سعيد عبدالعزيز يكتب: في عيادة الطبيب
ذهبت اليوم إستشارة بعد عناء و مرض جاء من هواء ملوث يحمل ميكروب و الحمد لله بدأت أتعافي منه
جلست في العيادة أنتظر دوري و إذا بلفيف من الناس مثلي في إنتظار ما بين كشف و إستشارة
تجاذبنا الحديث و جاء الحوار علي التعليم و ما نعانيه من تخلف و ووزارة تدار بأساليب ملتوية و كأنها عزبة يأتي عمدة و يذهب ثم يأتي من بعده شيخ الخفر ليتولي العمودية بها الي أن يشاء الله و يرضي عنا بوزير و وزارة تعمل ما يحمل عنوانها تربية و تعليم
و إشتكي بعض الحاضرون و أنا صامت الي أن أتي دوري
و كان ردي عليهم صادماً مع أنه حقيقي و كان سؤالي لماذا نتهم التعليم فقط و لا نعاتب أنفسنا كأولياء أمور و أشرت الي إحدي السيدات كم مرة تضربين إبنك كي يصحوا للذهاب ؟
كم مرة تتشاجري مع زوجك أمام أبناؤكم ؟
كم من المرات سمع أبنائكم صراخكم و كم من مرة تركتوه دون سؤال عما بداخله و نسيتم أن الأعمار تختلف و تتغير تفكيرها و مع هذا تروا أبنائكم أطفال لا يكبرون؟
و رأيت الذهول علي وجوه الحاضرون فأستغليت هذا الصمت و واصلت
هل تريدون تعليم جيد ؟ نعم
عليكم بمراجعة أنفسكم في الآتي
كثيرا من أولياء الأمور يريدون تربية أبنائهم و تعليمهم عن طريق المدرسة
معهم كل الحق و لكن؟
هل حقا نحن نعمل على تأهيل أبنائنا في البيت على احترام المدرسة و قوانينها؟
هل حقا نحن نخلق البيئة الصالحة في البيت كي يذهب أبناؤنا إلى دراستهم و هم في حالة من الهدوء النفسي؟
هل نمنع أبناؤنا من مشاهدة أفلام الرعب و الألعاب العنيفة حتى لا تؤثر على سلوكياتهم؟
للأسف كثيرا من الأسر في حالة صدام مع المدرسة و السبب الطالب الذي كثيرا يكذب و نصدقه و نسينا أن البيت يكمل دور المدرسة و العكس أيضا صحيح
إن استطعنا أن نتفق على أن طريق التعليم الجيد يبدأ من البيت ستجد المدرسة طريقها أيضا أن تنتج لنا طالبا جيدا خلقا و علما
و الحقيقة شعرت براحة و إطمئنان عندما رأيت وجوههم جميعاً الي أسفل و لم ينطق أحدهم بل وجدت حسرة الحقيقة التي يعرفونها جيداً و مع هذا يحلمون بتعليم جيد
في المشمش
تركت عيادة الطبيب دون إستشارة خوفا من عودتهم الي طبيعتهم و يلقنونني درساً بالعصا
و إنسحبت في هدوء لم أتعوده في العيادات
هل كان ذهابي الي الطبيب دون أن أراه هو روشتة الإصلاح ؟ أم هو من خيال حالم بتعليم جيد لبناء جيل يرفع عن كاهلنا مسئولياتنا و يتسلم الراية لقيادتنا ؟
الجواب
لا أعلم