شعوب تنتظر " الفارس"
احمد الوزير:
تختلف الشعوب العربية عن غيرها من شعوب العالم فهي دائما فى حالة ترقب وانتظار تنتظر القائد او الفارس الذي سياتي على حصان ابيض او الذي معه القلم الابيض ليضع " النقاط على الحروف " كي تحصل الشعوب علىى حقوقها او تتحق امانيها او حتي الحصول على جملة مفيدة تفسر مايجري حولها … البس هذا اللقب على شخصيات واشخاصا عديدين ممن وصفوا فى المانشيتات التبشيرية العريضة بأنهم هم اللذين وصلوا الى مناصبهم او مواقعهم من اجل وضع النقاط على الحروف فيكون هو المنقذ والمخلص والواعد للامل القادم , فالفارس جاء من اجل شعبه وانه سيكون ضمير الامة , ولكننا بعد مدة بسيطة من الاستبشار والامل نكتشف ان الحروف مازالت عارية من النقاط ومبهمة وغير مفهومة. والان فان فهم مايجري حولنا وفينا وعلينا لم يعد محتاجا الى نقاط فقط بل الى حروف جديدة غير الحروف التي تلوثت لسنين طويلة بالوعود المكذوبة والنوايا المشبوهة. الانقلاب الحاصل فى الوطن العربي الان يوحي بان احدا جاءنا على غفلة ووضع الحروف على النقاط بدلا من العكس الذي كنا ننتظره ! العالم العربي يحتاج الى تنقيط حروفة السياسية , فهو فى حيرة حتي الان لايدري بأي لغة يكتب تاريخة السياسي وباى صيغة يضع دستورة المدني , ومازالت تعزف النخب السياسية وغالبية المثقفين لحن الحزب الواحد والبطل الواحد والرئيس الواحد ولا رئيس الا الرئيس , فيصوره البعض بأنة ارسل لنا كما ارسل الله "موسي وهارون " لقومهم والبعض الاخر يأله الرئيس , والرئيس ماهو الابشر قد يصيب وقد يخطا الا ان الضعفاء يجعلون منه فرعونا , ويحتاج العالم العربي ايضا الى تنقيط حروفة الاقتصادية والاجتماعية فهو مازال يبحث عن خريطة تنموية طويلة المدي تكفل لة الاستقلال الوطني والارتقاء الشعبي فما زال هناك فئة قليلة تمتلك المليارات وغالبية الشعب يحتار فى قوت يومة , يحتاج العالم العربي الى تنقيط حروفة الثقافية فهو يراوح حتي الان بين انغلاق " الخصوصية " وتبعية الانفتاح , ومن ثم فالامة تحتاج الى عقود واحيانا الى قرون من الزمن كي تنهض طول الوقت ليس مشكلة, المشكلة هى كيف نتأكد من انك شرعت فعلا فى التحرك نحو مسارك النهضوي . التحديات والاخفاقات تأتي عادة من الداخل خطأ او عمدا, وهى تؤخر او تؤجل المسير , لكن التاخر يزداد ويتضاعف حين يكون التحدي من الخارج وحين تكون الاخفاقات هى من صنع الصديق اللدود ! هل كان هذا " الربيع " العربي الذي نعيشه الان هو اول محاولة ربيعية فى الوطن العربي؟ وهل هو ايضا اول ربيع عربي يتحول الى خريف ؟ وكم سنحتاج من محاولات اخري كي يحقق الانسان العربي " الربيع " الذي ينشده ؟وما هو عدد القتلي والشهداء والمصابين اللذين راحوا فى هذا الربيع الذي لحقه شتاء قارس يصل فى درجاته الى تحت الصفر فى خيام الصحاري بسوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن ؟ ..السؤال الاهم هو هل يجب ان ننهض جماعيا .. اى الامة العربية – الاسلامية , وهل مازلنا نرنو الى ذلك رغم التحولات الثقافية والحضارية لمفهوم النهضة الحديث ؟ الا يمكن ان نشتغل على صيغة النهضة الفردية – المجزأة , اى تنشغل كل دولة بنهضتها من دون ان تتورط بنهضات او عثرات الدول الاخري لكن من دون التنازل عن مظلة موحدة ترعي الاهداف والقيم المشتركة على غرار تجربة دول اوربا المستقلة , الاتحاد الاوربي بعيدا عن جامعة الدول – رحمة الله عليها – , فلعل نهضة ثلاث دول او اربع دول عربية مثلا ستحفظ للمنطقة توازنها وهيبتها امام الاصدقاء اللدودين , كما انها ستخفف من تبعات تخلف الدول الاخري المحيطة؟ فلقد قضوا على كبريات القوة الاقتصادية والعسكرية والثقافية والحضارية فى المنطقة العربية لبلاد الرافدين " العراق " ومن بعدها سوريا وليبيا واليمن وقسموا السودان شمالا وجنوبا , فهل تقود " مصر " عملية النهضة على المستوي الاقليمي ؟ , ام مازالت متعثرة ولا تستطيع فهي مازالت فى مرحلة المخاض تحاول – جاهدة – القيام واستعادة دورها الريادي والهام اقليميا ..فكيف يتسني لها ذلك ؟ نتمني …..