راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

حكاية مصري بفلوريدا حاول الهروب من الإعصار:«مكنتش عارف هرجع ولا لأ»..تقرير

سيارته تُسارع الزمن، يقود بسرعة تشابه سرعة دقات قلبه، الإعصار يهرول وراء ظهره وهو يسبقه أملاً فى النجاة، بينما صورة أهله الذين تركهم للإعصار تحاوطه، وبين الحين والآخر يحاول ضبط الإرسال للتواصل مع عائلته، ولوضع آخر الأخبار على صفحته الشخصية، فى مشهد يشبه الأفلام الأجنبية التى كان يشاهدها وهو صغير، وكان يراوده حينها حلم الذهاب إلى «أمريكا»، هكذا كان حال كيرلس صابر، 28 عاماً، مصرى، يعيش فى فلوريدا منذ عام 2009.. والآن هو تحت تهديد الإعصار.

منذ عدة أيام استيقظ كيرلس على كارثة إعصار «إرما» الذى ضرب الساحلين الجنوبى الشرقى والجنوبى الغربى لولاية فلوريدا، الولاية يقطن بها عدد كبير من المصريين والعرب، ومع مرور الساعات وتكاثر الخسائر التى أخذها الإعصار فى وجهه من منازل ومحال تجارية وضحايا وتهديد عام للسكان، بدأت الحكومة فى تحذير المواطنين بالإخلاء على الفور حرصاً على حياتهم، وبدأ معهم كيرلس مهمته فى إقناع أهله بترك منزلهم بفلوريدا والتى باءت بالفشل، ليقرر الذهاب بمفرده تاركاً روحه هناك.

«بوست إيدهم ورجلهم عشان يمشوا ورفضوا تماماً»، هكذا قال كيرلس, وهو فى رحلة هروبه التى لا يعلم مصيرها، فبعد أن هرب إلى جورجيا كملجأ من الإعصار، لاحقه، فأكمل طريقه على ولاية «الاباما»، ويكمل: «الإعصار لسه داخل جنوب فلوريدا، فى عرب مشيوا من فلوريدا، وفى قاعدين فى ملجأ، وفى ناس مش عاوزه تسيب بيوتها، رغم أن الحكومة أكدت اللى هيفضل فى البيوت احتمال كبير يموت».

قبل مضى كيرلس فى طريقه بدون أهله مجبوراً «بسبب دماغهم الناشفة»، كان يسير وسط الإعصار مصوراً الوضع الذى وصلت إليه فلوريدا ومحاولات الشرطة بالقيام بعمليات الإخلاء، محاولة منه لإقناع الناس بالهروب من هناك وترك منازلهم، ويكمل: «الحكومة عاملة شغلها على أكمل وجه وابتدت تطلع الناس اللى متمسكة تفضل فى البيوت بالعافية بس دلوقتى الحكومة أخلت مسؤوليتها، لأن فى ناس كتير مش عاوزه تسيب بيوتها.. خاصة العرب.. دماغهم ناشفة أوى».

وبعد أن باءت جميع محاولاته بالفشل أودع أهله فى ملجأ بفلوريدا وهو عبارة عن مدرسة كبيرة وكل 6 أسر تجلس فى فصل، وأحضر لهم آخر طعام متبقى فى الولاية، وانطلق فى رحلته: «الملجأ البوليس ماسكه لكن صحابى هناك تعبوا الأكل وحش.. أنا لما لاقيت المحلات كلها مفهاش ميه وأكل والبنزين بيخلص جالى توتر، وكان لازم أمشى وكنت مرعوب على الطريق، البنزين يخلص، ومش لاقى جراكن أحط فيها بنزين.. والناس اللى فلوريدا أملهم الوحيد فى الملاجئ».

ترك كيرلس فلوريدا معها منزله وأصدقاؤه وأهله، وبدأ فى التنقل بين الولاية والأخرى بعد سير 700 ميل عن فلوريدا، ويحكى: «أنا فى الاباما.. سافرت ٣ ساعات لولاية تانية وبرضه الإعصار جاى عليا وتقريبا بكره همشى ناحية الشمال».

«مش عارف هرجع ولا لأ ويمكن أرجع كمان شهر ويمكن العربية تغرق لو حصل فيضان ومرجعتش.. كل اللى هاممنى ربنا يحفظ أهلى هناك.. ادعلنا»، هكذا قال كيرلس فى آخر حديثه، بعد أن بدأ يسيطر عليه القلق لانقطاع الكهرباء عن فلوريدا وفقدان الإرسال وصعوبة التواصل مع أهله، وآخر ما كتبه على صفحته الشخصية هو خبر وفاة أول سيدة مصرية فى طريق هروبها من الإعصار.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register