"حجر النواتية" صخرة خارج "جغرافيا" المسئولين .. ترعة المحمودية اغتيلت ..والكهرباء والنظافة أحلام ممنوعة على الأهالي
مروة صلاح الدين
تصوير عمرو شاهين
منطقة الباكتوشى بحجر النواتيه من المناطق المهمة في شرق الإسكندرية, والتي تقع على ترعة المحمودية, وتربط بين غرب المدينة وشرقها, وتعود تسميه المنطقة إلى أنها قديما كانت تحتوى على كميات ضخمه من الأحجار والرصاص المعروف بكثافته, والنواتية هي البحارة الذين كانوا يأتون تلك المنطقة لجلب الأحجار, ورغم ذلك لم تسلم من شبح الإهمال الذي خيم على المكان, و صار نهجا يتبع دون ادني شعور من جانب المسئولين بأهمية هذه الأمكنة التي تعد موردا بالغ الأهمية للمدينة.
"زهرة التحرير" زارت المنطقة للتعرف على مشاكلها ورصد بعض مظاهر الإهمال المتفشي بها عن قرب.
في البداية قال احمد فوزي" بائع خضار": تعانى المنطقة إهمالا شديدا ونقصا في جميع الخدمات حيث يتم قطع التيار الكهربائي ستة أو سبعة مرات يوميا, ويجلس المواطنين حينها يضربون أخماس في أسداس بسبب تكرار الظاهرة دون سابق إنذار, ,والتي تهيئ الجو للصوص للسرقة وبث الذعر بين الناس لافتا أن العهد الحالي لايفرق كثيرا من حيث الإهمال عن العهود السابقة.
بينما أشار سيد محمد" احد السكان": البطالة تنخر في عظام الشباب الذين يقضون اغلب أوقاتهم على المقاهي منتظرين الفرج من عند الله, وليس لديهم أي شيء غير امتهان أعمال " الصياعة" أو اصطناع الخناقات ليلا ونهارا مع أهالي المنطقة , مما أدى إلى زيادة نسبة الإجرام والبلطجة في المنطقة.
ويلتقط أطراف الحديث محمد فراج" سائق" قائلا: القمامة تملأ الشوارع وعدم الاهتمام بالنظافة هنا هو شيء أساسي , ويبدو عاديا حيث إن الناس تلقيها بالأكوام في الشوارع أو يتم إلقائها فى ترعة المحمودية, وتتراكم فوق بعضها بالأيام بلا إزالة , نظرا لعدم وجود سيارات القمامة بصفة دورية لتنقذنا من هول الرائحة , وامتلاء المكان بالذباب والميكروبات والأمراض الخطيرة التي تهدد أبناءنا.
و أضاف: أعانى أيضا من أن بضاعتي من اللحوم تتلف في الثلاجات بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستفز مما يجعلني اخسر كثيرا في رزقي ,وقال :قدمت انأ وأهالي المنطقة شكاوى عديدة فى هذا الشأن ولم يتم الاستجابة لمطالبنا.
وأعربت زينب السيد"موظفة" عن استياءها من أن خدمات الإسعاف والمطافئ لا تدخل المنطقة بسبب ضيق الطرق والممرات المؤدية إليها بسبب أن المباني متلاصقة ببعضها ,ولا يفرق عن العقار والأخر غير أزقة صغيرة غالبا تكون مكان امن لمدمني الحقن ومتعاطي المخدرات بدون أي رقيب مستغلين في ذلك الغياب الملحوظ من قبل الأجهزة الأمنية , مشيره أن حل هذه المشكلة يمكن في عمل كوبري أو شوارع وطرق كبيرة تكون صالحة لدخول العربات بها.
ومن جانبه أكد أبو محمد على" متقاعد" يوجد بالمنطقة عقار صدر قرار بإزالته منذ عام 98 من قبل حي شرق,وهو العقار الكائن أمام كوبري المشاة عزبة الباكتوشى, لأنه سيوفر طريقا مروريا يستوعب سير العربات, وسيحل مشكلة انسداد الطريق المؤدى إلى المنطقة, وبالرغم من ذلك لم تتم إزالته.
وأضاف : منذ شهر قد تم الارتفاع بالمبنى من قبل مالكية, ولم يتحرك ساكنا من الحي لإزالته, رغم أنهم على دراية تامة بقرار الإزالة , وضرورة هدمة للصالح العام, مؤكدا أن ملاك العقار قد عمدوا في رشوة العاملين بالحي, حتى يتمكنوا من الارتفاع بالعقار دون مسائله , وتساءل أبو محمد في حالة استغراب أين ذهب ضمير السادة المسئولين؟ .
