درة من تاج مصر
بقلم: مصطفى محمود
جلست أمام شرفتى فى ساعة متأخرة من الليل احتسى آخر كوب من الشاى قبل بدء الصيام لليوم التالى وتذكرت كثيرا من الذكريات و الحكايات التى كان يحكيها لى والدى وأيضا بعض الحكايات التى يتبادلها معى أحد كبار علماء مصر والذى كرمهم العالم ولم تكرمه مصر بل لا يعرفه الكثيرون ولعل مصر الآن مشغولة فى كثير من الأمور الداخلية والخارجية وهو يعذرها كثيرا لما تمر به.. بل وصل به الحال مؤخراً أن تستعين به المغرب فى بعض المركبات الدوائية المتعلقة بالطب البديل قبيل ثورة 30 يونيو وكان بيننا اتصال وقال لى لا أستطيع السفر بعيدا عن مصر وهى فى هذه الأحوال يجب أن أكون بجانبها أثناء الثورة – وكان حب الوطن يظهر جليا فى ارتعاشة صوته الرافض لترك محبوبته فى وقت شدتها – ولكن السبب الوحيد أن هناك مرضى ينتظرون مجيئه فهذا واجب إنساني .
ذهب إلى المغرب وهاتفنى يوما بعد يوم ليطمئن على محبوبته ولم يستطع أن يكمل مدته هناك وعاد … عاد ليخدم وطن لا يعرفه فيه كثيرون ولكن هو يعرفهم جميعا من وجوههم الفرعونية ومن فخرهم القبطى المسيحى و الإسلامى.
تحدثنا طويلا عن الوطن وهمومه تحدثنا عن المصريين الذين نسوا أمورا كثيرة منها القراءة وتناسى المصريون أن تفوقهم كدولة إسلامية أصلها فرعونى فهى ذات عظمة مزدوجة و فريدة. حدثنى أيضا عن بعض القصص التى كدنا ننساها بمناسبة حلول الشهر الكريم فقال:" عندما اتى أبرهة الحبشى إلى مكة بهدف هدم الكعبة بالفيلة الضخمة .. قابله أهل مكة وقابله عبد المطلب (جد الرسول صلى الله عليه وسلم ) وقال له فى القصة المشهورة للبيت رب يحميه و أرسل الله الطير الأبابيل لترمى أبرهة بحجارة من سجيل فإنتهى أمر أبرهه"… أما مالم أكن أعرفه أن "ابنة أبرهة كانت معه فسباها أبو سفيان بن حرب وكانت على قدر كبير من الجمال وكانت هى أميرة الحبشة فأراد أبو سفيان أن ينتقم منها ويذلها فلم يجد حيلة فضل من أن يزوجها لخادمه .. وتم هذا الزواج … ولأن الخادم يعرف أنها أميرة ولأن العرب فى ذلك الوقت كانوا معروفين بالشهامة و الرجولة , لم يمسسها لعشرة أعوام و نيف وظل يخدمها طيلة هذا الوقت .. وكان يتعامل معها معاملة الفرسان التى ندرت أن نراها الآن, ولكن عاد أبو سفيان ليتدخل فى الأمر لأنه شك فى أمرهما فطلب أبو سفيان منهما الإنجاب لأنه يريد خدما و عبيدا كثيرا.. و فى ذلك الوقت كانت الأميرة قد أحبت الخادم حبا شديدا لإخلاصه وفروسيته.
وافقت الأميرة و العبد على الزواج الفعلى وأنجبا ولدا ترى من هذا الوليد؟؟ ترى من هذا الفارس الجديد الذى جاء إلى هذه الحياة ؟؟ أتتصورون من هو؟؟ انه.. انه.. انه بلال بن رباح مؤذن الرسول فيما بعد وصاحب أجمل صوت الذى ورث إمارة الصوت عن أمه و فروسية و رجولة الطابع عن أبيه" … كانت قصة رائعة من عَالِم أروع أردت أن أتحدث عنه بشكل غير مباشر فى مقالى هذا ليعرف المصريون أن لديهم كثيرون من الدرر التى تختبئ ولا يرونها .. هذا العالم له أكثر من مائتى وخمسين عقارا طبيا مسجل باسمه ومعظم هذه العقاقير لأمراض يأس فيها الطب التقليدى وهى منتشرة فى مصر ..هذا الرجل شفيت على يده بفضل لله أكثر من ألف حالة سرطان فى الولايات المتحدة الأمريكية – حيث حصل على الدكتوراة – هذا الرجل يستطيع التعامل مع أى مرض بالاشتراك مع شبكة أطباء فى أكثر من مائة وثمانين دولة .. كما أن له الحق فى ممارسة هذا النوع من الطب الذى بدأ الغرب يستخدمه فعليا فى أكثر من مائة و ثمانين دولة, رجل تشعر انه من فرسان القرون الوسطى أمثال مايكل أنجلو و ليوناردو دافنشى فهو لديه ملكة الشعر و الرسم و الكتابة والطب على الرغم من أنه تخرج فى كلية العلوم والتحق بالجيش المصرى فى السلاح الحرب الكيميائية الذى جعله يكتشف كثير من التركيبات الطبية التى تساعد على علاج أعتي الأمراض أنه د/ محمد محمد عباس أستاذ الطب البديل الذى أبا أن يكون بعيدا عن بلده فى الشدائد … فتحيه له و تحية لكل عالم مصرى يخدم هذا الوطن فى زمن الحزن … والحنين أيضاً.