«خلال زيارته لإسرائيل»… وزير الخارجية الأمريكي يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين للتهدئة والحد من التوتر
حثّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كلا من إسرائيل والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر القائم بين الطرفين.
جاء ذلك بعد وصول المسؤول الأمريكي إلى إسرائيل قادما من القاهرة اليوم الاثنين، في إطار جولة بالمنطقة تستغرق ثلاثة أيام.
وسيجري بلينكن في وقت لاحق محادثات مع قادة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في ظل تصاعد العنف، بحسب "بي بي سي".
وكان بلينكن دعا إلى "الهدوء وخفض التصعيد" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره سامح شكري، في القاهرة، صباح الاثنين.
وفي وقت لاحق الاثنين، يتجه بلينكن إلى القدس، حيث يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط قلق دولي من سياسات حكومة الائتلاف اليميني المتطرف الجديدة التي يقودها.
بعدها، يتجه بلينكن إلى رام الله حيث يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقبل رحلة بلينكن، صدر بيان للخارجية الأمريكية جاء فيه أن مسؤولها الأول سيؤكد في اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على "الحاجة الماسة من جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر والعمل لكسر حلقة العنف".
وكان مسلح فلسطيني قتل سبعة أشخاص الجمعة الماضي في هجوم بمستوطنة إسرائيلية في القدس الشرقية، وذلك بعد يوم واحد من قتل قوات إسرائيلية تسعة فلسطينيين أثناء مداهمة لمخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.
وتوفي الفلسطيني العاشر أمس متأثراً بجروحه جرّاء المداهمة الإسرائيلية. وفي عملية إطلاق نار أخرى وقعت في القدس الشرقية السبت، أصيب إسرائيليين اثنين بجروح.
وأعلنت حكومة نتنياهو، أمس الأحد، عن خطط باتخاذ تدابير عقابية ضد أقارب منفذي العمليات من الفلسطينيين، فضلا عن تدابير تسهّل حيازة السلاح للإسرائيليين.
ومن المتوقع أن يؤكد وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته على دعم بلاده لحل الدولتين، في ما يراه البعض أمراً مستبعداً في ظل حكومة نتنياهو الجديدة التي توصف بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل.
وجاء في بيان الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيدعو إلى الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، كمكان مقدس لليهود والمسلمين معاً.
ما المتوقع من الزيارة؟
رغم قوة العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يتساءل مراقبون عما إذا كان في مستطاع بلينكن تحقيق أي انفراج على صعيد الأوضاع المحتدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويرى آرون ديفيد ميلر، المفاوض المخضرم في هذا الشأن، أن "أقصى ما يمكن أن تحققه زيارة بلينكن الآن هو تجنيب الأوضاع الراهنة من الوصول إلى ما حدث في مايو 2021″، في إشارة إلى 11 يوماً من الاقتتال بين إسرائيل وحماس، بحسب ما نقلته "بي بي سي".
أما غيث العمري، الزميل في معهد واشنطن، فيتوقع أن يلجأ بلينكن إلى الطرق التقليدية الأمريكية بدلاً من البحث عن طرق جديدة، بحسب حديث لوكالة فرانس برس.
ويرى العمري، الذي كان في السابق مسؤولاً فلسطينياً، أن "الزيارة في حد ذاتها هي الرسالة".
ويقول: "سيطلب بلينكن من محمود عمل المزيد. لكن ليس واضحاً ماذا بإمكان هؤلاء أن يفعلوا"، في إشارة للفلسطينيين.
وتدخل زيارة بلينكن في إطار جهود إدارة بايدن للعمل بسرعة مع نتنياهو، العائد حديثاً لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وثمة علاقة مشحونة بين نتنياهو وبايدن منذ أن كان الأخير نائباً للرئيس السابق باراك أوباما والذي كان نتنياهو يصطف بوضوح إلى جانب خصومه الجمهوريين، لا سيما فيما يتعلق بالموقف الأمريكي من إيران.
وبحسب آرون ميلر، فإن فريق بايدن يتجنب "الصدام مع نتنياهو"، لا سيما في ظل الدعم القوي الذي يحظى به الأخير من الجمهوريين المسيطرين حاليا على مجلس النواب الأمريكي.
ويشير ديفيد ماكوفسكي، الباحث في معهد واشنطن، إلى أن زيارة بلينكن تتزامن مع زيارة أخرى للمنطقة يقوم بها بيل بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي أيه.
ويرى ماكوفسكي أن الأمر يبدو كما لو كان "فيضانا (أمريكيا) في المنطقة".