جاويش أوغلو يحث الولايات المتحدة على تسريع تسليم غولن
حث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، السلطات الأمريكية على التحرك بشكل سريع من أجل تسليم زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية فتح الله غولن الى تركيا، إضافة إلى حظر كافة أنشطة المنظمة، والتضامن مع تركيا حليفتها بحلف الشمال الأطلسي (ناتو).
جاء ذلك في مقالة لجاويش أوغلو لشبكة "الجزيرة انترناشيونال"، أكد فيها أن أي دعم لغولن والمنظمة الإرهابية، لا يتوافق مع روح الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن المنظمة تموّل أنشطتها الهادفة إلى تقسيم الدولة التركية من خلال مدارسها المنتشرة في الولايات المتحدة.
وذكر جاويش أوغلو أن أنشطة غولن تُعرض النظام الدستوي والازدهار في تركيا الحليفة بالناتو للخطر، لافتاً إلى أن الشعب التركي يتطلع أن تسلم الولايات المتحدة الأمريكية غولن لتركيا، معتبراً أن موقف الولايات المتحدة ذا الأهمية البالغة، سيرسم شكل العلاقات بين البلدين الحليفين مستقبلاً.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن الشعب التركي أصيب بالدهشة من إصرار الولايات المتحدة على إيواء غولن، مستذكراً طلب حكومة بلاده من الولايات المتحدة تسليم غولن لغرض مثوله أمام العدالة.
وشدد جاويش أوغلو أن إفادات المحبوسين والموقوفين على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة تؤكد أن منفذ تلك المحاولة هي منظمة فتح الله غولن، مبيناً أن الأخير شجع أتباعه على مدار 30 عاماً من أجل التغلغل داخل القوات المسلحة التركية.
وتطرق الوزير التركي إلى مواقف الأحزاب السياسية في البلاد إزاء محاولة الانقلاب، موضحاً أن الأحزاب الممثلة في البرلمان (العدالة والتنمية، والشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطي)، أدانت في بيان مشترك تلك المحاولة الفاشلة، مؤكداً أن ذلك أظهر مجدداً مدى نضوج الديمقراطية التركية.
وكان مولود جاويش أوغلو قال في تصريح لقناة "خبر تورك" التلفزيونية التركية أمس الاثنين، إن علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية ستتأثر سواء شئنا أم أبينا، في حال لم تقم بتسليمنا فتح الله غولن.
وأضاف أن معارضة الشارع التركي للولايات المتحدة الأمريكية شهدت زيادة كبيرة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيراً إلى أن ذلك لن يعود بالفائدة على تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والعلاقات بينهما، وأن بلاده تسعى للحيلولة دون ذلك.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة (15 تموز/يوليو) الحالي، محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.