زوجة أمام محكمة الأسرة: "استحملت فقره 13 سنة وكنت بقوله حاضر على كل حاجة في والآخر خانني مع جارتي"
ضجيج، زحام، شجار، رائحة عطب وعرق تمتزج بروائح رخيصة الثمن، بكاء أطفال يتداخل مع نحيب نساء متشحات بالسواد، وسط هذا المشهد الفوضوى، وقفت "ولاء" الزوجة الثلاثينية على مقربة من غرفة محاطة بألواح زجاجية بمحكمة الأسرة بالزنانيرى، فى انتظار أن ينتهى المحكم الخمسينى من أعماله الكتابية حتى تلقي على مسامعه أسباب طلبها الخلع من والد صغارها الثلاث، وتقر بتنازلها عن حقوقها المالية والشرعية ورد قيمة مقدم الصداق المبرم فى عقد الزواج مقابل حصولها على الطلاق ليدونها فى تقريره إلى المحكمة.
تقول الزوجة الثلاثينية : "13 عاما عشتها مع زوجى صابرة على ضيق حاله حتى عرفت الأموال طريق محفظته الخاوية، مستسلمة للكماته وصفعاته وضرباته وسبه لى بسبب وبدون سبب حفاظا على البيت ومستقبل الثلاثة صغار الذين لا ذنب لهم سوى أننى أسأت اختيار والدهم، لا أرد له طلبا ولا أعصى له أمرا، ولا أردد سوى كلمة "حاضر" التى دفعت ثمنها غاليا فى النهاية من عمرى وكرامتى، فتلك الكلمة جعلته يشعر أنه امتلكنى للأبد، وأنه يحق له أن يفعل بى ما يحلو له وهو مطمئن بأننى لن أحرك ساكنا، ولم يضع فى حسبانه أن الزوجة عندما تذبح بسكين الخيانة تتخلى عن كل شيء ولا يقوى أحد على الوقوف فى وجه طوفان غضبها، وهذا ما حدث بعدما اكتشفت خيانته لى مع جارتى".
تصاب ملامح الزوجة الثلاثينية بالجمود وهى تسرد كيفية اكتشافها لخيانة زوجها: "زوجة شقيقه هى من أبلغتنى بأنه على علاقة بإحدى جاراتى، فى البداية لم أصدق كلماتها وحاولت أن أتجاهلها، لكن بعد استرجاعى لتصرفات زوجى معى فى الشهور الأخيرة وغيابه المتكرر عن البيت تملك الشك منى، ولأقطع الشك باليقين، راقبت منزل جارتى اللعوب جيدا حتى رأيت زوجى وهو يصعد إلى شقتها، فهرعت وراءه وضبطه معها، وبعد افتضاح أمره حاول أن يحسن صورته وقال بأنه لم يخوننى وأنه قد تزوج من هذه السيدة بعقد عرفى، فسألته لماذا فعل بى ذلك؟ فيما قصرت كى يكون جزائى بعد تلك العشرة الطويلة هو الخيانة والغدر؟!، ما الذى منحته له ولم أستطع أنا أن أوفره له؟!، لكنى لم أجد إجابة شافية لتساؤلاتى، وأدركت أننى فى الحقيقة من أخطأت فى حق نفسى، وأنا من دفعته لخيانتى وإهانتى بصمتى واستسلامى له".
وتنهى الزوجة ما تبقى من تفاصيل روايتها بصوت تلمح فى نبراته القهر: "وما أن جمعت شتات نفسى من تأثير طعنة الخيانة طلبت منه أن يطلقنى وليذهب هو والمرأة اللعوب التى فضلها على أم أولاده للجحيم، لكنه رفض وتركنى كالمعلقة، فلم أجد سبيلا أخر أمامى للخلاص منه سوى اللجوء إلى القانون، وطرقت أبواب محكمة الأسرة، وأقمت ضده دعوى طالبت فيها بتطليقى طلقة بائنة للخع مقابل تنازلى عن حقوقى المالية والشرعية ولن أعود له مهما حدث حتى ولو انحنى أمامى طالبا أن اسامحه على خيانة لعشرتى وجرح كرامتى بعد كل هذه السنوات التى قضيتها مخلصة له".