دبلوماسيون ووزراء خارجية عرب: حل أزمة قطر لن يكون قريبًا
أكد دبلوماسيون بارزون ووزراء خارجية عرب سابقون أن انتهاء الأزمة بين الدول العربية الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) وقطر قريبا أمر «صعب جدا»، مشيرين إلى أن تجميد عضوية الدوحة فى مجلس التعاون الخليجى ليس مطروحا أو ممكنا، وأنه يم إيجاد حل للأزمة من خلال دولة الكويت بسبب علاقاتها الطيبة مع جميع الأطراف.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبنانى السابق فؤاد السنيورة على هامش مشاركته فى حفل اطلاق الجزء الأول من مذكرات عمرو موسى بعنوان «كتابيه»: «يجب فى هذه الأزمة عمل المستحيل من أجل إعادة ترميم الشروخات فى الجسم العربى»، مضيفا: «إن شاء الله تنتهى قريبا».
وذكر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى أن توقع المدى الزمنى لحل الأزمة «أمر صعب»؛ لأن هناك عناصر كثيرة وتدخلات كثيرة فى الأزمة، مشيرا إلى أن «الأزمة ليست سهلة لكى نتعامل معها باستخفاف وأنها لها أبعاد كثير»، معربا عن أمله فى أن تنتهى على خير، وتم المصلحة للجميع.
وتابع زكى فى لقائه مع برنامج «مساء dmc»، أمس: «إن كان هناك حل للأزمة فسيكون من خلال الكويت، والجامعة العربية تؤيد الجهد الكويتى، حيث إن لها علاقات طيبة مع جميع الأطراف، ويجب التعامل مع الأزمة بحكمة وتأنٍ، إضافة إلى التعامل بجدية كبيرة».
وأوضح زكى، أن مجلس التعاون الخليجى ليس فى وضع يسمح له بالتعامل مع الأزمة الحالية بسبب الخلاف بين أعضائه، لأن قطر إحدى دول المجلس، وأن تجميد عضوية أى دولة يجب التعامل معه بحذر بالغ.
وأضاف وزير الخارجية الفلسطينى الأسبق نبيل شعث: «الحل يتمثل فى أن يكون الحوار (خليجى ــ عربى)، لأننا بحاجة إلى من يعيد العرب مرة أخرى صفا واحدا، والمشكلة ليست فى قطر فقط، فهناك مشاكل أخرى غيرها»، مؤكدا ضرورة أن يلعب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط دورا لحل الأزمة قبل تفاقمها.
وأشار شعث إلى أنه يمكن حل الأزمة من خلال جهد حقيقى وخلق حوار إيجابى يساهم فيه الجميع من العقلاء لحل كل القضايا، قائلا: «مش هندخل فى حرب مع بعض يعنى، كفاية علينا إسرائيل».
وفى تعقيب سريع، نوه وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد كامل عمرو، إلى أن توقع انتهاء الأزمة قريبا صعب جدا، مشيرا إلى وجود أمل فى ذلك.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأمم المتحدة سيد قاسم المصرى إن التنبؤات فى العلاقات الدولية ليست كتنبؤات الطقس التى تستند إلى قوانين الطبيعية، مشيرا إلى أن العلاقات الخارجية خاصة فى الوطن العربى الذى يعتمد على حكم الفرد؛ يصعب التنبؤ بمستقبل الأحداث بها على وجه الدقة.
واستدرك: «الأمر المؤكد إن دول الخليج يهمها من ضمن الـ13 مطلبا قضية إيران، لكن مصر مشكلتها تتمثل فى الإخوان المسلمين وليست إيران فهى المشكلة الأقل صعوبة، والقاهرة لا يمكنها التحرك بشكل منفرد بل يجب أن يكون الحل شاملا ومقبولا من الدول الأربع».
وأكمل المصرى: «مفتاح حل الأزمة سيكون من خلال التقارب السعودى الإيرانى وإن كنت أشك أن يحدث ذلك قريبا، ولا اعتقد أن تغيير نظام الحكم فى قطر هو أحد البدائل المطروحة، أو التى يمكن اعتمادها، وأيضا تجميد عضويتها بمجلس التعاون، مضيفا: «تجميد العضوية ليس مطروحا ولا ممكنا حيث إن هذا الطرح لن يحظى بموافقة دولتى الكويت وعمان، وإلا سيصبح المجلس بأكمله مجمدا».
وأردف: «استمرار الأزمة ليست فى صالح الخليج، ولا الأمة العربية؛ لأنه سيزيد العرب ضعفا على ضعف، ويكرس نفوذ القوى غير العربية فى المنطقة، وكما شاهدنا فى آستانا بكازاخستان فإن إنشاء مناطق التهدئة فى سوريا يتم بالتوافق بين روسيا وتركيا وإيران وبمباركة أمريكية وغياب عربى تام».
وقال وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابى: إن الأزمة الخليجية ستستغرق فترة طويلة، لأنه نظام قطر يصر على موقفه، وأن دول الخليج تتمسك أيضا بموقفها، مؤكدا عدم وجود توقعات لسيناريوهات المفاوضات، وأنه من المستبعد تجميد عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجى، مضيفا: «لو عاوزين يأخذوا هذه الخطوة كانت تمت منذ فترة».
وتابع: «يجب أن يبدأ المجتمع الدولى بالتعامل بشدة وحدة أكثر مع قطر، تصل إلى محاولة تجميد أرصدتها الموجودة فى العالم كله، لأنها أصبحت دولة غير رشيدة، مشيرا إلى ضرورة وقف دعمها للإرهاب بأى طريقة، وأن حل الأزمة الوحيد يتمثل فى أن يرتدع النظام القطرى الحالى ويعود إلى النسيج الخليجى مرة أخرى أو يتغير.