كما أوضح تقديمه لعدة شكاوى لإزالة العقار وتنفيذ القرار بمقتضى القانون ولكن لم تتم الاستجابة, لافتا نحن نعيش في بلد المصالح والرشوة العلنية, وعدم احترام القوانين هو الأمر السائد , أضاف أن المنطقة يوجد بها عشش لبيع الخضار تمت إزالتها من قبل ولكن عادت مرة أخرى.
وقال سعيد محمد"صاحب سوبر ماركت" أن المنطقة تخلو من عواميد الكهرباء مما يعرضنا للمخاطر وانتشار البلطجية بمنتهى السهولة حيث يفعلون ما يرغبونه في الظلام الدامس لافتا أن المواطنين هنا لا يخرجون لأي سبب بعد الواحدة صباحا حتى لا يواجهوا البلطجية ,وأيضا لعدم وجود اي وسائل مواصلات تنقلهم, فتحولت المنطقة إلى بؤرة لعناصر الإجرام, مشيرا أن المنطقة تحتاج الى المذيد من المجهود والتواجد الامنى المكثف, وتفعيل نقطة شرطة حجر النواتية بما يليق بمكانتها الجغرافية.
بينما اشتكى مصطفى"بائع فاكهه" من الاهمال المتفشى فى مستشفى مبرة الباكتوشى حيث ان دكاترة الرحمه يجيدون اهمال المريض على اكمل وجه, ويقدموا له علاجا خاطئا مشيرا انهم يحاجون الى اعادة تأهيل حتى يصيروا اطباء يأمنوا على حياة "بنى ادم", لافتا كنت اعانى من مرض خطير وذهبت الى المستشفى ليست لاستعيد عافيتى, ولكن قد حدث العكس تماما وتدهورت حالتى سوءا, وكنت سأواجة الموت حقا , لولا ستر الله, وبعدها اضطررت لدفع"دم قلبى" فى الذهاب الى احدى المستشفيات الخاصة حتى اتمكن من العلاج.
وتابع مصطفى شكواة قائلا منطقة الحجر الطرق بها تحتاج الى اعادة رصف وسفلته حتى تتمكن العربات السير بأمان, وتجنب الحوادث.
وقال احمد عبد العزيز، أحد" بائعي المنطقة": إن أهالي المنطقة يعانون الامراض الخطيرة والروائح الكريهه التى تصدر من ترعة المحمودية وتصل الى البيوت وتسبب الامراض الرئوية للاطفال , كما انها اصبحت حماما لسباحة الحمير والحيوانات, ولم تسلم من تعديات المواطنين المستمرة عليها، فتحالف اهمال المسؤلين مع قلة وعى المواطنين على اغتيالها, وامتلأت بالحشرات والقمامة، بعد قيام البعض بألقاء جميع مخلفات على جانبي الترعة لعدم توافر صناديق قمامة بالمنطقة.
كما قالت مروة أحمد"احد المارة"، إنهم قاموا بالتقدم بالعشرات من الشكاوى والاستغاثات لمحافظ الإسكندرية، للمطالبة بتنظيف الترعة التى اصبحت ملجأ لتجمع النفايات ، لكن دون جدوى، على حد قولها ,لافتة ان السبب فى تفاقم الازمة هو استمرار القاء المواطنين القمامة والحيوانات الميتة بالترعة وتركها دون نظافة.
بينما اشار محمود احمد"مهندس" ان منسوب المياة فى ترعة المحمودية انخفض كثيرا والذى سيؤثر بدورة على نسبة مياة الشرب التى تصل الى مختلف احياء المدينة لافتا ان انها شريان حيوى يمد معظم محطات المحافظة بمياة الشرب, وتعد المصدر الرئيسى للمياة فى محافظة الاسكندرية والبحيرة, كما انها تعد ممرا مائيا للمراكب التجارية بين الاسكندرية ومياة النيل.
وقال خالد حسن" قاطن بجانب الترعة": هناك اكشاك خشبية مقامة على ضفاف الترعة دون وجود رقابة او محاسبة من المسؤلين هذا بالاضافة ان الترعة بجانبها ورش تصليح السيارات ومقاهى تلقى مخالفاتها فى الترعة مما يتسبب فى صدور رائحة كريهه تؤذى ساكنى المناطق المجاورة, كما اشار ان نباتات ورد النيل التى تنمو بشكل تلقائى على جانبى الترعة تسببت فى حجب مساحات كامله من مياة الترعة تؤثر على الحياة السمكية.