سعيد عبد العزيز يكتب: الدراما و خدمة المجتمع
من الواضح أن شهر رمضان هذا العام له مذاق مختلف من حيث الطقوس التي إعتاد عليها الشعب المصري في ظل ما يمر به العالم من أحداث و بسبب إنتشار وباء مجهول معلوم لم تنجو منه أي بقعة علي الكرة الأرضية .
إذن كان علينا أن ننتظر ما سوف يقدمه الكتاب و المثقفين تارة و ما سوف تقدمه القنوات المنتشرة كالجراد تارة أخري و بين نضال و تنافس بين البرامج و بين فنانين عصرنا هذا في مسلسلاتهم تارات أخري فماذا وجدنا ؟
لقد كشف لنا هذا العام و في تلك الظروف أن المسافات بعيدة بين ما يحتاج إليه المواطن و الوطن و بين ما يقدم لنا علي شاشاتنا التي من المفترض أنها تجمعنا ووجدنا أنه و للأسف برامج غالبيتها تصل الي الهيافة التي لا تحترم عقل المشاهد العادي البسيط ووجدنا برامج تحض علي إهانة الذات و النفس و الإنسان إلا عدد من البرامج التي تعد علي أصابع اليد الواحدة التي نستطيع أن نطلق عليها برامج محترمة.
شاهدنا علي مضض و من خلال حالة الفراغ الإجباري الذي إستطاع الحظر فرضه علينا مسلسلات لن نستطيع حصرها أو تقيمها نظراً لأننا نمسك في يد الريموت و اليد الأخري هذا الجوال الذي أصبح ملتصق بنا فكانت صدمة المشاهد في هذا الإسفاف فأصبحت كالعالم الإفتراضي تحريض علي العنف و الخيانات المشروعة و بث الكره بين الإخوة و الإتجار بالبشر و كأن مصر كلها أغنياء الفقير فيها يمتلك أسطول من السيارات إلا مسلسل واحد أو إثنين أجمع عليهم كل الناس بروعة الفكرة و حسن الأداء و جودة المحتوي فكان إنتصار المبادئ الوطنية و بث الولاء و الإنتماء علي مشاهد العري و تبادل اللغات الساقطة.
لا نستطيع أن نقول سقطت الدراما هذا العام فلم يوجد أصلاً ما نطلق عليها دراما بل نقول أننا ننتظر قدومها و أن تقدم لنا واقع و أن تدرس الجوانب الإنسانية و الظروف الجديدة التي تمر بها مصر .
كنا نأمل أن نشاهد برامج دينية أكثر و مسلسلات أكثر واقعية و برامج هادفة تعطي للإنسان قيمته الحقيقية و تحثه علي العمل و التغير الي الأفضل
كنا نتشوق الي مشاهدة النماذج الناجحة التي تعاملت مع مجريات الظروف الراهنة و نقدم الحلول .
كنا نريد أن تقدم لنا الدراما هذا العام حال المواطن البسيط الذي لا يجد قوت يومه و نساعده و نسانده فلا يوجد دولة في العالم مهما كان مستواها الإقتصادي مرتفع أن تقدم خدماتها لكل مواطن .
هذا العام من المؤكد أن شهر رمضان المبارك نجح كونه شهر فضيل من السماء و فشلنا نحن في إستقباله فمازلنا نلتقط الصور و نحن نقدم وجبة للفقير و لم نلتقط صورة حياته اليومية نصوره و هو يمد يده و لا نصوره و هو يعمل.
لقد أظهر وباء كورونا رغم أنفنا أننا نحتاج الي تثقيف و تدريب و عقيده و إيمان و أن نعود الي الله شاكرين و حامدين له و أن نتخذ منه درساً نحتاج من الدارسين و الباحثين و رجال الدين و الفكر و الإقتصاد و الإعلام الي شرحه لنا و أن يعيد القائمين و المنتجين الي صوابهم و دراسة ما يجب أن يقدموه لنا و إحترام عقولنا و ثقافتنا التي كادت أن تندثر