ثورة إكس لارج
معتمد عبد الغني:
أعطاني قماش الثورة وقالي روح فصلها على مقاسك , نظرت في مرآة طموحي فاكتشفت أني مصاب بترهلات تفاؤل وبدانه مفرطة في الحلم , يسألني الترزي مقاس ثورتك كام؟. فقلت "إكس لارج" .. أخذ المقاسات وصدمني بقوله .. القماش غير كاف، يادوب يفصل مقاس "ميديم" .. نصحني أن أكمل ثورتي لأحصل على أمتار إضافية من القماش لستر عورات الجهل, وعدم إثارة شهوة الفساد عند أصحاب العيون الوقحة, حدثته عن التحرير وعن سقوط النظام ضحك وقال.. يادوب يكفوا اللياقة والأساور, وإذا حصرت الثورة في قماش ميدان التحرير الأبيض, فأعلم أن قماش المفسدين له أكثر من فرع في مختلف المحافظات, افرد قماشك على مصر بأكملها وضع بين ثنايا ثوبك عطر الوطن الأول الذي اشتقنا إليه , ولا تحدثني عن جبروت المصري..أسحرني بمنتج مصري , في ماليزيا قال مهاتير محمد " : " أيها الماليزي ارفع رأسك ناظرا للمستقبل ", وفي بلادنا ارفع رأسك فوق أنت مصري ليست كافية، إذا اقتصرت على مراقبة طائرات المحاسيب وهي تحلق بمستقبلنا إلى اللاعودة.
أعلم أن بدانة أحلامك تثير غيرة الناحلين ذوى الأرجل الكتكوتية الناشبة في أراضٍ لم تر خيراً مثلما رأته أرضنا العامرة ,مهما كثر المخربون, تغييرك يحتاج إلى نية صادقة والنية محلها القلب , وقلب الأمة شبابها فأبحث لهم عن تصميم مطرز يجمع بين الأصالة والمعاصرة, ولا تبحث عن تهمة عمالة تلصقها بثقافتهم وصراحتهم.
خذ من الأخر خيوط الغد ولا تسحب البكرة على أخرها فقد تخنقك ديون السداد, احتفظ بروحك المصرية الخالصة بعيدا عن الهيمنة والسيطرة، ولا تضف إلى ثوبك قبعة كاوبوي أو عقال .. كن أنت الثورة ,كن النظام, كن أنت بلا رتوش زائفة ولا تخجل من كونك اكس لارج فالرحلة في بدايتها وكلنا في العراء ننشد نسيم الحرية بعد سنوات من رقدة الكهف المظلم.
أجلسني بجانبه وهو يوصيني بثوبي الخير ويعطيني وصاياه وخبراته عن طيب خاطر فاستأنست مجالسته , وقلت .. حدثني عن العسكر والميري ..فكانت الإجابة رجال شرف وعزيمة ودفاع, رصاصهم زاد عنا المخاطر , لكن إذا زاد دورهم عن المسموح خرجوا عن النص وانقلبت الرواية لكوميديا أو مأساة، وفي الحالتين سيقتلنا ارتجال الهواة.
شد الحزام على وسطك إذا لاعبوك على لقمة العيش فالحرية أولى والبقية تأتي, ولو أدخلوك ساونا التخسيس من أجل إنقاص وزن حلمك, اخلع حزامك واضرب بالحديدة أفضل من موتك هزيلا يائسا على الحديدة.