راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

ثورات النعوش العربية

ملاك جمعة
ملاك جمعة

بقلم – ملاك جمعة

 الفرق بين الشرق الأوسط القديم الذي عايشناه قبل ثورات الربيع العربي وبين الشرق الأوسط الجديد الذي يعتصرنا الآن، هو ديمقراطية النعوش التي يصدرها لنا الغرب ويصر عليها حتى باتت سماء المنطقة مكتظة بتلك النعوش تتداخل فيها نعوش المصريين والليبيين والتوانسة واليمنيين والسوريين واللبنانيين، وسوف تستمر سياسة ذبح العرب بسكين ديمقراطية الأمريكان والغرب أسوة بما حدث في العراق مفتاح الشرق الأوسط الكبير ومنارة الحرية والديمقراطية طبقاً لرؤية ومخطط البيت الأبيض ومجلس الأمن. وبإطلالة سريعة على النافذة العراقية، تقول الإحصائيات إن 229 مدنياً قتلوا في شهر مارس الماضي وحده من أصل 456، أي أن نسبة المدنيين الذين قتلوا بلغت 50%، فيما بلغ عدد القتلى المدنيين في أبريل الذي تلاه 434 من أصل 712 ما يشكل أكثر من 60% من عدد الضحايا ليرتفع إلى 782 من أصل 1045 في مايو أي ما نسبته نحو 75%. كما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) مقتل 761 عراقياً خلال يونيو الماضي من بينهم 544 مدنياً، أي ما نسبته نحو 73%، وقالت البعثة في بيان رسمي: إن عدد الجرحى بين المدنيين بلغ 1389، فيما بلغ عدد الجرحى في صفوف قوات الشرطة والجيش 382 جريحاً. ودفع الارتفاع الملحوظ في عدد الضحايا بين المدنيين، الأمم المتحدة إلى التحذير من انزلاق العراق إلى مرحلة مجهولة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العنف من قبل قادة البلاد. وارتفعت وتيرة الهجمات التي تستهدف ملاعب كرة القدم والمقاهي الشعبية والأسواق خاصة في مناطق العاصمة بغداد، وبعض المحافظات المجاورة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين. ويعيش العراق أزمة سياسية خانقة منذ نهاية ديسمبر الماضي وتظاهرات واعتصامات في المحافظات السنية، احتجاجاً على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، الأمر الذي انعكس بصورة سلبية على الوضع الأمني وأثار مخاوف من عودة أعمال العنف الطائفي إلى أذهان العراقيين التي كانت سيدة الموقف بعد عام 2006. وتقول منظمة معنية بجمع إحصائيات ضحايا أعمال العنف في العراق: إن نحو 112 ألف مدني على الأقل قتلوا في البلاد منذ دخول القوات الأمريكية لإسقاط نظام صدام حسين قبل 10 أعوام. وذكرت منظمة «إيراك بادي كاونت» البريطانية في تقرير أصدرته أن بين 112 ألفاً و122 ألف مدني قتلوا خلال أعمال العنف المتواصلة في العراق، فيما بلغ مجموع من قتلوا ومن ضمنهم المقاتلين والعسكريين نحو 170 ألف شخص. وأشارت المنظمة إلى أن معدلات العنف لا تزال مرتفعة في البلاد، إذ يقتل كل عام بين أربعة وخمسة آلاف شخص، وهو ما يعادل تقريباً عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في العراق منذ 2003 والذي يبلغ أربعة آلاف و804 جنود. وحسب تقرير المنظمة فإن بغداد، كانت على مدار السنوات العشر الماضية، ولا تزال المنطقة الأكثر خطورة في البلاد، حيث قتل نحو 48٪ من العدد الإجمالي للقتلى، فيما كان الصراع الطائفي بين 2006 و2008 الأكثر دموية. وليست هناك تقارير تحصي بكل دقة عدد ضحايا الصراع في العراق، فمعظمها تشير إلى أن عدد القتلى يتجاوز مئة ألف، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن هذا العدد تجاوز المليون. ولعل هذا ما جعل صحيفة الجارديان البريطانية تصف نوري المالكي الذي يعد أول قائد عراقي وعربي يتسلم مفاتيح الشرق الأوسط الجديد بأنه «زعيم كوارث»، وذلك على خلفية ارتفاع عدد ضحايا التفجيرات التي عصفت بالعراق في أثناء شهر يوليو الماضي حيث فاق أعداد القتلى السوريين في الشهر نفسه. والحقيقة الغائبة أن ديمقراطية النعوش الغربية لا تجلب حرية ولا عيشاً ولا عدالة اجتماعية، فهذه أحلام عربية سرعان ما تستيقظ على كابوس طائفي.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register