راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

 سر تجاهل العاصمة السعودية الرياض واختيار «الظهران» لاحتضان القمة العربية

تنطلق اليوم الأحد، أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين بمدينة الظهران – درة المنطقة الشرقية – بالمملكة العربية السعودية ، لكن اختيار "الظهران" لتكون ملتقى قادة العرب في قمتهم أمر له دلالته التاريخية والسياسية والاقتصادية أيضًا.

جغرافيا.. تقع في الجزء الشرقي من السعودية بالقرب من ساحل الخليج العربي، وتبعد مسافة قليلة جنوب الدمام، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى الجبل الجيري الظاهر والبارز في منتصفها، والذي تصل قمته إلى 100 متر، وتقع عليه حالياً جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وتمتلك الظهران تاريخا ضاربا فى القدم، حيث تحوى المدينة مدافن تاريخية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث يبلغ عدد تلك المدافن قرابة 900 مدفن، وقد عثرت البعثات الأسرية على كمية كبيرة من الأواني والمواد المعدنية، الأساور والخواتم، ومجموعة حلي الزينة وخرز وأختام وتعويذات، بالإضافة لمجموعة من الأدوات الحجرية الصغيرة تمثلها رؤوس سهام ومكاشط.

ودلت هذه الاكتشافات الأثرية على أن الظهران كانت إحدى المحطات الرئيسية على طريق القوافل القديم، والذي كان يتم من خلاله نقل منتجات البخور والحرير إلى الهند .

كانت "الظهران" حاضرة في إشارات الشعراء الجاهليين، خاصة أصحاب المعلقات، وهم فى صدر الطبقة الأولى من شعراء العربية، ولعل من أشهر هؤلاء الشعراء ، هو الشاعر طرفة بن العبد ، الذي كان يطلق عليه "الفتى القتيل"، حيث قتل على يد ملك الحيرة النعمان، وهو لا يتجاوز العشرين من العمر .

وقد ذكر طرفة بن العبد الظهران، حين وصف ناقة حبيبته "خولة" بالسفن التي كانت تصنع هناك فى الظهران على ساحل الخليج العربي، حيث قال في مطلع قصيدته:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد ..تلوح كباقى الوشم فى ظاهر اليد

وقوفاً بها صحبي علي مطيهم..يقولون لا تهلك أسىً وتجلد

كأن حدوج المالكية غدوةً ..خلايا سفينٍ بالنواصف من دد

عدوليةٌ أو من سفين ابن يامنٍ..يجور بها الملاح طوراً ويهتدي

فقد وصف أطلال حبيبته التى تبدو ظاهرة وسط الرمال، كالوشم الذى يظل بارزا فى اليد، ثم يقف باكيا على الديار بينما يعزيه الصحبة والأصدقاء، ثم يصف ناقتها بالسفن "العدولية" التي كان يصنعها أبناء يامن، وهم أحد بطون القبائل العربية على سواحل الظهران.

وأصبحت الظهران يشار إليها على الخارطة بعد أن أصبحت مركزا عالميًا رئيسيًا لصناعة النفط، بعد اكتشاف احتياطيات ضخمة من النفط لأول مرة عام 1931، وفي عام 1935، قامت شركة "Standard Oil" الأمريكية بحفر أول بئر نفط ذي قيمة تجارية، وذلك في عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وبعد نحو ستة عقود تم تأميم شركة أرامكو لتصبح شركة سعودية خالصة، وبهذا صارت الظهران وجها للخير فى مسيرة التنمية فى المملكة.

وتعد أرامكو أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، حيث بلغت قيمتها السوقية 781 مليار في عام 2006م، و7 تريليون دولار في عام 2010 طبقًا لتقدير صحيفة فاينانشال تايمز، فيما رجحت مجلة اكسبلوريشن قيمة أرامكو السوقية في عام 2015 بحوالي 10 تريليونات دولار.

ومن أبرز معالم الظهران، قاعدة الملك عبد العزيز الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي السعودي، وهي القاعدة الرئيسية في المنطقة الشرقية، حيث يقع المطار الجديد خارج الظهران ويخدم الدمام، ومنه توالى وصول الوفود المشاركة فى القمة العربية.

وهناك أيضا معرض أرامكو للزيت، وهو عبارة عن مركز يقدم معلومات عن تاريخ البترول وإنتاجه، ويحتوي على عدد كبير من الخرائط والصور التفصيلية التي تمكن الزائر من تكوين فكرة كاملة عن صناعة البترول وإنتاجه، كما يوجد بالمعرض أجهزة كمبيوتر تعطي معلومات وافيه عن قصة اكتشاف الزيت والغاز بأسلوب مشوق عن طريق الأسئلة والإجابة عليها.

وتوجد فى الظهران جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التى شُيدت على أعلى هضبة في مدينة الظهران وكان ذلك عام 1963م وكانت أول صرح للتعليم الجامعي بالمنطقة الشرقية وهي جامعه متخصصة في المجالات العلمية البحتة وتقديم الدراسات والأبحاث العلمية وتضم العديد من الكليات ككلية الهندسة التطبيقية والعلوم الأساسية والهندسية وتصاميم البيئة والإدارة والحاسب الآلي والإدارة الصناعية.

أما قصر الخليج للضيافة والمؤتمرات ، فهو أكبر قصور المملكة، حيث يُستقبل فيه ضيوف خادم الحرمين الشريفين، ويوجد مقر الديوان الملكي بالمنطقة الشرقية، وقصر الملك وولي العهد.

دلالات اختيار الظهران لانعقاد القمة العربية

ولاختيار مدينة الظهران صاحبة التاريخ الحضاري والاقتصادي دلالته المتعددة، فالظهران أقرب المدن السعودية على الخليج العربي، ما يعطى رسالة ضمنية رافضة لسياسات إيران فيما يخص بأمن واستقرار الخليج العربي الرافض للدور الإيراني الذي يثير الأزمات في المنطقة.

كما أن اختيار الظهران ـ صاحبة أول كشف بترولي – في تاريخ المملكة، وحاضنة عملاق إنتاج النفط العالمي "أرامكو"، سيساعد في الترويج الاقتصادي لرؤية المملكة 2030 والتي يتبناها ولى العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي أعلن عن اعتزام المملكة طرح ما يصل إلى 5% من أرامكو بقيمة نحو 100 مليار دولار، وقد يتم في نهاية 2018 أو أوائل 2019 بناء على أوضاع السوق.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register