رئيس صن رايز المصرية: تجاوزنا تداعيات انهيار توماس كوك ونتوسع بقوة
قال حسام الشاعر رئيس مجلس إدارة شركة صن رايز للمنتجعات السياحية والفنادق إن شركته والشركة الشقيقة سكاي ماكس، وكيل توماس كوك في مصر، قد تجاوزتا تأثير انهيار توماس كوك البريطانية للسياحة والسفر وتتطلعان لتوسعة الطاقة الفندقية.
وأبلغ الشاعر رويترز في مقابلة أن شركته استحوذت على فندقين جديدين بمدينة شرم الشيخ الساحلية خلال الأيام القليلة الماضية بقيمة 45 مليون دولار وقامت باستئجار فندقين آخرين أحدهما بمدينة الغردقة والآخر بمدينة الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط. وأضاف أنها تتفاوض للاستحواذ على فندقين بمدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر.
وقال ”الطاقة الفندقية لنا حاليا تبلغ نحو 6000 غرفة فندقية، ومع دخول الفنادق الجديدة سنصل بإذن لله لنحو 7000 غرفة في 2020“.
وانهارت توماس كوك، أقدم شركة رحلات في العالم، في سبتمبر أيلول تحت وطأة ديون بلغت 2.1 مليار دولار بسبب العديد من الصفقات المشؤومة التي أدت لتعثر مساعيها لمواجهة منافسين يعملون عبر الإنترنت.
وتمتلك عائلة الشاعر في مصر عددا من الشركات منها بلو سكاي الشركة الأم للعائلة المتخصصة في السياحة وشركة سكاي ماكس التي تجلب السائحين من الخارج وكانت وكيل توماس كوك قبل انهيارها وشركة صن رايز التي تمتلك الفنادق وتديرها.
وقال الشاعر إن مستحقات شركته لدى توماس كوك تبلغ نحو سبعة ملايين يورو، موضحا أنه لا يعول كثيرا على استردادها.
وأضاف ”أتوقع بنسبة لا تتجاوز واحدا بالمئة الحصول على تلك المستحقات… الأولوية في حالات الإفلاس تكون للحكومة ثم البنوك ثم الموظفين ثم الباقين… بالنسبة لنا سنعتبرها ديونا معدومة“.
وأوضح أنه عند إعلان انهيار توماس كوك ”كان لدينا أكثر من 4000 سائح في 30 فندقا بمصر… كملوا أجازاتهم وسافروا… الفنادق لم تتأثر لأن اسمها كبير وتم تعويض الأعداد من خلال شركات أخرى حصلت على الغرف الخاصة بتوماس كوك“.
وقال الشاعر إن سكاي ماكس ستجذب نحو 500 ألف سائح لمصر هذا العام دون تغيير عن العام الماضي ”على أن يكون مستهدف العام الجديد للشركة بين 600 و700 ألف سائح“.
وقطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين ومورد رئيسي للعملة الصعبة. لكنه تعرض لانتكاسة شديدة في ظل الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011 قبل أن يستعيد عافيته تدريجيا ويحقق أرقاما أعلى من عام 2010 سواء بالنسبة لأعداد السائحين أو الإيرادات.
وقال الشاعر ”هناك عودة جيدة للسياحة في مصر… نسير في الطريق الصحيح وتواجدنا بالمعارض الدولية وعودة السياح الإنجليز لشرم والغردقة أعطى مزيدا من الثقل لنا“.
كانت بريطانيا وروسيا قد علقتا الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ في 2015، بعدما انفجرت قنبلة على متن طائرة روسية كانت عائدة إلى سان بطرسبرج فوق سيناء بعد إقلاعها بوقت قصير، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصا.
وبريطانيا أعادت الشهر الماضي السماح لمواطنيها بالسفر إلى البحر الأحمر. لكن الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ، أكبر منتجع في مصر على البحر الأحمر، ما زالت متوقفة من مصادر سياحة رئيسية، مثل روسيا.
وقال الشاعر وهو أيضا رئيس غرفة شركات السياحة باتحاد الغرف السياحية ”نسير في الطريق الصحيح وسنصل لأرقام لم تتحقق من قبل ولذا الوقت الحالي هو الأنسب للتوسعات والاستثمار في القطاع“.
وتابع قائلا ”لدينا ثلاثة فنادق تحت الإنشاء وقمنا بشراء فندقين فئة الخمس نجوم الأسبوع الماضي في شرم الشيخ بتكلفة 45 مليون دولار وسننفق 15 مليون دولار عليهما للتجديد بطاقة إجمالية 550 غرفة.
”قمنا باستئجار فندقين أحدهما في الغردقة بطاقة 450 غرفة وسنقوم بافتتاحه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل والفندق الآخر على شاطئ الإسكندرية بطاقة 170 غرفة فندقية ونتفاوض لشراء فندقين في مرسى علم أحدهما تحت الإنشاء في جنوب مرسى علم بقيمة 300 مليون جنيه والآخر بنحو 50 مليون جنيه… الطاقة الإجمالية للفندقين 400 غرفة“.
وزادت جاذبية مصر كمقصد سياحي عقب قرار البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر تشرين الثاني 2016 حيث أدى ذلك إلى تراجع قيمة العملة المحلية إلى النصف وعزز القدرة التنافسية للقطاع.
وزادت إيرادات السياحة المصرية 28.6 بالمئة في السنة المالية 2018-2019 لتصل إلى 12.6 مليار دولار مقارنة مع 9.8 مليار في 2017-2018، وفقا لبيانات البنك المركزي.
كانت وثيقة حكومية اطلعت عليها رويترز في أغسطس آب أظهرت أن مصر تستهدف زيادة أعداد السائحين الوافدين إليها إلى 12 مليون سائح في السنة المالية 2019-2020، بزيادة نحو 11 بالمئة عن السنة المالية السابقة. كما تستهدف زيادة عدد الليالي السياحية إلى 127 مليون ليلة في 2019-2020 من 113 مليون ليلة قبل عام.
وقال الشاعر ”المنتج السياحي المصري منتج ثقة…الأزمات والإرهاب يجب ألا تؤثر على المستثمر لأن مقومات البلد نفسها ليس بها تغيير… هناك شهية كبيرة حاليا تجاه مدينة شرم الشيخ بسبب التوقعات بأنها ستكون أهم منتجع سياحي بالشرق الأوسط في 2020“.
وأضاف بنبرة تفاؤل ”بعد عودة الإنجليز ولو عادت السياحة الروسية أيضا لن تجد غرفة واحدة متاحة في شرم ولذا استثمرنا بسرعة في شرم الشيخ بسبب الزيادة المتوقعة في نسب الإشغالات“.