راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

ثورة يناير …الله يرحمها

ملاك جمعة
ملاك جمعة

بقلم – ملاك جمعة

ما بين الاعتراف والنفي، تعيش ثورة 25 يناير مشاعر مختلطة، حيرة يبدو أنها ستظل تاريخية أبدية، أو لعلها ستظل ترافقها طيلة تاريخها المقبل. فها هو التليفزيون المصري الرسمي، كما قال أحد الأصدقاء العاملين في قناة النيل الثقافية، إنه ممنوع منعًا باتًا بث أي أخبار عن أي شيء يخص ثورة 25 يناير، أو أي مواد فيلمية أو حتى أخبار.

وقد وصل الأمر الآن إلى إطلاق عليها تسميات مشينة كـ"نكسة يناير" وإرهاصات لـ"يونيو"، وأقصوا شبابها الذي لم يكن له قائد ولا مخطط، وأشاعوا أن فصيلاً ما هو من ركبها واستولى عليها واحتلها، استعدادًا لإقصائه بل "ومسحه بأستيكة"، في حين كلنا يعرف كيف كان موقف الإعلام المصري في بداية اندلاعها وكان واضحًا للعيان، حيث رأينا هجومه المستطير عليها ووصفها وشبابها بأبشع وأقذع الصفات! ثم لما بدأت مؤشراتها تشير إلى النجاح، وبدأ الناس يشعرون بإنسانيتهم، ويتنفسون بحرية لم ينالوها منذ ما يقرب من ستة عقود، تلونت ألسنة الإعلام المصري ووجوهه، وهللوا لها حيث وجدوا أنفسهم عرايا، فسترها بورقة التوت الوحيدة، رافعين شعارات الثورة والانحياز للشعب، وباتوا يتحدثون بلسان الثورة والمدافعين عنها، بل والمبشرين بها، والأكثر من ذلك أنهم صاروا ثوارًا يسيرون في مقدمة الصفوف، حاملين الأعلام الرمزية، ولم ينسوا بالطبع أن يلتقطوا لأنفسهم عدة صور في الميدان ورفع علامة النصر.

ياا ناس.. يا شعب مصر.. ثلاث سنوات مرت الآن على هذه الثورة العظيمة.. يا نااس.. يا شعب مصر، ها هى سلسة طويلة من التخبطات والاعتقالات والتفجيرات والأزمات التي دمرت حقوقكم وأهانت إنسانيتكم، وسفّهت من عقولكم.. هل فكرتم كيف أنها للآن لم تتحقق لكم مطالبكم؟ أين حلمكم الأثير "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"؟ هل اكتفيتم بالرقص على نغمات الموسيقى الصاخبة في الشوارع، تلك الموسيقى التي تغطي حتمًا على أصوات ضمائركم وتمنحكم فرحًا وقتيًا أبله، دون النظر إلى المعنى العميق الذي تم تخريبه في نفوسكم؟ أخشى ألا تستطيعون التنفس ـ بعد كل هذا الرقص ـ فكل القراءات للواقع تؤكد أن الممارسات القمعية لا تزال موجودة وبقوة.

 يا ناس.. لا تحولوا ثورتكم التي دفعتم فيها أحبتكم وفلذات قلوبكم إلى حلم بلاستيك فداء لوجوه أسمنتية قميئة لن ترحمكم أبدًا حين تقعون تحت سطوتها، ولن تستطيعوا فعل شيء أمام كل هذا الاحتقان والاحتباس والقمع السياسي.. يا ناس.. يا من طالبتم بالحياة.. المجد لكم.. المجد لمن قال لا.. في وجه من قالوا نعم!

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register