حرب جديد بين محامي ومدير حملة ترامب والقضاء الأمريكي .. تقرير
جرائم النصب والاحتيال تلاحق مستشاري ترامب
الإعلام الأمريكي: ترامب يعيش أسوأ أيامه
محامي ترامب يعترف: موكلي كان على علم بكل شىء
يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوأ أيامه منذ توليه منصبه، بعد الضربة المزدوجة التي تلقاها أمس، الثلاثاء، حينما اعترف محاميه السابق، مايكل كوهين، بأنه مذنب في 8 تهم من ضمنها خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، وإدانة مدير حملته الانتخابية السابق، بول مانفورت، بـ8 جرائم نصب واحتيال مالي.
هذه الأحداث، والتي أثارت جدلًا كبيرًا على الساحة السياسية الأمريكية دفعت بوسائل ووسائل الإعلام، لاعتبار أن ترامب يعيش أسوأ أيامه منذ صعوده إلى سدة الحكم.
ورصد "صدى البلد" المستشارين الذين عملوا بحملة ترامب الانتخابية، وتمت إدانتهم بما في ذلك رئيس الحملة، والمدير الثاني لها، ومحامي ترامب الشخصي ومستشاره للشئون الخارجية، وكلهم اعترفوا بصحة التهم التي وجهت إليهم.
مايكل كوهين
يعتبر مايكل كوهين هو الأسم الأبرز في تلك القائمة، فقد بدأ المحامي المخضرم بالعمل مع ترامب في 2006، حيث تولى منصب نائب رئيس مؤسسة "ترامب"، وقد كان من أشد المدافعين عن ترامب الذي كان في ذلك الوقت أشهر رجل أعمال في الولايات المتحدة، بل وأطلق عليه البعض اسم "كلب ترامب الشرس"، لأنه اشتهر بدفاعه المستميت عنه، حيث قال في مقابلة له عام 2011: "إذا فعل أي شخص أمرًا لا يروق لترامب، أفعل كل ما بوسعي لحلها لصالح ترامب. فإذا فعلت شيئًا يزعج ترامب، أمسك بعنقك ولا أتركك حتى أنتهي منك".
فكلمة " الولاء" هي محور علاقة كوهين بترامب، لكن سرعان ما بدأ هذا الولاء يتضاءل شيئًا فشيئًا بعدما داهم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مكتبه ومنزله في 9 أبريل الماضي، وحتى بعد إحالته للقضاء من قبل المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا.
وكان فريق مولر حصل سابقًا على رسائل إلكترونية كتبها كوهين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ووثقت عمله لتطوير مشروع عقاري لترامب في موسكو، كما اعترف، أمس، بأنه مُذنب في ثماني تهم من ضمنها خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، ودفع مبلغ مالي كبير للنساء اللواتي تزعمن ممارسة الجنس مع الرئيس الأمريكي لشراء صمتهن، مؤكدًا أن موكله كان على علم بذلك.
بول مانفورت
مدير حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب والشهير بخبرته الاستراتيجية، فقد عمل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لحملتي جيرالد فورد ورونالد ريجن، قبل أن يقدم المشورة لحملتي جورج بوش الأب في 1988 وبوب دول في 1996، وكان مسئولا عن حملة المرشح الجمهوري، بوب دول، الذي هُزم في الانتخابات أمام بيل كلينتون.
وبعد غياب دام عشرين عامًا، لجأ إليه دونالد ترامب في نهاية مارس الماضي لتعزيز المهنية في حملة هواة تجاوزها بنجاح المرشح، وبعد أسابيع أقيل مدير الحملة السابق، كوري ليواندوسكي، وتولى مانافورت إدارة العمليات.
وفي أول محاكمة تجرى على ضوء التدخل الروسي، أدين مانفورت، أمس، بـ8 تتضمن 5 تهم بالاحتيال الضريبي وتهمتان بالاحتيال المصرفي وتهمة واحدة بعدم التصريح عن امتلاكه حسابات في مصارف أجنبية.
مايكل فلين
أحد مستشاري ترامب المقربين جدا ومن مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابية، وقد شغل قبل 4 أعوام منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، لكنه أقيل من المنصب، وكان له دور مخابراتي في حربي أفغانستان والعراق.
تخلى عن الحزب الديمقراطي، وقرر التحالف مع ترامب الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله.
كما اعترف فلين بالكذب على مكتب التحقيق الاتحادي بعدما قدم بيانات كاذبة، وأغفل بيانات، في تقرير عن التعامل مع وكلاء جهات أجنبية قدمه في 7 مارس 2017 بشأن عمل شركته مع الحكومة التركية، في حين تحدثت تقارير عن أن مولر ينظر أيضا في ادعاء عن اقتراح يتلقى بموجبه فلين ونجله ما يصل إلى 15 مليون دولار مقابل اعتقال رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة عبدالله جولن وتسليمه للحكومة التركية.
ريك جيتس
خلال جلسة محاكمة مانفورت، أمس، شهد ريك جيتس، النائب السابق لرئيس حملة ترامب، ضد مانفورت، حيث أكد أن مانافورت تعاون مع عدد كبير من البنوك بحسابات وأسماء مختلفة ووهمية، كان من ضمنها 15 حسابا مختلفا لشركة واحدة هي شركة Shell.
وتابع جيتس مؤكدًا أن مانافورت كان يخفي هذه الحسابات الوهمية من خلال تعاملات غير شرعية، مشيرًا إلى أنه يعرف تلك المعلومات لأنه كان الشريك الذي يقوم بترتيب كل الأوراق اللازمة والخاصة بتلك المعاملات.
جورج بابادوبولوس
في أكتوبر الماضي، أعلن مولر أن مستشارا سابقا لحملة دونالد ترامب الانتخابية في السياسة الخارجية كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اتصالاته المتكررة مع وسطاء يعملون لحساب السلطات الروسية، لتكون تلك هي المرة الأولى التي يكون فيها عضوا في فريق الرئيس الجمهوري ضالعا في اتصالات على هذا القدر من التقارب مع وسطاء روس.
وأقر جورج بابادوبولوس في الخامس من كتوبر بالإدلاء بإفادة كاذبة، واعترف بالوقائع الواردة في البيان الاتهامي الطويل الصادر عن فريق مولر.
انضم جورج بابادوبولوس في مارس 2016 إلى فريق حملة ترامب، حيث كان بين المستشارين الخمسة في السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري، وبعد ذلك بقليل قال المرشح عنه لصحيفة واشنطن بوست "إنه مستشار في النفط والغاز، شخص ممتاز".
كان بابادوبولوس مقيما في ذلك الحين في لندن، وبعد قليل على انضمامه إلى الحملة، التقى في إيطاليا أستاذا جامعيا مقيما في لندن (لم يعرف ما إذا كان أستاذا أو أستاذة)، أبدى اهتماما كبيرا بالمستشار بعدما علم أنه في فريق حملة ترامب، فأكد له أن له علاقات عالية المستوى داخل السلطة الروسية.