حقائق وردود
بقلم: مصطفى محمود
جاءنى الرد التالى على مقالى الأسبوع الماضى من الأستاذ احمد عبد العظيم:" أعلم علم اليقين أن مستواى سواء العلمى أو الثقافى أو المهنى لا يؤهلنى لكى تكون لدىّ الجرأة لأعبر عن رأيى المتواضع فى مقالكم الممتع لكنى أرجو من سيادتكم التكرم بالنظر لهذا الرأى على أنه محاولة من طالب علم يريد أن يستزيد من فيض علمكم الغزير وخبرتكم الواسعة .
أولا: …ذكرتم -أعزكم الله- أن سيدنا عمرو بن العاص -رضى الله عنه- لم يكفر مسيحيى مصر … ولكن من خلال معلوماتى المحدودة وقراءاتى المتواضعة فى مجالات العقيدة والتفسير والسيرة أفهم الآتى:- فى العقيدة: أن كل من خالف عقيدة ما فقد (كفر) بها فالمسلم كافر فى نظر المسيحى أيضا
وفى التفسير: أرجو من سيادتكم التكرم بتوضيح معنى قوله تعالى: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)) وقوله تعالى: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ))..
وفى السيرة: أرجو من سيادتكم التكرم بإعلان المصدر الذى حصلتم منه على تلك المعلومة التى تفيد بأن صحابيا جليلا بقدر سيدنا عمرو بن العاص -رضى الله عنه- خالف تلك القاعدة القرآنية ولم يعتبر مسيحيى مصر كفارا لأننى ربما لمحدودية قراءاتى لم أقع على مثل هذا فى كتب السيرة
ثانيا: … ذكرتم -بارك الله فيكم- أن جماعة الإخوان هى بذرة العنف التى رعاها الغرب فهل هذا يعنى أن كل عنف يمارس فى دولة ما من الدول الإسلامية كنيمار مثلا تسبب فيه وجود جماعات إسلامية متطرفة؟!
ثالثا: …ذكرتم -أنار الله بصيرتكم- من طوائف الشيعة التى خرجت فى إيران (الشيعة المعتزلة) وهذه هى المرة الأولى التى اكتشف فيها أن المعتزلة هم طائفة شيعية مع أن كتب الفرق والمذاهب الإسلامية تتكلم عن الشيعة والمعتزلة كفرقتين منفصلتين تماما لا تندرج إحداهما تحت الأخرى
رابعا: …ذكرتم -حفظكم الله- بعض الجماعات كالإخوان والسلفيين والتبليغ والدعوة وغيرها ثم علقتم على هذه الجماعات على أنها (ملل) وما أعلمه -فى حدود معلوماتى القليلة- عن مصطلح (الملل) أنه يعبّر عن العقائد المختلفة وليس عن التيارات والاتجاهات الفكرية داخل الدين الواحد
خامسا: …اعتبرتم -ثبتكم الله- أن الإسلام تم تقسيمه على يد الإخوان مع أن ظهور عشرات الفرق الإسلامية التى مازال بعضها موجودا إلى الآن كان عبر القرون الطويلة الماضية أى قبل أن يولد حسن البنا بأكثر من ألف عام.
