راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

حقيقة انتشار ميكروبى «كليبسيلا» و«سيدومونس» في حضانات مستشفى الساحل..تقرير

مستندات تكشف التفاصيل الكاملة لانتشار ميكروبى «كليبسيلا»، و«سيدومونس» فى حضانات مستشفى الساحل التعليمى، التابع لوزارة الصحة والسكان بمحافظة القاهرة، ما تسبب فى وفاة ما بين ٧ و٨ أطفال، خلال أغسطس الماضى، وفق ما أعلنه الدكتور عبدالفتاح حجازى، مدير المستشفى.

أول المستندات عبارة عن تقرير من المعمل الخاص بالمستشفى، يثبت انتشار ميكروب يطلق عليه علميًا «kelebsella multidra restita»، فى أركان الحضانات، ودولاب مستلزمات التعقيم، والمعدات الخاصة بنقل الأطفال للحضانات، وفى حضانة رقم «٢»، وحضانة رقم «١٢» عزل.

وكشف مستند ثانٍ، وهو محضر لاجتماع مجلس وحدة الأطفال حديثى الولادة بالمستشفى، كان يناقش انتشار العدوى فى الحضانات خاصة الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية- عن أن مجلس وحدة الأطفال حديثى الولادة، اتفق على تطهير الحضانات تطهيرًا كاملًا على جزأين، باستخدام «الماء والكلور».

وأضاف المحضر، أن عملية التطهير ستراعى المحافظة على الحالات الموجودة بالحضانات، عبر نقل الأطفال حديثى الولادة إلى حجرتين بالتبادل، مع الأخذ فى الحسبان أن الحجرتين اللتين سيتم نقل الأطفال إليهما أثناء التطهير، تتسعان لـ٨ حالات فقط.

وشدد التقرير على ضرورة مراعاة إجراءات منع انتشار العدوى، وتغيير المضادات الحيوية الروتينية لمدة شهرين، وتوفير احتياجات الوحدة من المستلزمات الطبية التى يؤدى نقصها إلى زيادة انتشار العدوى، والتنسيق مع قسم النساء والتوليد، لمحاولة تعطيل ورود الحالات التى تحتاج إلى حضانة لمدة ٤٨ ساعة، المتفق عليها للتطهير.

وكشف مصدر بالمستشفى، عن أن هذه الإجراءات لم يتم اتخاذها سوى عقب تحوّر الميكروب، ليصبح مقاومًا للمضادات الحيوية.

وقال المصدر: «وحدة الأطفال حديثى الولادة طالبت إدارة المستشفى عدة مرات منذ شهر، بتعقيم الحضانات، خاصة أن الميكروب كان حينها فى بدايته، لكن الرد جاء سلبيًا بأن الإدارة لا يمكن أن تغلق الحضانات، وذلك لوجود عجز بها، ولأنها تحتاج إلى قرار مجلس الوزراء حتى لا يتم تحويل الموضوع للنيابة العامة».

وأضاف أن الميكروب أصبح مقاومًا للمضادات الحيوية، بمعنى أنه إذا تمت الإصابة فإن الطفل يتوفى نتيجة انتقال العدوى، ولعدم استجابته لأى مضاد حيوى.

وتوجهت  لمستشفى الساحل التعليمى، واستطاعت التقاط الصور لبعض غرف الحضانات التى تم غلقها نتيجة إصابتها بالميكروب، والتقت الدكتور عبدالفتاح حجازى، مدير المستشفى، وقال تعليقًا على المستندات التى حصلنا عليها: «بالفعل هناك ميكروب مقاوم للمضادات الحيوية، ويسبب انتقالًا للعدوى داخل الحضانات».

وأضاف: «هذا الميكروب جاء من خلال الأطفال الوافدين من الخارج على الحضانة، وهناك بعض الأطفال جاءوا وحالتهم حرجة ما كان سببًا فى وفاتهم»، لافتًا إلى أن «نسبة الوفيات داخل الحضانة ارتفعت خلال الشهر الماضى لتصل إلى أعلى من ٣٠٪».

وشدد «حجازى» على أن المستشفى لا يستطيع أن يغلق الحضانات غلقًا كاملًا، لكن تم غلق جزء منها لتعقيمه، ونقل باقى الأطفال إليه، ليتم التعقيم تباعًا لحين الانتهاء من التطهير كاملًا.

وأشار إلى أن إدارة المستشفى تأخذ احتياطاتها، وتتم عملية التطهير بإشراف فريق طبى متخصص فى مكافحة العدوى، مضيفًا: «جميع المستشفيات معرضة لانتقال الميكروب إليها»، نافيًا وجود أى تأخير فى التعامل مع الأمر.

فى ذات السياق، قالت الدكتورة مريم حسين، استشارى طب أطفال، إن هذا الميكروب من أخطر الميكروبات التى تتواجد بالحضانات، ويتسبب فى وفاة الأطفال نتيجة إصابتهم بالتهاب شديد.

وأضافت: «لذلك يجب غلق الحضانة تمامًا لأن الميكروب ينتقل سريعًا على الحوائط والجدران والأدوات المستخدمة، من خلال الممرضات داخل الحضانة».

وقال الدكتور أحمد رمزى، إخصّائى الأمراض المعدية، واستشارى مكافحة العدوى، إن هذا الميكروب من أشهر الميكروبات التى لا تتأثر بالمضادات الحيوية، وينتقل داخل المستشفيات عن طريق الأيدى غير النظيفة، من الأطباء والمرضى والممرضات الذين يتعاملون مع الأطفال حديثى الولادة، ويتسبب فى الإصابة بالالتهاب السحائى، والالتهاب الرئوى، والالتهاب بالمخ، وتدمير الجهاز التنفسى.

وأضاف «رمزى» : «يجب تعقيم الحضانة تعقيمًا شاملًا على الفور، عن طريق شركات التعقيم»، موضحًا أن التطهير المعتاد بـ«الماء والكلور» لن يجدى مع ميكروب قاتل كهذا، مشيرًا إلى أن التعقيم لا بد أن يتم باستخدام جهاز «أوتو كلاف»، على درجة تعقيم من ١٢١ درجة مئوية، ولمدة تزيد على ٢٠ دقيقة، وهذا لبعض الأدوات، كما يجب التخلص من الأدوات البلاستيكية، مثل «السرنجات» و«الكانيولات»، لأنه لا يمكن تعقيمها.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register