توجيه ضربة عسكرية لسوريا يهدد الأمن القومي المصري ..ومخاوف من تكرار السيناريو الليبي والعراقي
أحمد إبراهيم عصر
يتفاقم الوضع في سوريا ويزداد سوءا يومًا بعد يوم إلي أن وصل الأمر إلي قذف بشار الأسد الرئيس السوري لشعبه بالأسلحة الكيماوية, الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا علي النطاق الدولي, خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما, أنه يبحث توجيه ضربة محدودة ضد نظام الأسد, وأنه يتطلع إلي تحرك محدود وليس التزامًا مفتوحًا, جاء هذا كله وسط صمت من الحكومة المصرية دون وجود رد فعل قوي حول القضية السورية وما يدور حولها, البعض وصفه بأنه أمر طبيعي من المسئولين عن إدارة مصر نتيجة الانشغال بالوضع الداخلي, وقال آخرون أن مصر لا تملك خيارا آخرا غير الصمت خاصة وأن القوات المسلحة المصرية غير مستعدة لأية مغامرات خارجية.
قال الدكتور حسن اللبيدى, المحلل السياسي, أن مصر غير قارة علي تقرير أن ما حدث في سوريا كان قذفًا كيماويًا خاصة وأن جميع الدول تدعو إلي انتظار نتيجة تقارير اللجنة المشكلة والمنوطة بتحديد هذا الأمر, لافتا إلي أن مصر لا يمكن أن يكون لها رد فعل تجاه النظام السوري نتيجة معلومات قد تكون خاطئة, مؤكدًا علي أنه في حالة إثبات ذلك يجب أن يكون هناك موقفا تجاه الطرف الذي قام بذلك.
وأضاف "اللبيدى" إن مصر أعلنت من قبل أنها ضد التدخل العسكري في سوريا من أي طرف خارجي, مشيرًا إلي أن الإعلان عن توجيه ضربة خارجية يعد أمرا واسع النطاق لأن إلحاق أذي بالقوات الجوية السورية علي سبيل المثال فلا تعتبر ضربة, علي العكس ما إن كانت هذه الضربة لها آثار كبيرة علي الأرض.
كما أكد "اللبيدي" أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت حتى هذه اللحظة تدرس الأمر ولم تتخذ قرارها بشكل نهائي وقد تكون اتخذته بالفعل ولكنها علي الأقل لم تعلنه حتى الآن فضلًا عن ترحيب فرنسا بهذا الأمر, وإن كانت روسيا والصين غير موافقين علي ذلك ومن ثم فهو يري أن توجيه ضربه احتمال وارد بنسبة كبيرة لكنها قد تكون ضربة محدودة الأثر حتى يظهر المجتمع الدولي أنه لم يقف صامتًا تجاه الوضع في سوريا.
وأضاف"اللبيدي" إن مصر لن يكون لها أي دور في حالة حدوث ذلك نظرًا للوضع الذي تمر به فضلًا عن عدم دعوتها في اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية في عمان في دولة الأردن في الأيام القليلة الماضية, مؤكدًا أن الجيش المصري في الوقت الحالي غير قادر علي التصدي للضربة التي قد توجه إلي سوريا أو عمل أي مغامرات خارجية نتيجة انشغاله بالوضع الداخلي المصري.
ومن جانبه قال اللواء طلعت أبو مسلم, الخبير الاستراتيجي, إنه لا شك أن توجيه ضربة غربية لسوريا سيكون له تأثيرا كبيرا علي الأمن القومي المصري لأن توجيه الضربة سيضعف الجيش السوري وهذا يهدد الأمن القومي لمصر خاصة وأن الدولتين كان بينهما تعاونا كبيرا فيما مضي, مشيرًا إلي أنه لا يمكن استبعاد توجيه هذه الضربة في الأيام القليلة القادمة .
وأكد " أبو مسلم" أنه في حالة توجيه ضربه عسكرية لسوريا سيكون هناك رد فعل من جانب الحكومة فقط مستبعدًا أن يكون هناك أي تدخل من القوات المسلحة المصرية لأنها غير مستعدة لذلك حاليا نظرًا لأن التعاون العسكري داخل الجامعة العربية متوقف منذ عشرات السنين ولا يمكن استعادتها في أيام .
وأشار جورج إسحاق, الناشط السياسي والقيادي بجبهة الإنقاذ, إلي أن المصريين لا يريدون تكرار مأساة العراق وليبيا مرة أخري مع الشعب السوري ويجب أن يكون هناك ضرورة للتحلي بالصبر لحل هذه الأزمة بالطرق السياسية , كما رفض اشتراك الجيش والقوات المسلحة المصرية في ضرب الشعب السوري.
وأضاف "إسحاق" إن القضية ليست قضية بشار الأسد وأنه لا يهمنا في أي شيء لأنه رجل سفاح يقتل شعبه ومن قتل شعبة فقد مشروعيته وهو أمر بديهي لا يحتاج إلي مماطلة أو تبرير, مشيرًا إلي أن الطرف الأهم في هذا الصراع هو الشعب السوري نفسه الذي من المتوقع سقوط آلاف الضحايا جراء توجيه الضربة العسكرية.