حزب الخُضر يُرشح أنالينا بيربوك للمُستشارية الألمانية
رشح حزب الخضر الألماني الاثنين رئيسته المشاركة أنالينا بيربوك لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل، في تحدٍ للمحافظين العالقين في معركة شرسة من أجل المنصب.
وقال الرئيس المشارك للحزب روبرت هابيك: «كلانا يريد المنصب لكن في النهاية، لا يمكن إلا لأحدنا الحصول عليه. لذا جاءت اللحظة اليوم للإعلان بأن مرشحة الخضر للمستشارية ستكون أنالينا بيربوك».
يذكر أن بيربوك (40 عاما) أول مرشّحة للمستشارية يسميها الخضر على الإطلاق. لكن في وقت تظهر استطلاعات الرأي أنهم يحلون في المرتبة الثانية بعد المحافظين الذين تنتمي إليهم ميركل، بات لدى الخضر فرصة حقيقية ليتحولوا إلى أكبر حزب وينتزعوا المستشارية.
وقالت بيربوك «نبدأ اليوم فصلا جديدا لحزبنا وإذا نجحنا، لبلدنا».
وأكدت «أنا أمثل التجديد بينما يمثّل آخرون استمرار الوضع الراهن»، مضيفة أن «التغير المناخي أكبر مهمة بالنسبة لجيلي».
وازدادت شعبية المحامية، وهي أم لطفلين، في الشهور الأخيرة، واستخدمت تركيز الإعلام على الوباء لانتقاد الحكومة لعدم منحها أولوية للأطفال خلال الأزمة، بينما قدّمت مقترحاتها في هذا الصدد.
وبعد مفاوضات استمرت طوال عطلة نهاية الأسبوع خلف أبواب موصدة، فشل المسؤولون المحافظون في إيجاد تسوية بعدما كانوا يعتزمون التوصل إلى توافق في مهلة أقصاها مساء الأحد. وانتهت جولة مفاوضات أخيرة ليل الأحد/ الاثنين من دون تحقيق نتيجة وفق وسائل الإعلام الألمانية.
وتجري المنافسة الداخليّة لقيادة اليمين في الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر (أيلول) بين رجلين.
فيخوض السباق من جهة خلف ميركل على رأس الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت، وهو معتدل مؤيد للاستمرار في خط ميركل مع التركيز على الوسط، ومن جهة أخرى رئيس حليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي ماركوس زودر الذي يميل أكثر إلى اليمين.
ويملك لاشيت ورقتين، الأولى أن حزبه هو الأكبر في التحالف، والثانية أنه يحظى بدعم الكوادر الرئيسية في حزبه.
لكن شعبيته لدى الرأي العام متدنية، وتفوقها شعبية منافسه بفارق كبير.
ووفقاً لاستطلاع حديث أجرته محطة «إيه آر دي»، يعتقد 44 في المائة من الألمان أن ماركوس زودر هو الأنسب لقيادة المحافظين في الانتخابات، في مقابل 15 في المائة للاشيت.
وتُعتبر مواجهة من هذا النوع بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أمراً نادراً منذ التحالف الذي قام بين هذين «الحزبين الشقيقين» بعد الحرب.
لكن سبق أن تواجها بشدة على منصب المستشارية في عام 1980. وفي ذلك الوقت، كان البافاري فرانز جوزيف شتراوس هو الفائز مقابل مرشح الاتحاد المسيحي الديمقراطي هلموت كول.
وحذرت صحيفة «بيلد» من أن الحركتين «تتقاتلان مع بعضهما»، بينما قالت مجلة دير شبيغل إن الأمر «قد يصل إلى الانفصال».
في هذا الوقت، تبقى أنجيلا ميركل صامتة بعد أن أعلنت عدم الرغبة في التدخل في مسألة خلافتها.
ومع ذلك، فهي تُعتبر مسؤولة جزئياً عن الخلاف الذي بدأ في نهاية فترة «حكمها»، إذ إنها قضت على مدى سنوات على منافسيها الداخليين ومنعت بروز خلف طبيعي لها.
ويرى البعض في حزبها أن عليها الآن التدخل لمنع هذه المعركة من إضعاف المعسكر المحافظ بشكل دائم قبل الانتخابات التشريعية.
بعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخراً، يواجه الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.
وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة: فتحالف الحزبين لا يحصد حالياً سوى 26 في المائة إلى 28.5 في المائة من نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المقررة في 26 سبتمبر، أي أقل بعشر نقاط من شعبيته في فبراير (شباط) وفي انهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40 في المائة.
وبات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ بعد أن سجل ارتفاعاً في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019. وهو يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي.