سبت النور .. قبل نهاية اليوم تعرف علي شيء عنه بالنسبة للأقباط
في عيد الفصح، تتوزّع أيام الاسبوع تجسيداً للأحداث التي أوصلت الى قيامة السيد المسيح. فبعد أسبوع الآلام والصلب، والموت والقبر.. يتحضّر العالم للقيامة، في يوم السبت الذي يسبق الحدث العظيم، لدى الطوائف المسيحية.
ماذا يعني "سبت النور"؟
"سبت النور" أو السبت المقدس أو باللاتينية sabbatum sanctum، ويعرف أيضاً بسبت الفرح، هو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح.
تقليديًا، يتم الاحتفال بالفصح مساء سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح الاحد، ويبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة العيد عصر السبت، ثم يُحتفل بقداس عيد القيامة منتصف الليل وتُختتم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.
في ترتيب رزنامة الفصح، حدث في يوم السبت أن "نزل السيد المسيح بعد موته على الصليب يوم الجمعة عصراً إلى الجحيم لِيَطرَح الشيطان خارجاً ويُقيِّده، ويُحرِّر أرواح الأبرار الذين رقدوا على رجائه ويُدخِلهم الى الفردوس"، فيسمّى سبت النور لأن السيد المسيح أنار على الذين كانوا في الظلمة أي الهاوية، بدليل أن الكتاب المقدّس يعلن أنّ "الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً".
وسبت النور أيضاً، أو سبت الفرح هو كلمة إصطلاحية أخذت أبعادها من شعلة مقدّسة تنطلق من كنيسة القيامة في القدس، وهو المكان الذي وضع فيه جسد السيد المسيح لثلاثة أيام قبل القيامة، حيث "يفيض النور في القبر ".
فيض النور
في صباح يوم "سبت النور" وقبل مراسم خروج النور المقدس من قبر الرب يسوع المسيح، يتم فحص قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة في القدس، وبعد التأكد من خلو القبر من أي مادة مشتعلة، يتم وضع ختم على بابه .
يتعرض أيضا البطريرك (الارثوذكس) للتفتيش ويدخل القبر بالجلباب الأبيض ولا يحمل شيئاً .
تتكون مراسم النور المقدّس من ثلاث مراحل: الصلاة، دخول الأسقف في القبر المقدس، صلاة البطريرك طالباً من الرب أن يخرج النور المقدس .
تُضرب الأجراس بحزن، حتى يدخل البطريرك و يجلس على الكرسي البابوي، ويتجمع المؤمنون من الطوائف المسيحية كافة.
يدخل البطريرك إلى القبر وهو يحمل شمعة مطفأة مكونة من 33 شمعة في حزمة واحده تمثل عمر السيد المسيح.
داخل القبر المقدس، يصلّي البطريرك، فيما يغلف المكان سكون وصمت شديد، فالمؤمنون يترقبون خروج النور.
بعد الصلاة، يخرج البطريرك حاملاً شمعةً مُضاءة، يوّزع نورها على المؤمنين.
لا يكون "النور المقدّس" مُحرِقًا لبضع دقائق، فيقوم المؤمنون بتمرير أيديهم في النور ومسح وجوههم به، ثمّ يتحول بعد فترة من الوقت شعلة النور إلى شعلة عادية من النار.
كثيرون يتحدّثون عن مشاعر فائقة الوصف تنتابهم من جرّاء هذا ذلك، وأنّ سلامًا عميقًا مفرحًا يفوق الإدراك يختلج صدورهم.
تاريخ النور المقدس
اول كتابة عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في اوائل القرن الرابع، والمؤلفون يذكرون عن حوادث انبثاق النور في اوائل القرن الميلادي الاول، نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي و القديس غريغوريوس النيصي.
و يرويان: كيف ان الرسول بطرس رأى النور المقدس في كنيسة القيامة، وذلك بعد قيامة المسيح بسنة (سنة 34 ميلادي) فهؤلاء في أماكن مختلفة وتواريخ مختلفة وكلهم اجمعوا بدقة على رؤية بطرس الرسول وشهادته عن النور المقدس.
وأمّا وقد رأينا موت وقيامة السيد المسيح.. فإننا نقول: " المسيح قام.. حقاً قام ونحن شهود على ذلك!
( لبنان 24 )