رحلة ما تمت
بقلم – مصطفى محمود :
الاثنين قبل الماضى قمت بزيارة للإسكندرية في إجازة سنوية لمدة أربعة أيام و انتويت الذهاب إلى مقر جريدتكم الغراء " زهرة التحرير" و ما أن وطأت قدماى هذه المدينة بعد غياب عنها طال لمدة 10 سنوات .. قمت بزيارة العديد من الأماكن التي تغيرت .. أين الإسكندرية التي عهدتها أيام عبد السلام المحجوب المحافظ الأسبق كل شيء تغير للأسوأ.
ذهبت إلى قلعة قايتباى لأشاهد عظمة المصريين أيام محمد على باشا, ذهبت إلى محطة الرمل وشاهدت ترومواى الإسكندرية الأثرى – الذى رفضت الحكومة في قرار صائب أن تلغيه لأنه معلم من معالم الإسكندرية – و عدت إلى المسكن لأنال قسطا من الراحة وخططت أن أذهب في اليوم التالى إلى منطقة ميامى و شارع خالد بن الوليد الذى يذكرنى بأيام جميلة مرت في حياتى و نمت أحلم بهذه الزيارة . و إذا بى استيقظ على اتصال هاتفى من أحد الأصدقاء المقربين يقول إن الشرطة بدأت فض اعتصامى رابعة و نهضة مصر وجلست أمام الشاشات أراقب ما يحدث مثلى مثل باقى المصريين الغيورين على بلدهم و تابعت التحليلات الدولية التي اصابتنى بالإحباط مثل معظم المصريين .. و انقضى اليوم .. و بدأنا في متابعة الأحداث الأيام التالية ورأيت كثير من الجثث التي وجدت في المساجد وغير معلوم من قتلهم وتواردت أنباء حول وجود قتلى كانوا موجودين أسفل المنصة برابعة وسكن بخلدى أن الإخوان يقتلون مؤيديهم من أجل مكاسب سياسية ( وعلى الرغم من أن هذا غير منطقى و غير مصدق و الإشاعات في هذا التوقيت تكون كثيرة جدا) إلا أن الأنباء تشير إلى ذلك.
خططت للخروج يوم التالى (الجمعة) للخروج من أجل الترفيه النفسى من هول مارأيت إلا و علمنا أن الإخوان ينظمون مسيرات مسلحة يوم الجمعة وكم رأينا من أهوال و قتلى وذخيرة حية تطلق هنا وهناك , تصيب من تصيب , وتتجنب من تريد.
إخوان … إخوان… أهؤلاء إخوان ؟ أنهم إخوان في الشر و إخوان في الغباء و عدم الفهم و الإدراك … أناس لا يفهمون شيء ومتخيلين أن هذا هو الإسلام وهم لايدركون ولا يعرفون ولا يفهمون فماذا نقول لهم؟
حزمت حقائبى وعزم أن أغادر المدينة التي شعرت كثيرا بالحنين إليها دون أن أرى فيها شيئاً… كان هذا فجر السبت …. صليت الفجر وتوكلت على الله و استقليت السيارة إلى القاهرة دون أن أرى البحر ودون أن أنزله على الرغم من عشقى له. وعدت إلى القاهرة ونزلت برمسيس لأجد الحجارة والطوب والزجاج المتناثر هنا وهناك .. وسألت نفسى لماذا ذهبت إلى الإسكندرية وتدبرت الأمر وتيقنت انه من المستحيل أن توجد راحة في عصر الفتن.