سعيد عبدالعزيز يكتب: حزب الوفد هل ضاع أم عاد ؟
لاشك أن حزب الوفد من أعرق الأحزاب المصرية التي كانت لها جماهيرية شعبية كبيرة و تأثير قوي علي الساحة السياسية و منذ تأسس عام 1918 و هو حزب الأغلبية و كان بقيادة سعد زغلول حتي ثورة 23يوليو و التي أنهت النظام الملكي في مصر و تجمد نشاط الحزب الي أن عاد في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ظهر لنا بإسم جديد و هو الوفد الجديد٠عام 1978 علي يد المصري الوطني فؤاد سراج الدين.
كان من مبادئ الحزب عند قيامه إستقلال البلاد و تحقيق الوحدة بين مصر و السودان و التمسك بعروبة فلسطين و العمل علي رفاهية الشعب ( ملحوظة كان غالبية قادة الحزب من صفوة المجتمع و أغناه).
و تبدلت القيادات و أتي دكتور نعمان جمعة الذي كان يمثل الوطنية المخلصة و كان الرجل له من المواقف التي تحسب له فقد ساهم في عودة طابا و تاريخه الوطني حافل و مع هذا أراد النظام وقتذاك ضرب الحزب و سقوطه بعد أن تجرأ رئيسه و قرر الترشح للرئاسة ثم ظهرت علي الحزب بوادر الإنشقاق و التغيب عن الساحة حتي في وجود أباظة و البدري و أختفي مثل كل الأحزاب التي إختفت بعد ثورتين إحداهما لا نعرف قائدها و الثانية خرج الشعب لها بكل طوائفه كانت ثورة 30 يونيو التي أعتبرها هي الثورة الحقيقية لكشف كل المتلاعبين و الناقمين علي هذا الوطن الغالي.
و الآن بدأ ظهور الحزب من جديد و هنا علامة الإستفهام و أرجو أن نفكر قليلاً و لا ننكر وطنية من زُج بأسمائهم في الفترة الأخيرة و إنضمامهم الي الحزب مثل المتحدث العسكري الأسبق و مثل تولي ابو شقة رئاسة الحزب و استقالة الخولي و كلها صراعات داخلية الحزب هو المنوط بحلها و السؤال هنا هل يعود حزب الوفد بنفس المبادئ التي تأسس عليها؟ أم سيكون حزباً معارضاً لقيادات كانت بالأمس القريب هي من تمثل النظام الحاكم في مصر؟ و أين سيذهب بِنَا حزب الوفد هل سنجد حزباً مؤيداً و هذا حقه و إن فعل و يعلن أنه قام بتغير دستوره و ما قام من أجله الحزب عند تأسيسه ؟ نعم هناك تغيرات جذرية حدثت للمجتمع و نعم لم نعد محتلين و نعم هناك نظام حاكم في مصر يعمل كجراح يمسك بالمشرط كي يستأصل كل ما نعاني منه من فقر و فساد ذمي و يريد تحويل مصر الي دولة حديثة تقف بجوار العالم راسخة و قوية و لكن هناك أيضاً علي حزب الوفد أن يعلن لنا عودته علي الساحة الآن هل أتيت عائدا للممارسة حياة حزبية صالحة تأخذ بيد النظام لمعارضة بناءة تعتمد علي الإرشاد و النصح و تقديم الحلول ؟ أم حزب عاد كي يقول آمين و هذا ما لا يريده نظام الحكم في مصر و لو فعلها حزب الوفد و نصب نفسه حامياً و مدافعاً عن نظام الحكم نكون بذلك أمام حزب وطني جديد يستقطب كل أصحاب المعاشات وتصبح جلسة مقاهي.
و إن كان الحزب جاداً في عودة للعمل العام عليه أن يثبت لنا أن المعارضة بمفهومها الشامل ليس تجريحاً أو التقليل من حجم إنجازات أو الشو الإعلاني أو خلقت كي أعترض أعتقد أنه سوف ينجح و إن لم يفعل فعودته علي الورق فقط.
نحن لا نريد حزباً يؤيد رئيس فالرئيس عينه علي شعب و يعرف ما يريده منه و يعمل عليه و لا نريد حزباً يحسب علي الرئيس فالرئيس قالها واضحة ليس لدي أحد فاتورة يطالبني بها.
حزب الوفد من الأحزاب العريقة و هذا تاريخ و لكن الفرصة سانحة أمامه إما أن يعود و يصبح له أرضية حقيقية و إما التوهان بين دهاليز الحكم يبحث له عن دور و لن يجده و سيُصبِح كما لو كان حزباً كرتونياً.
أحيانا الإندفاع في الإنضمام الي الأحزاب يؤدي الي السقوط من حسابات التاريخ فقط علينا حسن الإختيار و علي الله التوفيق.