رأوا ضرورة كسر العادات والتقاليد التى باتت بالنسبة لهم قيداً لا يناسب زمنهم ويعطل حياتهم، فمع اقتراب موعد زفاف «كريم ونهال»، المخطوبين منذ بداية العام، وجدا أن الأموال المخصصة لتجهيز الشقة وشراء «العفش» قد التهمت معظم ميزانيتهما ولم يتبق منها سوى مبلغ ضئيل للإنفــاق على «فرحـهما»، فـأطلقـا فكــرتهما المجنونة والجديدة فى الوقت ذاته وهى: «حضور حفل الزفاف لأى فرد سيكون بتذكرة يتراوح سعرها بين 75 و100 جنيه».

هى الدعوة التى صممها كريم عاطف 22 عاماً، مهندس برمجيات، لأقاربه وأصدقائه والتى كتب فيها «نرجو من حضراتكم التكرم والتعطف علينا بحضور فرحنا اللى أنا مش عارف أعمله.. الحضور هيكلف الفرد من 75 إلى 100 جنيه، ما هو أنا مش عايز فرح وأصـلاً مش بحضر أفراح، بس كله عمال يقول ضرورى فرح عشان الناس، فيبقى الناس تعتبر نفسها نازلة تخرج وتتفسح وتدفع تمن فسحتها.. ولا إيه؟.. تعاطفك وحده مش كفاية».

«الرغبة فى كسر التقاليد التى تهتم فقط بنظرة الناس دون اعتبار لحال الشاب المصرى اللى اتقطم ضهره فى تجهيز شقته».. كلمات «كريم» تفسر سبب إطلاق دعوته، فالمبالغ الخيالية لتأجير أى قاعة زفاف، بالإضافة إلى تصميم الأهل على عدم الاكتفاء بحفل صغير دفعه إلى التفكير فى حل جديد يرضى جميع الأطراف: «اتهمونى وسط عائلتى بالأنانية وبأننا بنفكر فى نفسنا، ونفس الحال لخطيبتى لما طالبناهم بالاكتفاء بحفل صغير.. والحجة أن هذا هو العرف بين الناس وأننا نحرمهم من فرحتهم بينا».

رد فعل الآباء عند علمهم بفكرة نهال وكريم كان الاستنكار لكنهم فى النهاية -حسب كريم- تقبلوا الفكرة ولكن بشرط عدم تطبيقها على الكبار: «اللى عايز ييجى يهنينى بفرحى ييجى من غير ما يستنى حتة جاتوه ولا زجاجة بيبسى وإلا فعليه دفع التذكرة»!.