راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

سر اكتشاف تجويف ضخم في قلب هرم خوفو بالجيزة

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، عن اكتشاف تجويف ضخم في الهرم الأكبر "خوفو" طوله 30 مترا، وهو مشابه للحجرة الكبرى في الهرم. وتم تأكيد وجود هذا التجويف من قبل علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين قاموا بمسح داخل الهرم، مستخدمين تقنية تصوير متطورة تخترق بعمق الأجسام الصلبة لتلقي الضوء على طرق البناء التي لا تزال غامضة.

اكتشف علماء آثار، تجويفا داخليا كبيرا وغامضا في آخر عجائب الدنيا السبع، وهو الهرم الأكبر "خوفو" في الجيزة على مشارف القاهرة. وأعلن الباحثون اكتشافهم اليوم الخميس، لكنهم قالوا إنهم لا يعرفون الغرض أو المحتويات أو الأبعاد الدقيقة لما يسمونه "الفراغ" أو "التجويف" داخل الهرم، الذي بني كقبر ضخم حوالي 2560 قبل الميلاد.

وقال مهدي الطيوبي، أحد المشرفين على الدراسة التي نشرت في "نيتشر" العلمية (مجلة الطبيعة) أن التجويف الذي تم اكتشافه "كبير جدا بحيث أنه بحجم طائرة تتسع لـ 200 مقعد في قلب الهرم".

ومنذ نهاية العام 2015، تقوم هذه البعثة المؤلفة من علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين بمسح داخل الهرم مستخدمة تكنولوجيا متطورة لا تحتاج إلى الحفر لاكتشاف فراغات أو بنى داخلية محتملة غير معروفة ولإلقاء ضوء إضافي على طرق البناء التي لا تزال غامضة.

وقد شيد هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر والبالغ طوله 146 مترا وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أكثر من 4500 سنة على هضبة الجيزة قرب القاهرة إلى جانب أبي الهول.

وخوفو هو ثاني فراعنة الأسرة الرابعة (القرن السادس والعشرون قبل الميلاد). ويحوي الهرم ثلاث غرف معروفة، وقد بُني على غرار باقي أهرامات مصر كمقبرة للفرعون.

وقال الطيوبي "ثمة فرضيات كثيرة حول وجود غرف سرية في الهرم. إلا أن أيا منها لم يتوقع وجود شيء بهذا الحجم الكبير".

وجاء في الدراسة التي نشرت الخميس في مجلة "نيتشر" أن التجويف الذي سماه الباحثون "ذي بيغ فويد" أي الفراغ الكبير، طوله 30 مترا وهو مشابه للممر الكبير في الهرم. وهو يبعد أربعين إلى خمسين مترا عن حجرة الملكة في قلب الهرم.

تقنيات حديثة تكشف أصل التجويف

ولاكتشاف هذه "الهدية الجميلة" الخفية منذ حكم الفرعون خوفو، استعان العلماء بجزئيات كونية أو ما يعرف بالميون وهي جسيمات أولية شبيهة بالإلكترون.

وعندما تلتقي "الميون" التي تنتجها الأشعة الكونية في أعلى الغلاف الجوي، بالمادة تتباطأ ومن ثم تتوقف. ويقيس الباحثون عندها كمية هذه الجسيمات التي يجدونها وراء المكان الخاضع للمسح. وإذا وجدوا كمية كبيرة في مكان ما فهذا يعني أن "الميون" التقت بكمية أقل من المادة أو أن ثمة فراغا.

وأوضح سيبستيان بوركور من مفوضية الطاقة الذرية ومصادر الطاقة البديلة في فرنسا التي انضمت إلى المشروع في العام 2016، "هذه التكنولوجيا ليست بجديدة إلا أن الأجهزة باتت اليوم أكثر متانة ودقة. وهي قادرة على الصمود في ظروف الصحراء المصرية".

وفي حين سمحت "الميون" بتسجيل هذا الاكتشاف في هرم خوفو إلا أنها لن تساعد كثيرا في معرفة ما إذا كان قبر توت عنخ أمون يحوي أيضا قبر نفرتيتي.

وتتطلب تقنية "الميون" وضع مجسات تحت البنية المراد مسحها وهذا غير متاح في قبر توت عنخ أمون بحسب القيمين على المشروع.

ومن أجل تجنب الجدل، تم تأكيد وجود هذا التجويف الضخم بواسطة ثلاث تقنيات مختلفة للمسح بـ"الميون" عبر ثلاثة معاهد مختلفة هي جامعة ناغويا ومختبر البحث حول الجزئيات الياباني "كاي أي كاي" والمفوضية الفرنسية.

ومع اكتشاف هذا السر برز لغز جديد حول الهدف من هذا الفراغ ومحتوياته المحتملة.

وأوضح كونيهيرو مكوريشيما أحد القيمين على الدراسة "لا يمكننا أن نعرف إن كان هذا الفراغ يحوي قطعا أثرية إذ أن تقنية التصوير هذه لا يمكنها رصد أشياء صغيرة".

ولا يملك الفريق أي معلومات حول استخدامات هذا المكان المحتملة. وقال مهدي الطيوبي "قد يكون سلسلة من الأحجار المتلاصقة أو ممرا أفقيا طويلا أو ممرا كبيرا آخر، ثمة احتمالات كثيرة ممكنة".

لكن الباحثون يؤكدون أنه سيكون من الصعب الوصول إلى "الفراغ الكبير". وأوضح الطيوبي "ندرس التقنيات المحتملة الخفيفة والتي لا تلحق أضرارا" مشيرا إلى أن "المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمعهد الوطني للأبحاث الرقمية (إنريا) انضما إلينا قبل سنة لتطوير نوع جديد من الروبوتات قادر على المرور عبر ثقوب صغيرة".

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register