العمرية، وبلغ عدد الشباب في هذه الفئة 21.7 مليون نسمة بنسبة 23.6%، من إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 93 مليون نسمة، ووصل إجمالي معدل البطالة في مصر إلى 12% بالربع الأول من 2017.

في هذا السياق قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: إن الإحباط ينتج عن عدة عوامل أهمها البطالة ونقص الوظائف بسوق العمل، كما أن الحكومة كثيرا ما تعطي الشباب وعود زائفة بالعمل في أقرب فرصة وانصلاح الحال لكن دون فائدة، حيث تصدر الحكومة بيانات بإصلاح الأوضاع بعد 4 أشهر، وأحيانا بعد 6 أشهر وغيرها من الوعود العقيمة التي لا تثني ولا تغني من جوع.

وأضاف، أنه كثيرًا ما تزداد الأوضاع سوءًا يومًا بعد آخر، لذلك يجب أن تكون هذه الوعود في محلها عن طريق بيانات صادقة عن طريق المتحدث الإعلامي يوضح فيها تفاصيل المرحلة المقبلة والإحداثيات التي من خلالها يمكن التنبؤ بالمستقبل والقضاء على اليأس والإحباط.

كما شكك "فرويز"، في حقيقة إحصائيات "وول ستريت"، حيث قال: إن هذه الإحصائيات يمكن أن تكون بها شكوك، حيث إن مصر ليست دولة متخلفة أو يائسة بالدرجة التي يذكرونها ويمكنهم التأكد من ذلك، عن طريق النظر بدول أفغانستان والكونغو وبوركينا فاسو وأنجولا، وهي دول معدلات اليأس بها أكبر بكثير.