راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

رمضان.. عمل وعبادة أم كسل وبلادة؟!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: معتمد عبد الغني

شهر رمضان لا يختلف عليه اثنان, هو البركة والفرحة التي تملأ قلوبنا كل عام, ولكن احيانا تجد البعض يرفعون شعار "ممنوع الاقتراب او التصوير" نحن في رمضان ياسادة غير مطالبون بالعمل. بالطبع المبررات جاهزة حرارة الصيف مع الصيام، اضف الى ذلك ان العمل في نهار رمضان، قد يلهي عن ختم القراءن !!

 وغيرها من الحجج التي نسمعها وتثير الضحك والشفقة على اصحاب تلك الاراء في آن واحد.

بالطبع انت قابلت كثيرا من هؤلاء النماذج مثلي، ونصيحة لا تحاول مناقشتهم وإلا ستلقى على مسامعك الفاظ غير لطيفة، وبعد أن يهدأ ينظراليك قائلاً: " سامحك الله اخرجتني عن شعوري اللهم اني صائم !".

"العسكري محمد"

أمام مديرية الأمن تجده واقفا تحت قرص الشمس مباشرة، وكأن مهام وظيفته حمايتنا من الاحتباس الحراري, شاب في العشرينيات يرتدي بدله عسكرية بيضاء، بدت عليها محاولات كثيرة للحفاظ على نصاعة بياضها وعلى النقيض من بياض ثوبه تنبئك ملامحه السمراء وطريقة حديثه البسيطة بأنه من أعماق الريف المصري, انه مجند "محمد احمد عبد المنعم".

في البداية اشفقت علي نفسى من مشاركته الحمام الشمسي واختار شجرة نستظل بظلها وعرفاناً لجميله تركت له الميكرفون ليتحدث كما يشاء.

"العطش والصيام اشياء بسيطة امام خدمة الوطن واياً كانت الحالة التي تصيبني أثر أشعة الشمس فهذا عملي، ومجرد تذكر ى اني في اوقات العمل أنسى أى شئ، لدي العديد من الزملاء المصابين بمرض السكر ولا يستطيعون الصيام، عندما انظر اليهم ادعي لهم، واشكر الله اني بصحة جيدة، تمكنني من الصيام، وربما هذا سبب رغبتي في اداء عملي بجدية".

"لا أنكر انني اعرف زملاء اخرون لا يصومون بلا اسباب شرعية هؤلاء الكسالى ادعي لهم بالهداية والثبات لأنهم يتعللون كثيراً بالمجهود وحرارة الشمس وغيره".

" على جنب يا أسطى"

سائق التاكسي هو الرجل الثاني بعد الصحافي الذي تستطيع ان تعتمد عليه كمصدر اخباري، أنه أكثر الناس احتكاكا بالبشر، ومعرفة بطبائعهم, كثيراً ما يتنقل من منطقة لأخرى، بنشاط متعارف عليه سعياً وراء لقمة العيش, عدا السائق "محمود عبد اللطيف محمود" الذي استيقظ من غفوته بالتاكسي على صوتي!.

عندما سألته عن سـر غفوته رغم اننا في بداية اليوم أجاب: "كـل سنة وانت طيب ..رمضــان كريم", عندئذ توقعت انني وجدت ضالتي المنشودة في رجل يخمل نشاطه في رمضان، ولكنه اوقف تسلسل الافكار، حينما أوضح ان يوم العمل في شهر رمضان يتوقف، حيث تقل حركة الزبائن وانه ينتظر موعد خروج الموظفين بفارغ الصبر.

وأضاف: هناك بعض الناس يتخذون من شهر رمضان "تلكيكة" – حُجة- لكي يبرروا عصبيتهم وانفعالاتهم الزائدة، ولقد قابلت نماذج كثيرة منهم واكتشفت بالتجربة انهم يدعون ذلك رغبةً في اسكاتي عن الاجرة القليلة التي يدفعونها مقابل توصيلهم!.

شهر رمضان "عزيمة"  وشهرعبادة والمفترض ان الناحية الاخلاقية تزيد عن بقية العام ومن ضمن ذلك الصبر والنشاط واتقان العمل .

"البيه البواب"

عم "رمضان عبد الحكيم " حارس عقار صعيدي مضياف جداً, من فرط كرمه طلب لي كوباً من الشاي لأشربه ونحن في نهار رمضان!! وعندما ذكرته ابتسم و قال  بلهجته الصعيدية "عفواً انه الصيام..لقد فعلها معي".

