محللون : الجيش لن يخذل الثورة ونموذج الجزائر لن يتكرر في مصر

كتب: ريهام سعيد

نزل الشعب إلى الميادين يوم 30 يونيو ما بين مؤيد و معارض للرئيس مرسى فهناك من يطالب برحيله هو و نظامه و هناك من يطالب باستمراره و البقاء على الشرعية إلى أن جاء بيان الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فهلل المعارضون للقرار وليغضب المؤيدون لمرسي فبدأوا اعتصاما مفتوحا فى الميادين مطالبين بعوده الرئيس المعزول .. كيف سيتعامل الجيش فى الفترة المقبلة مع مؤيدى الرئيس مرسى إذا ظلوا على مطالبهم هل يقع الجيش المصرى في فخ خطأ الجيش السورى و الجزائرى من قبل ؟ هل ستلجأ جماعه الإخوان المسلمين إلى استخدام العنف لتحقيق ما تريد ؟ تساؤلات عديدة سيتم الإجابة عليها فى الأيام المقبلة .

فى البداية يرى د.احمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى أنه لا يمكن أن يحدث أى صدام بين الجيش و مؤيدى الرئيس فى الفترة المقبلة موضحا بأن هناك توافق بين الجيش و الشعب على تحقيق أهداف الثورة و قد أعلن الجيش ذلك من قبل , مؤكدا بان الجيش لن يخذل الثورة و سيعمل على تنفيذ مطالب الثوار مثلما حدث يم 30 يونيو.
وأكد بهاء الدين :  لن نسمح بحدوث اى صدام بين الجيش و مؤيدي الرئيس المعزول لأن هذا سيعد بمثابة انتكاسة للثورة وواجبنا أن نحافظ على هذه العلاقة بكافه السبل الممكنة فمن الصعب أن نكرر السيناريو الجزائرى لأن الوضع لدينا يختلف تماما عن الوضع هناك ففي الجزائر كان ما يزيد عن 70 % من الشعب خلف التيار الإسلامى الذين فازوا بالانتخابات و أقصاهم الجيش من ممارسة حقهم السياسى.. أما بالنسبة للإخوان فى مصر فالوضع مختلف تماما فأغلبية الشعب نزل إلى الشارع مطالبا برحيلهم ومطالبا الجيش بالتدخل ضدهم .
ويشير : إذا ظلت جماعة الإخوان على موقفها و استمرت فى ممارسه العنف فهذا سيؤدى إلى انتحارها سياسيا ,مشيرا إلى أن الفرصة الوحيدة أمامها الآن هى الرضا بالأمر الواقع و التصالح مع الجيش لأنها إذا استمرت على موقفها ستضع نفسها بين مطرقة الجيش و الشعب.

من جانبه أكد د. سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية أن الجيش لن يستخدم العنف ضد اى فصيل سياسى سواء كان مؤيداً أو معارضاً طالما أن الاعتصامات لا تخرج عن إطار السلمية، و لا تدعو للعنف فالاعتصام حق مشروع يكفله الدستور و القانون و لكن إذا كانت الاعتصامات هدفها العنف مثلما حدث عند الحرس الجمهورى فالجيش فى هذه الحالة مطالب باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية التى تمنع اى طرف من استخدام العنف و فرض آرائه بالقوة .
و أوضح غطاس أن الجيش المصرى يختلف عن باقى جيوش المنطقه العربية فهو ليس طائفيا مثل الجيش السورى و لا طبقياً مثل الجيش التركى الذى يتكون من عناصر تنتمى للبرجوازية التركية و ليس بعقائدى مثل الجيش الجزائرى فهو جيش لكل المصريين قائم على الترابط و القوة لن ينشق عن صفوف الشعب مثلما يعتقد الإخوان المسلمين أو يكرر ما فعله الجيش السورى أو التركى من قبل .
و كشف غطاس أن جماعه الإخوان المسلمين سوف تلجأ إلى كافة الطرق سواء استخدام العنف أو استدعاء الخارج للتدخل فى شئون مصر و محاولة إحداث مذابح لاستماله الرأى العام العالمى وجلب القوات الدولية للبلاد و محاوله توريط الجيش و إحداث تصادم معه و لكن الشعب لن يصمت على ذلك و سيكشف مؤامرتهم خاصة و أنه بدأ يشعر بالنتائج الحقيقة للثورة بعد رحيلهم فتصالحت مصر مع عدد من الدول العربية التى مدت البلاد بمليارات  الدولارات بالاضافه لعودة رجال الأعمال لإقامة عدة استثمارات مما سيزيد من فرص العمل فى الداخل و الخارج بالإضافة إلى انتهاء الأزمات التى كان يعانى منها الشعب لمده عام كامل كأزمة البنزين و المرور .
من جانبه يقول محمد السعيد إدريس أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة : كلما اتخذنا خطوات جادة و حقيقية فى طريق الاستقرار كالبدء فى تشكيل حكومة قادرة على تحقيق ما يريده الشعب وعوده الأمن إلى الشوارع و البدء فى تعديل الدستور و الاستعداد للانتخابات البرلمانية و الرئاسية ستحصل مصر على دعم عربى وعالمى للثورة و للنظام الجديد و سينتهى تماما أمل الإخوان المسلمين فى العودة للحياة السياسية مره أخرى,.
وأشار السعيد إلى  أن الجماعة تحاول الآن  أن تظهر أن الصراع حاليا مع الإسلام و هذا ليس صحيحا على الإطلاق و محاولة لابتذال النزعة الدينية عند الشعب المصرى و لكن قريبا سيكتشف الشعب كذبهم و لن يكون أمامهم سوى خيارين أما التأقلم مع الوضع الحالى و العودة للحياة السياسية مره أخرى أو اللجوء للعنف فيتحولوا إلى جماعة إرهابية كما كان الحال فى الثمانينيات بعد اغتيال الرئيس السادات .