«سيناء 2018»: مقتل 21 إرهابياً وتدمير عبوات ناسفة وأجهزة اتصالات
أعلن الجيش المصري أن 21 «إرهابياً» قُتلوا في العملية العسكرية الكبرى «سيناء 2018»، التي بدأت في فبراير الماضي ضد «إرهابيين» ينشطون في شمال ووسط سيناء الحدودية. بينما أصدرت محكمة مصرية أحكاما مشددة بحق 15 من عناصر جماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً في أحداث عنف بقسم شرطة كرداسة بمحافظة الجيزة.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، في بيان له أمس، إنه «تم القضاء على 3 من العناصر التكفيرية المسلحة خلال استهداف القوات الجوية لـ4 أوكار وسيارة دفع رباعي تستخدمها العناصر الإرهابية قاعدة للانطلاق، والقضاء على 18 (تكفيرياً) شديدي الخطورة خلال تبادل لإطلاق النيران مع قوة المداهمات بشمال ووسط سيناء، والقبض على 5 آخرين وضبط عدد من البنادق الآلية وكمية من الذخائر، فضلاً عن القبض على أحد العناصر التكفيرية شديدة الخطورة، بالإضافة لـ232 من المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم، تم تسليمهم لجهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية».
وأضاف الرفاعي أنه تم تدمير 391 ملجأ ووكرا ومخزنا جبليا تستخدمها العناصر الإرهابية في الاختباء والإعاشة، من بينها 3 منازل مفخخة ومتصلين بخندق بطول مائة متر، واكتشاف 15 خندق مواصلات مجهزة هندسياً بطول 150 مترا و300 متر متفرعة إلى خنادق فرعية والحفر المغطاة تحت الأرض، عثر بداخلها على كميات من الأسلحة النارية، وأجهزة الاتصال اللاسلكية، والوقود، والملابس العسكرية، ومواد الإعاشة، وإطارات السيارات والبطاريات، وكاميرا تصوير، وكميات من الكتب التي تدعو إلى الفكر التكفيري بشمال ووسط سيناء.
وانطلقت العملية العسكرية الواسعة بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلف في نهاية نوفمبر الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة» لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
وقال الجيش المصري إنه «تم ضبط وتدمير والتحفظ على 30 سيارة من أنواع مختلفة، و49 دراجة نارية من دون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية، وضبط جملين تستخدمهما العناصر الإرهابية في نقل الدعم اللوجيستي بالمناطق الجبلية الوعرة بوسط سيناء، محملا عليهما عدد من الأحزمة الناسفة ودوائر النسف والتدمير، وأجهزة الاتصالات اللاسلكية، ومستلزمات طبية، ولوحات للطاقة الشمسية… فضلاً عن تدمير 21 عبوة ناسفة على محاور التحرك المختلفة».
وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ سنوات، وتنتشر فيها جماعات متطرفة من أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» عام 2014، وغير اسمه إلى «ولاية سيناء».
وقال متحدث الجيش في الصدد نفسه، إن «عناصر المنطقة الغربية العسكرية وقوات حرس الحدود تمكنت من تدمير 4 سيارات دفع رباعي بالتعاون مع القوات الجوية، وضبط 13 سيارة أخرى محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المهربة خلال محاولات اختراق خط الحدود الدولية والتسلل عبر الدروب الصحراوية الوعرة، عثر بداخلها على بندقيتين قناصة وبندقية خرطوش و650 طبنجة، و190 بندقية ضغط هواء، وأكثر من 20250 طلقة ذخيرة مختلفة الأنواع… كما تمكنت عناصر حرس الحدود في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية من ضبط 6 سيارات دفع رباعي ودراجتين بخاريتين أثناء محاولتهم التسلل عبر الدروب الصحراوية. منوهاً باستمرار العملية الشاملة حتى يتم تحقيق أهدافها بتطهير سيناء من الإرهاب».
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات القاهرة أمس، بالسجن المؤبد لـ3 متهمين، والسجن المشدد 15 سنة لـ6 متهمين، والسجن 10 سنوات لـ5 آخرين، ومعاقبة «حدث» بالسجن 7 سنوات، في إعادة محاكمة المتهمين في أحداث مركز شرطة كرداسة، التي وقعت في مطلع يوليو من عام 2013، المعروفة إعلامياً بـ«أحداث اقتحام قسم كرداسة الأولى».
وكانت المحكمة قد قضت في أبريل عام 2015 بمعاقبة 22 من أنصار «الإخوان»، بالإعدام شنقاً، ومعاقبة متهم حدث بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، وذلك لإدانتهم في قضية الهجوم المسلح الذي تعرض له قسم شرطة كرداسة في يوليو 2013… تضمن الحكم 8 متهمين هاربين، صدر بحقهم الحكم غيابياً، في حين صدر الحكم حضورياً بحق بقية المتهمين والبالغ عددهم 15 متهماً.
وتواجه مصر منذ 5 سنوات تقريباً هجمات «إرهابية» مختلفة طالت مدنيين وعسكريين من قوات الجيش والشرطة في مناطق مختلفة من أنحاء البلاد، وكانت أكثر عنفاً في الفترة التي أعقبت الإطاحة بمرسي، في أجواء ثورة «30 يونيو» 2013 التي واكبتها مظاهرات شعبية حاشدة ضد استمراره في الحكم.
وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية لارتكابهم جرائم تدبير تجمهر مخل بالأمن والسلم العام، والإتلاف العمدي والتخريب، والاعتداء على رجال السلطة العامة، وقتل أحد أفراد قوات مركز شرطة كرداسة عمداً مع سبق الإصرار، والشروع في قتل 28 آخرين من قوات الشرطة.