كتب:  أحمد إبراهيم عصر

بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين بدأ الحديث يتردد حول الحركات والجبهات التى تم تأسيسها لتكون في مواجهة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي وجماعته والمتمثلة في جبهة الإنقاذ والتيار الشعبي وأخيرًا حركة " تمرد "التي نجحت في حشد الجماهير في الميادين والإطاحة بالنظام, وبدأ البعض يري أنه بسقوط الإخوان قد انهى الدور المنوط بهذه الحركات وخاصة جبهة الإنقاذ وعلي الجميع العودة إلي أماكنهم وأن يعمل كل منهم بشكل مستقل عن الآخر, بل ترددت هذه الآراء داخل جبهة الإنقاذ وحركة تمرد بالفعل الأمر الذي جعل قيادات هذه الحركات تبادر في التأكيد علي استمرارهم في الشارع المصري حتى انتهاء المرحلة الانتقالية .

يري الدكتور ناجى الشهابي , رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشوري السابق ,أن جبهة الإنقاذ تم تشكيلها لمواجهة الاستبداد الإخوانى والرئيس السابق محمد مرسي وبالتالي وبعد سقوط حكم الإخوان فإن الأسباب التي تكونت الجبهة من أجلها انتهت ومن ثم فمن الضرورى حل هذا التحالف خاصة وأن الإنتخابات القادمة في حاجة إلي منافسة حقيقية.

وأضاف "الشهابي" أن جبهة الإنقاذ لم تكن ذات تأثير قوي في الأحداث علي العكس من حملة تمرد التي قامت بدورها علي أكمل وجه, مشيرًا إلي أنه يجب استمرار شباب تمرد في مسيرتهم كرقيب وحافظ للثورة المصرية وشعبها ،مؤكدًا علي أن حركة تمرد لا يجب أن تنتهى بسقوط الإخوان بل لابد من تحول الحملة إلي حزب سياسي يعبر عن هذه القوة الشبابية ويعمل علي تحويلها إلي طاقة إيجابية لخدمة الوطن.

أكد "محب دوس" المتحدث الإعلامي باسم حملة تمرد, أن هناك نية حقيقية بالفعل داخل الحملة إلي تحويلها والتعبيرعنها بحزب أو حركة سياسية تشارك بقوة في العمل السياسي في المرحلة المقبلة, وإن كان هناك اتجاه آخر داخل حملة تمرد كما أشار "محب" الي أن الحركة يجب إنهاء دورها في الشارع المصري عقب انتهاء المرحلة الانتقالية الحالية.

وتابع "دوس" أن حملة تمرد يتمثل قوامها الرئيسي في جموع الشعب المصري وهو الأمر الذي قد يجعل من الصعب تحويلها إلي حزب سياسي أو حركة سياسية خاصة وأن شباب الحملة ينتمون لتيارات وأحزاب سياسية مختلفة.

ومن جانبها أوضحت الدكتورة كريمة الحفناوي ،أمين عام الحزب الاشتراكى المصري والقيادية بجبهة الإنقاذ، أن التشكيك والحرب النفسية ما زالت تحيط بجبهة الإنقاذ وغيرها من الحركات التي كانت تسعي لإسقاط حكم الإخوان,مشيرًة إلي أن قيادات الجبهة اجتمعوا وقرروا الاستمرار في الشارع المصري بموافقة أغلبية الأعضاء علي الرغم من اعتراض البعض خاصة وأن مصر مازالت تمر بمرحلة انتقالية في حاجة إلي التوحد من أجل تشكيل برلمان قوي واختيار رئيس جمهورية قادرعلي إدارة الدولة.

وتابعت "كريمة" أن أهداف الثورة لم تتحقق حتى الآن وإن كانت جبهة الإنقاذ تم تشكيلها لتكون في مواجهة الإخوان المسلمين إلا أنها جاءت من أجل تحقيق أهداف بعينها لم تُحقق بعد , مؤكدة علي أن الجبهة ستعمل علي تحقيق هذه الأهداف خلال المرحلة الانتقالية وأنها قد تتسع لأحزاب أخري أو يخرج منها أحزاب في الفترة القليلة القادمة.

كما أكدت "الحفناوى" علي أن لقاء ممثلين عن حملة تمرد أو جبهة الإنقاذ بمفوضة الاتحاد الأوروبي "كاثرين أشتون" أمر مقبول وأنه من حق الجبهة ومن حق حركة تمرد مقابلة جميع الأطراف لشرح وجهة نظرهم خاصة وأن الإخوان المسلمين تصدر للعالم أن ما حدث في مصر انقلابًا وليس ثورة, مشيرة إلي أن جلوس أعضاء تمرد وجبهة الإنقاذ مع مفوضة الاتحاد الأوربي لا يعنى قبول التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية أو الكيان الصهيونى.