راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

دراما رمضان بين النقد والمبالغة على مواقع التواصل الاجتماعي

باتت مسلسلات الموسم الرمضاني للعام الحالي مادة دسمة للنقد والسخرية أحياناً، فبعد الكشف عن أخطاء تقنية وإخراجية في بعضها، جاء الدور على الأخطاء الفنية والكتابية التي ظهرت فيها بعض الأعمال بعيدة بشكل كبير عن الواقع الحقيقي، والأخرى تحمل الكثير من المبالغة غير المنطقية؛ ما أثار انتقادات الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وانتقد محمد سلامة، صحافي مصري، مسلسل «نسر الصعيد» على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» قائلاً: «لم يختلف مسلسل (نسر الصعيد) عن مسلسل (الأسطورة) على الرغم من الفارق الكبير في الشخصيتين اللتين يقدمهما محمد رمضان في العملين الدراميين، ففي الأول ضابط شرطة، وفي الثاني تاجر سلاح ومخدرات».

ولفت إلى أنه كان من المفترض أن يطبّق زين القانون وينفّذه لا أن يخرقه أو ينتهكه كما حدث في بعض المشاهد، مثل دخوله أحد الكباريهات، حيث تشاجر شقيق زوجته واعتدى على من فيه، واعتدائه في مشهد آخر على أمين شرطة أثناء تأدية عمله.

ويعد الجزء الأخير من مسلسل «سلسال الدم» الذي يجري عرضه حالياً، صاحب الحظ الأوفر من الانتقادات، بسبب تطويل المشاهد والأحداث، وتأخير انتصار المظلوم على الظالم، وفق ما كتبه محمد الطوخي، موظف، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وهو الصراع الذي يلعب عليه المسلسل من البداية، منتقداً ضعف الفكرة نفسها؛ لأنه لا توجد سيدة مهما كانت قوية، تستطيع منافسة الرجال على النفوذ والقوة.

وسخر من السيناريو الذي عالج قصة بداية ثراء الحاجة ناصرة التي تلعب دورها الفنانة عبلة كامل، قائلاً: «كيف لسيدة صعيدية فقيرة أن تصل إلى امتلاك مجموعة اقتصادية كبيرة من بيع كراتين الشيبسي في النجع، هذا من درب اللامعقول».

أما مسلسل «أبو عمر المصري» الذي يلعب فيه الفنان أحمد عز دور فخر الدين، فقد انتحل شخصية ابن خالته محمد الشرنوبي عيسى، ليخرج من مطار القاهرة إلى بلجيكا بشكل طبيعي، من دون أي تعليق أو تشكيك من مسؤولي الأمن، أو حتى تدقيق في أوراقه، كأنهم لا يلاحظون تزوير جواز سفره.

وفي مسلسل «طايع» للنجم عمرو يوسف، تقع مهجة، صبا مبارك، ابنة العمدة، ضحية تاجر الآثار حربي، عمرو عبد الجليل، وتُقتل انتقاماً لمقتل ابنته التي لقيت حتفها أثناء مهاجمة الشرطة له، وهو أمر مخالف لعادات الصعيد التي تمنع الأخذ بالثأر من امرأة، بل يؤخذ من أفضل شخص في عائلة القاتل، أو الفاعل نفسه، أو أكثر من شخص، حسب الواقعة.

في السياق نفسه، تم انتقاد مسلسل «عوالم خفية» أيضاً للزعيم عادل إمام الذي يجسد دور صحافي تحقيقات يدعى هلال كامل، وقال بعض رواد «فيسبوك» وبعض الصحافيين المصريين: إن «دوره يبدو بعيداً إلى حد ما عن الواقع الذي يعيشه أبناء المهنة، فبينما يعمل الصحافيون الكبار بعد سن المعاش كتاباً أو مسؤولين في إدارة التحرير، مكتفين بإصدار التوجيهات فقط، اختار (إمام) التحقيق بنفسه في قضية مقتل فنانة متتبعاً خيوطها، ليظهر المسلسل صحافي التحقيقات في شخصية القادر على الحصول على المعلومة بطريقة غاية في السهولة على غير الحقيقة، حيث قد يستغرق الأمر شهوراً للحصول على مجرد خيط في القضية، كما أن طريقة وصول المذكرات إليه بدت أقرب إلى خيال الكاتب منها إلى عقل المشاهد».

من جانبها، تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتغال عادل إمام في التحقيقات داخل «عوالم خفية»، على الرغم من تقدمه في السن، قد يبرره شغفه بالمهنة ومعرفة الحقيقة، لكن هذا الأمر لا يمكن تعميمه، بل يؤخذ في سياق تجربته، لكن يحسب له حرصه على تغيير شخصية الصحافي الكبير الذي يكتفي بالجلوس على مكتبه وإلقاء التوجيهات.

أمّا قضية تجارة الآثار في «طايع» التي يركز عليها، فترى أنه تم التعرض لهذه الفكرة عشرات المرّات في أعمال سابقة، وهي أيضاً على الرغم من وجودها فلا تمثل مجتمع الصعيد بأكمله.

وتحفّظت الناقدة الفنية أيضاً على المبالغة في بعض الأعمال، منها طريقة عرض شخصية ياسر جلال في مسلسل «رحيم»، حيث يقدم مشاهد عنف تتخطى الوصف، يبدو فيها كأنه كان عضواً في فرقة صاعقة وليس رجل أعمال، كما يظهر من دوره؛ الأمر ذاته في مسلسل «فوق السحاب»، حيث يعمل هاني سلامة مع المافيا الروسية، ويظهر باراً بأسرته في القاهرة، وشقيقته التي تعيش في المجر، وزوجها الذي يسكر يومياً حتى يفقد وعيه، ثم يذهب للصلاة في المسجد، وعندما تلهو ابنته مع أصدقائها، ويأمر شيخ أحد المساجد بإقامة الحد عليها، يوافق الأب وتجلد الفتاة 40 جلدة.

لا ترى موريس ضرورة للاستعجال في الحكم على الأعمال الحالية قبل انتهاء أقل من نصف حلقاتها؛ لأن العمل الفني قد يكشف مبرّره في فصوله الأخيرة، وبخاصة أن كل منها خاضع للتجربة والتقييم المستمر، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون مبرراً لعدم تقدير عقلية المشاهد الذي بات أكثر وعياً ودراية من ذي قبل.

نقلا عن «الشرق الأوسط»

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register