حوار: كريم جابر

هناك برامج كثيرة في الفضائيات تدعم المرأة على حساب الرجل، وهذا المنهج منذ فترة طويلة سابقة ومستمر حتى الآن، وفقد الرجال الأمل أن يعبر «حتى لو برنامج» عن آمالهم وشكواهم من ظلم بعض الزوجات حسب وصفهم، وهناك حالة نفسية سائدة عزيزي القارىء في المجتمع تقول أن المرأة دائمًا مظلومة، وخلال الآونة الأخيرة، ظهر برنامج يدعم الرجال ويستمع إليهم بشكل جيد ويدعم حقوقهم والمفأجاة أن البرنامج يقدمه سيدة والتي ترى أن الرجل مظلوم للغاية، البرنامج حقق نسب مشاهدات كبيرة من خلال منصات السوشيال ميديا في الفترة الأخيرة وحتى كتابة هذه السطور، يُدعى «أنت الراجل» ويُذاع على فضائية المحور، من تقديم الإعلامية راندا فكري.

 سعداء للغاية بإجراء هذا الحوار معك، نود معرفة كيف جاءتك فكرة برنامج «أنت الراجل»؟

أشكركم على هذه الاستضافة، الفكرة جاءت عندما وجدت أن كثير من الرجال مهدور حقوقهم وتلقيت شكاوى كثيرة منهم حول عدم وجود منبر يدافع عنهم، ولاسيما أن المعروض الآن يدعم النساء فقط.

هل فكرة البرنامج تتحدى بعض البرامج الأخرى الداعمة للنساء؟

 لا نفكر بهذا الشكل، حالة التحدى ربما خُلقت من المشاهدين وهذا طبيعي ولكنها فكرة غير مقصودة ولم نفكر فيها منذ البداية، كل ما في الأمر أننا نود أعطاء الرجل فرصة للتعبير عن ما يُريد.

 البعض ربط بين برنامجك و برنامج «هي وبس» لرضوى الشربيني قائلين إنه رد على الهجوم المتكرر على الرجال، ما ردك؟

بالفعل هناك حالة ربط في الأخبار المختصة ببرنامجي وبرنامج رضوى، وأعتقد هذا الربط جاء على أساس أنني داعمة للرجال و برنامج هي وبس داعم للنساء، ووجدت عددًا من الناس يخبرونني أن رضوى الشربيني عنونت إحدى حلقاتها بـ«دلعي جوزك» رغم السياسة المختلفة لبرنامجها عن هذا الاسم، ولكنني قمت بإطلاق هذا الاسم على إحدى حلقاتي قبل شهر من حلقة هي وبس.

 ألا ترين أن اسم برنامجك «أنت الراجل» يعزز من انتشار أفكار مثل «السلطوية الذكورية و سي السيد»، المتواجدة بالفعل في المجتمع؟

لا يدعم ذلك على الإطلاق، لأن البرنامج يسمى بـ أنت الراجل وليس أنت الذكر أو السلطوي، نحن نتحدث عن الرجل كصفة رائعة وقوية يستحقها من يتحمل المسؤولية وأيضًا من يتمتع بأخلاق راقية تجاه زوجته وأسرته.

البعض يقول أن محتوى برنامجك «سباحة عكس التيار» لمجرد تصدر التريند، ما ردك؟

سمعت هذه النوعية من التعليقات كثيرًا ولكنني دائمًا أقول أن أي تريند هدف حقيقي و رسالة حقيقية أعتقد أنه لن يُكمل في هذا مسار النجاح، وفي برنامجي أرى أننا نتصدر ونتفوق وعدد المشاهدين يتزايد يومًا بعد يومًا، ويصل إلينا استغاثات من الرجال والشباب ويطالبون البرنامج بعدم التخلي عنهم وتوصيل أصواتهم وحقيقي أشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي لأننا بذلك نقدم رسالة وليس تصدر التريند كمال يُقال.

