رئيس مشايخ مطروح في حوار خاص: هنا قابلت "السيسي".. وهنا التقى جدي "الملك فاروق"
الرئيس قال لي "قبائل مطروح أهل الوطنية".. وسلمناه 5 آلاف قطعة سلاح مهربة من ليبيا
هكذا تعاملنا مع الأزمة الليبية.. وهويتنا المصرية باقية بقاء التاريخ
كريم جابر
آثرت زهرة التحرير برئاسة الدكتورة منال أيوب، أن تكمل جولة لها بدأتها بحضور مؤتمر "التعليم بين الواقع والمأمول"، لتكمل سيرها في أعماق محافظة مطروح، للتعرف أكثر على أهم شواهدها وتراثها وعادات أهلها، والسبت الماضى فى غضون الساعة التاسعة و النص مساءا كان اللقاء الأروع مع العمدة أحمد أبو طرام رئيس مجلس العمد والمشايخ فى منزله الهادىء الذى يقع على أطراف الصحراء على الطريق المؤدى إلى الجماهيرية الليبية العظمى.
بدأ العمدة حديثه قائلا: "نرحب بجريدة زهرة التحرير هنا فى محافظة مطروح و تشريفكم لنا يوم للتاريخ، اسمى العمدة أحمد أبو طرام رئيس مجلس العمد و المشايخ السابق و المستشار الرئاسى للمجلس القومى لشئون القبائل المصرية، محافظتى إسكندرية ومطروح بينهما تلاحم و ترابط قوى، كما أنني درست بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية عام 1977 مضيفا : سأريكم بعض الذكريات لأجدادي و والدي، فجدى عبد الرحمن أبو طرام قام بمرافقة الملك فارق فى زيارته لمطروح عام 1940 و كانت تلك الزيارة فى منزلنا و قام باستقبال الملك فاروق بحاشيته الملكية و معه الأميرة فوزية .
وتطرق كبير العمد و المشايخ إلى عائلته قائلا " عائلة أبو طرام فى حدود 110 رجل و سيدة جميعهم متعلمين و ليس من بينهم "أمي, وابن عمى هو اللواء إدريس أبو طرام أول شخص يدخل كلية الشرطة بمطروح فى عام 1961 وهو على المعاش الآن , وأخي الاصغر ضابط شرطة على المعاش برتبة عقيد, وعمى ضابط قوات مسلحة, و أبن بن عمى مقدم بقوات حرس الحدود فى رفح , و اخى الصغير مدير الشئون المالية للمحافظة , و ايضا اخى مجدى هو الوكيل الحصرى لشركات البترول التى قام بشرائها والدى منذ ستون عاما, اما أنا فدخلت مجال العمودية عام 1977 ووالدى كان عضو مجلس امة منذ عام 1963 حتى عام 1967.
وتابع: والدى رحمة الله كان عضو فى مجلس الامة عام 1963 فى محافظة مطروح , و كانت تجمعه علاقة شخصية مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات , وكان السادات فى ذلك التوقيت رئيس مجلس الأمة , وللسادات حب خاص لأهالي و قبائل مطروح.. التقيت بقائد الثورة الجزائرية أحمد بنبلة فى طرابلس بليبيا على هامش مؤتمر , وكان يسرد لى مدى حبة الكبير لمصر و موقفها المشرف تجاه الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
وسرد أحمد ابراهيم أبو طرام تفاصيل لقائه برئيس الجمهورية المشير عبدالفتاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع، بقوله: "تقابلنا فى المنطقة الغربية العسكرية إبان توليه حقبة وزارة الدفاع, وكان يوصى عمد و مشايخ و عواقل مطروح بأمنها من الناحية الغربية, وقدم مبادرة فى ذلك اللقاء بتسليم الأسلحة غير المرخصة القادمة من ليبيا, وكان لقاءا رائعا و تحاور معنا بمنتهى الصدق و الأمانة و قال لنا " أعلم بأن قبائل مطروح وطنيون و يهتمون بأمن مصر القومى من الناحية الغربية, وبعقل رائع و كبير من عمد و مشايخ و شباب مطروح قمنا بتسليم ما يقدر بحوالى 5 آلاف قطعة سلاح مهربة من الجماهيرية الليبية العظمى وقريبا سنقضى على هذه الظاهرة الخطيرة.
وواصل: الرئيس وقتها أهداني درع تكريم فضلا عن إهداء المنطقة الغربية العسكرية درع اخر , وتم اهدائى شهادات تقدير من المجلس الوطنى الليبى لجهودنا الكبيرة فى حفظ الأمن على الحدود الليبية أثناء فترة الانفلات الأمنى هناك, والشهادة التى أعتز بها بشكل شخصى هى شهادة مهداة من سماحة الشيخ طه محمود ياسين الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية , وشهادة مهداة من المجلس القومى لشئون القبائل المصرية و كرمت للدور الوطنى و حل المشاكل بين القبائل المصرية.
