"زهرة التحرير " ترصد : شباب الصعيد يدمن " الترامادول" أملاً في زيادة القدرة الجنسية
الصيدليات تتكدس بالمخدر .. و70 % من المتعاطين للترامادول من الشباب أقل من30 عاما
على شاكر
ما بين مستشفيات غارقة في الصرف الصحي وأخري خاوية على عروشها من الأطباء والأجهزة معاً، وما بين افتراش المرضي وذويهم الأرض ، وما بين شباب أدمن " الترمادول " هروباً من الواقع ، أو وهماً بزيادة القدرة الجنسية ، يغرق صعيد مصر بتلك " العقارات" السامة ، دون وجود أى رقابة من وزارة الصحة .
جريدة " زهرة التحرير " ترصد من خلال جولتها بين الشباب – فى صعيد مصر – أثار ذلك العقار المدمر، الذى ينتمي لمجموعة من العلاجات تسمى " الأفيونات " أو العلاجات المخدرة، و يستخدم في علاج أنواع الألم المتوسطة إلى الشديدة، حيث يعمل على تثبيط مستقبلات الألم في الجهاز العصبي المركزي وقد يسبب العلاج نوعاً من " الإدمان " في حال إستخدامه بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة ، وقد يلاحظ المريض ازدياداً طردياً في مقدار أو تكرار الجرعة الكافية لتخفيف الألم بسبب اعتياد الجسم على العلاج ، مما يسبب الإدمان، ويستخدم فى الأغلبية لمرضى السرطانات من شدة الألم الذين يعانون منه ، لكن استخدمه الشباب دون وعى صحى فى أغراض بعيدة تماماً عما صُنع من أجله .
كبسولات أدمنها الشاب الصعيدى خاصة والمصرى عامة دونما أدنى حرص على صحته ، أو ماله ، فى وقت تقوم فيه المصادر المجهولة بإغراق سوق الصعيد وخاصة أسيوط بالترامادول المهرب أو المصنوع محلياً والذى أصبح يباع فى معظم الصيدليات و محلات السوبر ماركت والمقاهى بالقري والنجوع .
فقد قال (ع.ن. م ) إن بيع الترامادول المهرب( بالحبة) علي المقاهي يحقق ربحاً كبيراً وأن أسماء الصيدليات التي تبيعه معروفة للجميع وأضاف أن تعاطي الشباب في القري لأقراص الترامادول المهرب يبدأ بالشراء بالحبة الواحدة ، وبعد فترة يحتاج المتعاطي إلي أكثر من حبة في اليوم الواحد, وأنه نتيجة ضبط بعض الصيدليات مؤخراً قام بعض الأهالي بتوفير كميات في محلات السوبر ماركت وفيالبيوت، وأصبحت الأقراص متاحة للجميع.
وعن كيفية الإصابة بالإدمان يقول (ن.ل.ى ) : أعمل باليومية فى تشوين مواد البناء ودلنى أحد الأصدقاء على تناول قرص من الترامادول ليساعدنى على تحمل التشوين وسرعة الإنجاز وفعلاً أتممت عملى فى ساعات بعدها تعودت على تناول القرص يومياً قبل البدء فى العمل ومرة تلو الأخرى كنت أتناول قرصين إلى أن وصل بى الحال إلى تناول العشرة من الأقراص الأمر الذى دمر صحتى ولا أستطيع التعامل مع الحياة إلا بتناول أقراص" الترامادول" .
أن جميع المسكنات تؤثر على الكبد إذا ما تم استخدامها بشكل عشوائى وبكثرة ويؤدى إلى التهاب شديد وحاد بدرجات متفاوتة من التهاب بسيط إلى التهاب حاد عنيف يدمر الخلايا الكبدية وعليه إجراء تحليل وظائف كبد وعمل موجات صوتية على الكبد لتقييم حالته ودرجة تأثر الكبد بالمخدر- على حد قول – بعض الأطباء المتخصصين . .
وعن تأثيره على القدرة الجنسية يقول أحد الأطباء :" إن بعض الشباب يقبل على هذه المادة لزيادة القدرة الجنسية مع أن العكس صحيح حيث تؤدى هذه المادة إلى الضعف الجنسى إذا ما تم تناوله باستمرار ولفترة طويلة."مؤكداأنه يجب على من أراد العلاج من هذا الداء بسرعة التوجه إلى أحد الأطباء النفسيين لتحديد جرعة العلاج المناسبة له طبقا لوزنه وطبقا لكمية المادة التى كان يتعاطاها ونسبة الشفاء تصل إلى 100% فى مثل هذه الحالة.
وقد كشف بعض الأطباء عن أن70% من المتعاطين للترامادول المهرب من الشباب أقل من30 عاما، ومن السائقين والحرفيين من أصحاب المهن الصعبة ، وقال : إن نسبة كبيرة من صيدليات الصعيد تبيع الترامادول المهرب خاصة بعد صدور قرار منع الترامادول المصري وإضافته إلي جدول أول للمخدرات ، ويرجع ذلك لانخفاض سعره وسهولة الحصول عليه من مصادره المختلفة .
يوجه أهالي الصعيد بصفة عامة وأسيوط خاصة استغاثة إلي وزارة الصحة ويطالبون بعمل لجان صحية من أجل مراقبة الصيدليات وتفتيش محلات السوبر ماركت لمنع هذا الداء المنتشر فى كل منزل من منازل الصعيد حيث أن طلاب المدارس يستخدمون هذا النوع من السم القاتل بحجة التركيز والسهر لزيادة التحصيل الدراسى .
من منبر " جريدة زهرة التحرير " نوجه نداءً إلى وزارة الصحة بأن الصيدليات تتكدس بالترامادول والفشل الكلوى يدق أجراس الخطر وشباب المستقبل قد وضعوا أقدامهم على شفى مقابر الموت دون أى وعى ، لذلك نطالب وزارة الصحة برقابة الصيدليات ، ونطالب مؤسسات المجتمع المدنى بعمل دورات وندوات للتوعية بخطورة هذا الداء اللعين ، ونذكر الشباب قبل الوقوع فى الأمراض المزمنة بالحكمة التى تقول " الوقاية خير من العلاج "