«الشهيد النقيب عمرو صلاح، تشرفنا إننا عرفناك وإنك شاركت معانا فى فيلم الخلية، فى الجنة إن شاء الله».. كلمات حزينة نعى بها المؤلف صلاح الجهينى، شهيد حادث الواحات النقيب عمرو صلاح، الذي شارك فى فيلم "الخلية" مع بطل الفيلم الفنان أحمد عز، بعد استشهاده مساء أمس الجمعة، فى اشتباكات مع إرهابيين.

لم يختلف سيناريو الفيلم عن الواقع كثيرًا؛ فأحداث الفيلم جميعها تدور حول محاربة وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطني لخلية إرهابية خطيرة، تستطيع الإيقاع بها فى النهاية، غالبًا ما يُجسد العمل الفني الواقع ويرويه بأساليب متعددة، إلا أن الأعمال السينمائية حينما تُنفّذ فى الواقع يكون الأمر مختلفًا.

وكان مخرج الفيلم طارق العريان، استعان بالنقيب الشهيد "صلاح" الذي كان مكلفًا من قِبل وزارة الداخلية؛ لتدريب أبطال فيلم "الخلية"، فهو الذي علّم أحمد عز، كيفية ارتداء ملابس الداخلية، وإطلاق الرصاص من المسدس بطريقة ضباط الشرطة، وكيفية التعامل مع العناصر الإرهابية، والدفاع عن النفس أمام الإرهابيين.

كما شارك الشهيد عمرو صلاح فى عدة مشاهد داخل الفيلم، ولعل المشهد الأبرز الذي تستطيع تذكره هو مشهد "الغرفة"، فعقب التدريب؛ دار حوار بين الضباط فى غرفة تبديل ملابس الضباط، ظهر فيها أحمد عز وهو يتحدث مع زملائه بأسلوب فكاهي.. هذا المشهد ليس الوحيد الذي ظهر فيه الشهيد البطل، بل ظهر فى مشاهد إطلاق النار على الإرهابيين والتعامل مع الخلية بهجومٍ شديد، والتعامل الأمني مع الجماعات الإرهابية.

«قصة فيلم الخلية»

وتدور أحداث الفيلم حول ضابط عمليات خاصة "سيف"، الذي يتصدى لشخص إرهابي "مروان"، وأثناء هذه العملية يستشهد ضابط العمليات الخاصة "عمرو"، ويصاب "سيف" نتيجة انفجار قنبلة بجانبه، فيقسم "سيف" على أن يعود مرة أخرى ليثأر لحق "عمرو"، إلا أن العمليات الخاصة ترفض رجوعه بسبب عدم شفائه.

لم يختلف سيناريو الفيلم كثيرًا عن الواقع، فالبطل فى الفيلم هو الضابط عمرو، أما البطل الحقيقي الذي واجه الإرهاب فى الواقع هو الشهيد عمرو صلاح.

وفور استشهاده أمس لم يكن نعيه كباقي زملائه، بل اختلف كثيرًا، فهو الضابط الوحيد الذي نعاه روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين صوره فى فيلم "الخلية"، معلقين بأن المطاردة كُتبت عليه سواء فنيًا أو عمليًا، للإشارة إلى مشاركته فى العمل السينمائي مع أحمد عز بطل فيلم الخلية، فإن البطل الحقيقي هو الشهيد عمرو صلاح، الذي استشهد بعد تبادل لإطلاق النار مع الخلية الإرهابية الحقيقية فى الواحات.