 هل الرجل مظلوم أم الست ؟

في عهد «سي السيد» وهذا كان في السابق ليس في 2020 كانت المرأة مظلومة وليس لها صوتًا ولا تستطيع التعبير عن شىء، ولكنها الآن تستطيع التعبير ولكن للأسف استخدمت هذه الحرية بشكل غير صحيح أو دقيق وبدأت في مسار «ظلم الرجل أو شريكها»، بدليل أن هناك عدد هائل من السيدات اتفقن مع طريقة تفكير ما نقدمه، وأيضًا عدد دعاوى الطلاق في محكمة الأسرة دليل أخر.

لماذا ترى المرأة أنها المظلومة دائمًا ؟

لأن مطالبها كثيرة للغاية، ولا ترغب في التنازل عن أي مطلب لأن التضحية تجعل الحياة تسير بشكل مقبول، وعندما ترفض فعل ذلك ترى أنها مظلومة.

 «دلعي جوزك» .. كانت نصيحتك للسيدات، كيف يفعلن ذلك؟

البدء بالكلام الجميل المُفعم باللطافة، وشراء الورد بدلًا من انتظاره هو للشراء، خفض نبره صوتها خلال النقاش معه، تحتويه طول الوقت، تكون مُستمعة جيدة له في كافة الأحوال، تقديم الفطار له كل صباح قبل الذهاب للعمل.

السيدات سألن عن كيفية التعامل مع الرجل «أبو عين زايغة»؟

هذا النوع يحتاج إلى ذكاء من المرأة بشكل جيد، يجب عليها معرفة الشىء أو الأشياء التي ينظر إليها في سيدة أخرى، وتحاول تحقيقها، وذلك يعمل على جذب أنظاره إليها مرة أخرى، وإذا استمر عليها ألا تتعصب أو تحزن وتتعامل معه بقدر عالي من العقلانية للحفاظ على البيت والأولاد لأنه سيعود إليها مًجددًا مهما حدث.

 كيف تتعاملين مع النقد النسائي وأحيانًا الهجوم ورأينا ذلك في عدة مواقف؟

بشكل عام، أتقبل النقد المحترم البناء الذي تم في إطار حلقة نقاشية صحية للاستفادة، لكن إذا كان عكس المعايير الشهيرة للنقاش المتحضر ويحتوي على تجاوزات وإساءة فلا ألتفت إليه.

«فقرة اتلككت لك على إيه؟!» .. ما أغرب «تلكيكة» جاءتك في البرنامج؟

كان هناك تلكيكة قاسية للغاية، عندما طلبت زوجة من زوجها وضع نجلاته في الملجأ و كانت تُجبره على فعل ذلك.

12/ كيف يتعامل الرجل مع السيدة «المتنمردة»؟

المرأة المُتنمردة أصعب أنواع النساء في التعامل، للأسف إذا وقع الرجل مع سيدة مثل ذلك يصبح الأمر وكأنه تورط حرفيًا في شخصية من الصعب التعامل معها، و نصيحتي للرجل أنه يجب عليه دراسة شخصية شريكته جيدًا قبل الزواج منها.

 في رأيك هل ستظل هذه الحرب النفسية والفكرية بين الزوجين للأبد، أم سيكون هناك معاهدة سلام؟ وكيف نقوم بتفعيل وتطبيق ذلك على أرض الواقع؟

إذا تصالحت المرأة مع ذاتها، وتفهمت أن هناك أخطاء كثيرة تصدر منها خلال تعاملها مع زوجها وحاولت على تصويب المسار معه، وأيضًا تلبية احتياجاته سيكون هناك معاهدة سلام، نحن ببساطة نحاول تعريف المرأة بطريقة تفكير الرجل، وتفعيل ذلك سيكون من خلال المصارحة والوضوح والشفافية بين الزوجين وأن يكون كل طرف لديه النية الصافية للحفاظ على الآخر في حياته، لأن الوضوح والصراحة بمثابة الوجه الحقيقي للتفاهم بين الشريكين، وأعتقد أنا برنامجنا هو بداية طريق هذه المعاهدة.