وكان على أن أرد عن هذا فقلت:" السلام عليكم يا أستاذ أحمد فى البداية أريد أن أشكرك على الدعوة لهذا الحوار المتحضر الذى نبغاه جميعا فقط لله وللمحافظة على هذا الوطن الذى يحبه الله لأنه البلد الوحيد الذى تجلى الله سبحانه وتعالى فيه لسيدنا موسى فى جبل الطور . أولاً : الإجابة على النقطة الأولى أننى معك فى كل ما ذهبت إليه من آيات و من السير ولكن الذى وصفهم بالكفر هو الله سبحانه وتعالى ولا خلاف عن ذلك ولكن هذا ليس سببا يجعلنا نمشى نكفر بعضنا الآخر ويجب على وعليك إلا نكفر احد لأننا لم نشق عن صدورهم فلا ترمى أحدا بالكفر لأنك لا تعلم انه ربما يكون قد اسلم ولا يعرف أحد ذلك … ولك أن تعرف أن هناك قسيسين لا (تعلمهم) الله يعلمهم لأنه اعلم بالسر و أخفى قد اسلموا ولا يستطيعون إعلان ذلك.. المشكلة الأخرى أن ما يحدث أن من هم فى رابعة يعتبروننا كافرون كما تعلم مثلما قال احدهم قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار .. هل يقال هذا لغير الكافر؟؟ مايهمنا هنا انك لست لديك تصريح من الله أن ترمى أحدا بالكفر ولكن سيحاسبه الله على كفره يوم القيامة. ثانيا: ما تتحدث فيه فى النقطة الثانية ليس له أى علاقة بما أتحدث عنه لا افهم كيف تدخل هذا فى ذاك يا سيدى ما يحدث فى ماينمار هو إبادة جماعية ضد المسلمين الذين هم جزء منا وهو أمر مرفوض و علينا جميعا العمل على إيقاف هذا ما علاقة هذا بذاك!!!؟ . أما ما نتحدث عنه هو النشأة التاريخية الموثقة لجماعة الإخوان المسلمين ..وأنها جماعة كانت مصنوعة بأيدى مخابرات أجنبية وهذا أيضا موثق ولى هنا سؤال كيف ترى أن سيد قطب عندما كان فى مصر وكان يريد سلطة أيام عبد الناصر وعندما لم يحصل عليها ذهب إلى الولايات الأمريكية وعاد شخص آخر تماما ليبدأ فى تأليف معالم فى الطريق الذى دعى فيه إلى التنظيمات الجهادية (برجاء قراءة التاريخ جيدا) ثالثا : قد يكون هذا خطأ غير مقصود ولكنى اقصد أن الملل والفرق والشعب أصبحت كثيرة قد تتعدى البضع وسبعين شعبة التى تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال كلهم فى النار إلا واحدة. ومثل هذا الخطأ لا يجب الوقوف عنده لأن المعنى المستهدف واضح
رابعا: أليست هى الحقيقة؟ لقد قلت "وغيره كثير من الملل و الجماعات التكفيرية وغيرها" أليست الجماعات التكفيرية من ضمن الملل داخل التيار الواحد وهو التيار الإسلامي الذى بسببه مات آلاف المسلمين بلا ذنب فإذا كنت توافق على هذا إذاً فأنت تعرف أين هو القاتل و المقتول وان كنت لا تعرف فلنغلق هذه الجزئية .. أيضا أليست الإخوان من ضمن الملل – على الرغم من أنى لم اذكرها فهى مله داخل التيار الواحد وهو التيار الإسلامى .. الم تسمع احدهم يقول بملء السمع والبصر أمام الناس اللهم أمتنى على الإخوان الم يحدث هذا أليست هى ملل؟
أخيرا : نحن مسلمون وقد كفرنا أصحاب مرسى و هو يؤمن على كفرنا ودعى أصحاب مرسى علينا بالهلاك وأمن مرسى ونحن نسامح كمسلمين لأن ولم نرد عليهم هذا اتركوا الناس بأحوالهم ولا ترمى احد (مسيحى أو مسلم ) بالكفر فالمطلوب منك كمسلم معرف وليس المطلوب أن ترمى هذا بالكفر وترمى ذلك بالإلحاد هذا أمر الله ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ، وعليك أن تدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة أين الحكمة فيما يفعل هؤلاء وأين الموعظة التى لا تأتى الا من سلطان زائل أنهم يا صديقى جماعة جلبت إلى مصر العار ويكفى أن نرى المرشد يسير بنقاب والبلتاجى يحتمى بالإرهاب لا اعرف عن أى إسلام يتحدثون و أية رجولة يبغون فليهدى الله الجميع ولتعش مصر حرة مستقلة مدافعة عن دين الله فى ارض الله .