خلال 15 شهراً.. الحكومة المصرية تعتزم القضاء على أزمة الدواء.. تقرير
تعتزم الحكومة المصرية إنشاء مجموعة من الشركات المتخصصة في الصناعات الدوائية والمستحضرات العلاجية، في سعيها من أجل السيطرة على أزمة نقص الأدوية، التي تعمقت خلال الأعوام الماضية نتيجة غياب أصناف عديدة من الصيدليات والمراكز الصحية.
وتسعى مصر، عبر بضع شراكات مع القطاع الخاص، لتحقيق اكتفاء ذاتي من الأدوية المنقذة للحياة، التي لا يمكن للمريض الاستغناء عنها، ومنها أدوية الأورام ومشتقات الدم وحقن التخدير ومستلزمات العمليات والطوارئ.
وأعلنت شركة “سيدكو” للأدوية أنها ستفتتح، بالتعاون مع جهة حكومية مصرية، أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط لإنتاج أدوية الهرمونات، وذلك بعد اجتياز الشركة لتحديات بخصوص السيطرة علي أزمات الأنسولين، في حين تم تطوير المصانع التابعة للشركة من أجل إنشاء خطوط إنتاج بتكنولوجيا إيطالية تكلفت أكثر من 700 مليون دولار.
ووقع وزير الدولة للإنتاج الحربي اللواء محمد سعيد العصار، ووزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، عقد الجمعية التأسيسية الأولى للشركة الوطنية للأدوية ومستحضرات علاجات الأورام، والتي سيتم إطلاق مشروعها خلال أسبوع.
وتضم الشركة الجديدة، ممثلين عن وزارة الإنتاج الحربي، وشركة “فاكسيرا” وشركة “فاركو”، وستقوم بإنشاء مصنع لإنتاج مضادات وعلاجات أمراض الأورام، بعد أن أصبحت هذه الأدوية من الأمن القومي المصري، وباتت ضرورة ملحّة خاصة في ظل ارتفاع أسعار استيراد هذه النوعية من العقاقير..
وكان الاجتماع الأول للشركة الوطنية، شهد عرض عدد من العقود الدولية مع بعض الشركات العالمية، ورسوم المصانع والإنشاءات الحديثة وخطوط الإنتاج للأدوية الذي ستخرج للأسواق في العام المقبل.
وتستهدف خطة وزارتي الإنتاج الحربي والصحة، الانتهاء من إنشاء مصنع إنتاج علاجات الأورام خلال سنتين، على أن يتم خلال هذه الفترة توريد وتعبئة بعض أنواع أدوية الأورام إلى وزارة الصحة، بأسعار مناسبة إلى حين الانتهاء من إنشاء المصنع.
يشار إلى أن السوق المصرية عانت خلال الفترة الأخيرة من نقص في الأدوية، رغم قرار الحكومة برفع أسعار الأدوية الأقل من 30 جنيهًا، بنسبة 20% بحد أقصى 6 جنيهات، أواخر أيار/مايو الماضي، بدعوى توفير النواقص من الأدوية.
واعتبر محمود فؤاد المختص في الدفاع عن “الحق في الدواء”، أن هناك عوامل إيجابية تتم في ملف صناعة الدواء، بفضل وجود توجيهات محددة بضرورة توفير الدواء المصري، خاصة بعد بضع أزمات متكررة طالت هذا القطاع.
وأكد فؤاد أن تصنيع الأدوية الإستراتيجية والحيوية في مجالات الأورام وأمراض الدم هي خطوة ستؤدي إلى تغيير خريطة احتكارات الأدوية الكبرى، التي عانت من ممارستها مصر طوال 20 سنة، خاصة مع إعلان التحالف الجديد دخوله في عقود مع شركات عالمية لبدء تصنيع حزمة من الأدوية، كانت تكلف الدولة ملايين الدولارات.
ورأى أن تلك الخطوة ستنعكس على حقوق المرضى بشكل إيجابي، وسوف تؤمن الأدوية اللازمة لهم للمرة الأولى في تاريخ صناعة الدواء، علماً أن أول مخرجات الإنتاج الجديد سيكون بعد 15 شهرًا.