وتابع: لكن الصيام يجعلني أعمل أكثر، لأنه في الايام الاخرى الاكل والشرب، وتناول الشيشة على المقهى، كان يأخذ بعضاً من وقتي اثناء العمل, انا اشعر بالراحة من كل ذلك في شهر رمضان، واتفرغ للعمل نهاراً وصلاة التراويح ليلاً.

 كما قال: كيف يكون في رمضان كسل؟! اعتقد ان غزوات الرسول والصحابة كانت في شهر البركة هذا, وعندما انتصرنا في حرب اكتوبر كانت في العاشر من رمضان، فلو كنا فعلاً كسالي لما حققنا اي نصر ..رمضان بركة في كل شئ وليس مدعاة للكسل.

"البوسطجي"

رأيته يلهث من عمارة للاخرى فقررت ان اوقفه, اقتربت منه فوجدته يحمل العديد من الخطابات، وياقة قمصيه السوداء تدل على سباقه مع الزمن لينجز مهام عمله، سواء في رمضان او الايام العادية.. انه"راضي احمد" مندوب توزيع بشركة خدمات بريدية، الذى يقول: عملي يعتمد على الحركة والتنقل، بالطبع في رمضان أعاني مثل الاخرين، ولكنني احاول التغلب على التعب والارهاق والكسل، بأن ابدأ عملي مبكراً عن الايام العادية, وربنا ييسر لي الامور في رمضان حين أجد وسائل مواصلات متوفرة أو انتهي من المهام المكلف بتوصيلها سريعاً.

وأضاف, هناك أشياء سلبية غير الكسل تظهر في رمضان مثل الذين يفقدون اعصابهم في المترو ويتبادلون الشتائم، والاسم صائمون, هؤلاء بالطبع لا يعرفون عن الصيام غير الامتناع الاكل والشرب فقط .

"الشيف"

"المبدعون لا يعرفون الكسل" هذا ما رأه خالد خضر غمري – مساعد شيف بفندق سياحي-  حيث قال: إن الكسل في رمضان يختلف من شخص لأخر، فهناك نماذج تدعي الكسل في رمضان، بينما النماذج المبدعة التي تحب عملها تعطي كل ماعندها من طاقة في رمضان أو غيره.

تابع: تقليل ساعات العمل في رمضان ناتج عن الرغبة في التفرغ لعبادات رمضان، وأظن ان اي صاحب عمل لا يقبل ان يقلل ساعات العمل لأن موظفيه كسالى, مضيفا: وافضل العمل في نهار رمضان، حتى اتفرغ ليلاً للجلوس مع اسرتي، التي تتجمع في هذا الشهر الكريم كاملة.

"المدير"

بعيداً عن صخب الشارع ذهبت الى أهل المكاتب، حيث التكييف الملطف للجو، والاماكن المغلقة البعيدة عن الاضواء, ظروف مهيئة للعمل بالطبع، ولكن يبدو ان هناك اشياء اخرى غير ذلك تحول الموظفين عن الكسل!.

"إنكار وجود النماذج المتكاسلة خلال شهر رمضان نوع من تخطي للواقع" بتلك الجمله بدأ خالد فياض – مدير بمركز ابحاث اعلامية –  وروى حادثة طريفة تقول: ان هيئة دولية مثل الفيفا أصدرت تقرير عن الصيام منعت فيه لعب الكرة اثناء الصيام، لأن منع المياه عن جسم الانسان يدفعه الى الخمول والكسل وهو كلام علمي مدروس .

أضاف : شهر رمضان تقرب الى الله والمفترض ان نجتهد فيه وان يكون مستوى أداءنا في العمل على نفس المستوى المتعارف عليه, ولكن الواقع يقول ان انجاز الناس يتراجع بسبب فقد جسم الانسان للطاقة، الامر الذي ينعكس على العمل.

وتابع: الاداري لا يختلف عن الموظف كثيرا فما يشعرون به يشعر به الادارى، لذلك اقدر كونهم صائمون، حتى قدرتي على الادارة وعلى مراجعة عمل الموظفين تقل من آن لأخر، والمفروض ان نكون واضحين في ذلك فالشركات تقلل من عدد ساعات العمل احتراما لقدرة الموظف على العطاء التي تقل نتيجة الصيام.

وبدوره رأى محمد زكي – مهندس زراعي- أن الكسل ليس حالة عامة او مرتبطه برمضان، واذا كان هناك عمل فلن تجد من يدعي الخمول, وبشكل عام نحن نلقي بشماعة الكسل على رمضان، ونتعامل معه بطريقة غريبة, فتجد من يفعل سلوكيات مشينة وفي النهاية يقول "اللهم اني صائم".

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register