راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

"شغل، حرية، كرامة، وطنية".. دليلك لفهم احتجاجات الشباب في تونس

7b3268c8-2460-4fbf-b761-6eac4b97a2aa

في 17 ديسمبر عام 2010 أضرم محمد البوعزيزي المحبط من أوضاعه الاجتماعية السيئة النار في نفسه، فاشتعل جسده النحيل ليشعل معه ثورة غضب واحتجاجات على البطالة والمحسوبية في بلده تونس انتهت بالإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي وبداية حلم بتجربة ديمقراطية.

وبعد خمس سنوات انتحر شاب آخر عاطل اسمه رضا اليحياوي بعد شعوره بالإحباط وفقدان الأمل بعد حذف اسمه من قائمة عاطلين سيتم تمكينهم من العمل، مفجرا موجة احتجاجات كبيرة اتسعت رقعتها بسرعة لتشمل أرجاء البلاد وتهدد بانتفاضة اجتماعية جديدة.

وقالت وزارة الداخلية التونسية، أمس الجمعة، إنها قررت فرض حظر التجول الليلي في كامل البلاد بعد موجة احتجاجات عنيفة اجتاحت عدة مدن تونسية منذ أربعة أيام للمطالبة بتوفير فرص عمل في أسوأ احتجاجات منذ ثورة 2011.

وإذا كانت تونس محل إشادة واسعة على أنها قصة نجاح لثورات الربيع العربي بعد انتقال ديمقراطي هادئ فقد أصبحت أيضا نموذجا للمخاطر في التعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتهميش والإحباط في صفوف الشبان اليائسين.

والاضطرابات التي هزت مدينة القصرين وانتشرت بسرعة إلى أرجاء البلاد تظهر مدى هشاشة ما أنجزته ثورة 2011 في مواجهة التهميش ونقص التنمية وتفشي البطالة في المناطق الداخلية، ما أدى إلى انتقال الاحتجاجات بوتيرة سريعة إلى أرجاء البلاد حيث هاجم آلاف المقرات الحكومية.

وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 بالمئة في عام 2015 مقارنة مع 12 بالمئة في 2010 بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث عدد العاطلين.

وفي أسوأ احتجاجات منذ 2011 انتشرت الاضطرابات والاحتجاجات في وسط وشمال وجنوب البلاد واقتحم المحتجون الغاضبون مقرات المحافظات وهاجموا وأحرقوا مقرات للشرطة وقُتل شرطي في الاحتجاجات. ولحقت عدة أحياء في العاصمة تونس ببقية المناطق المضطربة بعد أعمال عنف واشتباكات بين الشبان والشرطة.

وخلال الاحتجاجات كان الشبان يرددون شعار "شغل.. حرية.. كرامة.. وطنية" في استحضار لذكريات "ثورة الياسمين" عام 2011 عندما كانوا يطالبون بحريات سياسية حصلوا عليها وفرص شغل وتنمية يقولون إن الحكومة عجزت عن تحقيقها.

وحمل المحتجون لافتات كثيرة تقول إحداها "المعطل لا يحتفل والثورة لم تكتمل".

وقال مسؤول أمني إن الشرطة اعتقلت يوم الجمعة ما لايقل عن 19 شخصا متورطين في أعمال شغب.

ولا يخفي البعض إلقاء اللوم على لا مبالاة وعدم اكتراث مسؤولين كانوا في نظام بن علي مثل الرئيس الباجي قائد السبسي الذي عاد للسلطة والحكم بعد الثورة التي أجبرت الرئيس الأسبق على الهروب من تونس.

وفي القصرين قال حمزة الحيزي وهو شاب عاطل عن العمل منذ خمس سنوات بعد حصوله على شهادة جامعية "كنت أعتقد بقوة أن الثورة قبل سنوات أعادت لنا الأمل في الحصول على عمل بكرامة.. ولم أكن أتوقع يوما أن نعود بعد خمس سنوات للشارع لنرفع نفس المطالب."

وأضاف لرويترز "النظام السابق الذي عاد بقوة للواجهة سرق منا أحلامنا".

وبعد خمس سنوات من الثورة التي أنهت حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011 لا يزال كثير من التونسيين يشعرون بالضيق ويعانون من غلاء الأسعار وتفشي البطالة والتهميش.

وأدت الديمقراطية الناشئة في تونس إلى دستور جديد وانتخابات حرة وتوافق بين الخصوم الإسلاميين والعلمانيين وأشيد بها كمثال للانتقال الديمقراطي في المنطقة.

لكن التقدم الديمقراطي في تونس لم تتبعه نهضة اقتصادية، بل على العكس ارتفعت الأسعار واستمر تهميش المناطق الداخلية وزادت معدلات البطالة، ويرى التونسيون أن هذه أبرز الأولويات التي يجب لفت الانتباه إليها.

وراح الشعور بالإحباط والاحتقان يتفشى خصوصا في الأحياء الفقيرة في تونس وفي مدن أخرى مهمشة داخل البلاد حيث اندلعت الاحتجاجات، فحتى الحاصلين على شهادات جامعية يصعب عليهم العثور على وظائف.

وتدفع أحيانا مثل هذه الظروف شبانا من الطبقة الوسطى والفقيرة في تونس للالتحاق بصفوف جماعات جهادية رغم تلقيهم تعليما جيدا وهي تسهل تجنيدهم للقتال في العراق وسوريا وحاليا في ليبيا، لدرجة أن الحكومة اعترفت بأن أكثر من ثلاثة آلاف تونسي التحقوا بساحات القتال في العراق وسوريا.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register