تقابلت مرة ثانية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بالقاهرة، وبدا لي صدقا أنه يحب مطروح وأهلها و أهالى مطروح يحبون السيسى بشكل خاص و القوات المسلحة بشكل عام لوجود فترة وداد و محبة تقارب الستون عاما, و قيادة المنطقة الغربية العسكرية و مكتب المخابرات الحربية بمطروح أوجد تلاحم و تلاصق قوى و كبير, وتحدثت للسيسى عند توليه وزارة الدفاع، بقولي: "مطروح بها 6 قبائل كبيرة و القوات المسلحة هى القبيلة السابعة لمحافظة مطروح".
وأضاف رئيس مشايخ مطروح: الرئيس الراحل السادات أنشأ اللجنة المركزية العليا للاتحاد الاشتراكى مبناها هو الحزب الوطنى المنحل بالقاهرة , و كان بها 140 عضو على مستوى مصر بالتعيين , وعين والدى عضو باللجنة المركزية العليا , وتلك اللجنة عقب ذلك هى مجلس الشورى ,وأصدر السادات قرارا بأنة يمنع تولى وظيفتين.
وعن الأزمة المصرية الليبية الأخيرة أوضح أبو طرام عقلانية مشايخ مطروح فى إدارة الأمور قائلا: "حدثت الازمة بين البلدين و قاموا باحتجاز اكثر من 100 مصرى , ونظرا للظروف الطارئة التي تشهدها العلاقات المصرية الليبية جراء الأحداث الراهنة و بعض الاهانات التي طالت أبناء مصر على الأراضي الليبية من ضربهم وسحلهم وترحيلهم من الأراضي الليبية وانتهاك حقوقهم الإنسانية والآدمية من الجانب الليبي وغلق الحدود بين البلدين واشتراط شروط مجحفة على أبناء مصر، بناء علية تم عقد اجتماع طارئ رداً على القرار المجحف على أبناء مطروح بشأن تأشيرة السفر والتي كانوا يستثنون منها, وحينها تم اتخذ القرارات الآتية " رفض الانتهاكات لأبناء مصر جميعاً، وأهاب مشايخ القبائل بالمسئولين بمنفذ السلوم البرى بضرورة إيقاف إجراءات الوصول للمواطنين الليبيين إلى الاراضي المصرية وذلك لوجود حالة من احتقان شديدة لدى مواطني مصر عامة ومطروح بصفة خاصة جراء الانتهاكات الأخيرة بحق أبناء مصر داخل الأراضي الليبية وذلك لحين الوصول إلى اتفاق يرضى الطرفيين.
واستكمل " بالإضافة إلى تشكيل لجنة تمثل جميع أطياف المجتمع عامة وأبناء مطروح خاصة للإدارة تلك الأزمة والوقوف على حلها ،نظراً لوجود حالة عامة من الاحتقان الواضحة والتي باتت أوضح بشكل اكبر من ذي قبل وذلك كرد فعل على ما حدث لأبناء الشعب المصري على الأراضي الليبية من انتهاكات صارخة ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية من انتهاكات يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان ، لذلك يأتي قرار العمد والمشايخ وممثلي قبائل مطروح كما سلف وذلك درءاً للمشاكل ودرءاً للأفعال التي قد لا تحمد عقباها , و عقب ذلك عدنا بالمصريين هناك و كان يهتفون تحيا مصر , تحيا مصر , تحيا مصر و كانت الدموع تذرف من عيون الجميع .
و قال طرام فى نهاية حديثه لزهرة التحرير" الكرم صفةٌ من صفات البدويّ الطيبة ، وسجيةٌ من سجاياه الكريمة التي لا زال يتمسك بها ، ويعتز بها ولا يرضى أن يحيد عنها مهما كان الثمن ، فهي تجري في عروقة كصفاته الأخرى من شهامة ، وإباء ، وعزة نفس ، وإغاثة للملهوف .
وأكمل " زواج الرجل لأكثر من أمرآة عند القبائل حسب الحالة الاجتماعية فهذا يتوقف على استطاعة الرجل العدل بين زوجاته و مدى قدرته على تحقيق العدل بينهما , ويمكن الزواج من أي عائلة خارجية و ليس شرطا من العائلة ذاتها للرجل " .
وأكد أنه ورثها عن أبائه وأجداده ، ورضعها مع اللبن منذ نعومة أظفاره . وهي ميزةٌ من مزاياه الحميدة التي حباه الله بها فهو لا يصطنعها إصطناعاً ولا يتكلفها تكلفاً ، إنما تأتيه عفويةً خالصة وبشكل تلقائي . والبدويّ معروف بشهامته وحسن معشره وإكرامه لضيفه وإستقباله له بوجه بشوش والترحيب به ، حتى يستأنس ضيفه وتنفرج أساريره ، وفي هذا فرحة غامرة ينتشي لها البدوي وهو يشعر بأنه قد نجح في إكرام ضيفه وأفلح في إدخال السرور إلى نفسه.
وتابع أن البدو قديماً كانوا يُشعلون النار في الليل ليهتدي إليها من ضلّ سبيله في الصحراء فيحسنون إليه ويكرمون وفادته ويرشدونه إلى ضالته . أما من لا يكرم الضيف فهو محتقرٌ في نظر البدوي، وينظر إليه بإشفاق وكأنه إنسان شاذّ فقدَ أخلاقه وتجرّدَ من صفاته ".