"كتبلي وثيقة التعارف بخط يده ولم يعترض عندما أخبرته بالترشح لمنصب العمدة"، هكذا بدأت عبير الشافعي أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس، حديثها عقب تقدمها للترشح لمنصب عمدة قرية كفر الأكرم بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، حيث تنافس والدها على المقعد في سابقة تحدث لأول مرة.
وقالت "عبير"، إن الفكرة جاءتها لتغيير نظرة المجتمع الريفي للمرأة المصرية، فالمرأة أصبحت وزيرة وفي مناصب عليا، فلماذا لا تكون عمدة، موضحة أنها تقدمت بأوراق ترشحها لمنصب العمدة رغم أن والدها أيضًا ترشح للمنصب، ولكنه شجعها، وكتب لها وثيقة التعارف بخط يده وترشح أيضًا.
وأضافت أنها تسعى للعمل العام منذ صغرها، حيث كان يلقبها الناس بشيخ العرب، وهناك من يشجعها، وآخرون يسخرون منها، قائلة "تعرضت للتنمر من البعض الذين يقولون "مش فاضل غير النسوان اللي تمسك العمودية"، موضحة أن الرئيس السيسي قدم كل الدعم للمرأة، وآراؤه حول المرأة شجعتها على الترشح.
وأشارت إلى أنها تلقى تشجيعًا من زوجها وأولادها وأقاربها، حيث تسعى لجعل قريتها من القري الرائدة وتحل مشاكلهم وترتقي بها، موضحة أنها تحضر جلسات صلح مع والدها الذي زرع فيهم حب الخير والسعي إليه.
وتابعت: أن والدها مثلها الأعلى ولا توجد أى خلافات بينهما بعد الترشح، وتقدمنا بأوراق ترشحنا معنا، وكان رد والدي عند سؤاله ماذا سيفعل في حالة فوزى قال رقبتي هتبقي في السماء".
وأوضحت "عبير"، أن والدها دائم الحضور للجلسات العرفية على مستوى مركز قويسنا، وله دور معروف في حل المشاكل.
وعلي الجانب الآخر، قال كمال الشافعي، مدير أحد البنوك الزراعية سابقًا وحاليًا بالمعاش ووالد عبير، أنه لم يعارض نجلته فور طلبها الترشح للعمودية ولكنه طالبها بأخذ موافقة زوجها ووافق فور علمه بموافقته، موضحة أن أبناءه هم رأس ماله، حيث إن لديه ٤ بنات وولدًا نتشاور معًا ونتفق ونختلف.
وأضاف أن ترشح سيدة لمنصب العمدة ليس عيبًا ولا حرامًا ولا يعارض الدستور ومنصب العمدة الآن يريد أن يسترجع دوره في حل مشاكل المواطنين، وأن يكون المقصد الدائم لأهالي القرية لمشاكلهم لتوصيلها للمسئولين.
وعلي الجانب الآخر، قال اللواء سمير أبو زامل، مدير أمن المنوفية، إنهم يرحبون بالجميع ولا يوجد عائق أن تترشح سيدة لمنصب العمدة بشرط أن تكون ورقها مكتمل وتشهد فيه لجنة الاختيار الكفاءة اللازمة بعد فحص الأوراق والتحريات من الأجهزة الأمنية.