راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

شيخ الازهر: مقولة انتشار الاسلام بالسيف أكذوبة يدحضها الواقع والسنة النبوية

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

انتقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين مقولة / أن الإسلام انتشر بالسيف، / ووصفها بأكذوبة يدحضها الواقع و التاريخ وسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- كما أن كلمة السيف لم ترد في القرآن الكريم وليست من مفرداته.

وقال الامام الاكبر إن كتاب الله نزل في مجتمع تقوم فلسفته الاقتصادية والاجتماعية وعلاقاته على السيف ومنطق السيف، ومع ذلك لا يشير إلى السيف على الإطلاق بل أدوات القتال كلها لم يرد منها إلا الرمح مرة واحدة في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ”، وقد ورد (الرمح) هنا للتحذير من قتل الصيد في حالة أن تكون محرمًا وفى حالة أن تلقاه في الحرم، وليس للتحريض على قتال المشركين.

وأوضح أن لفظ الحرب ذكر في القرآن الكريم بمشتقاتها 6 مرات في مقابل ذِكر السلام 146 مرة، وهذا يدل على أن مفردات القرآن الكريم تكره الحرب وتكره ذكر أدواتها، مشيرًا إلى أنه مع كثرة أسماء السيف في اللغة العربية وزيادتها عن ألف اسم كما في “تاج العروس”، لم تُذكر أي من هذه الأسماء في القرآن الكريم لا مفردة ولا مثناة ولا مجموعة.

جاء ذلك فى برنامج (الإمام الطيب) الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري و وعدد من القنوات الفضائية الأخرى.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الحديث الذي يَتذرَّع به الذين يدعون أن الإسلام انتشر بالسيف: “بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم” فقد رواه الإمام أحمد في مسنده الذي يشتمل على أحاديث صحيحة و حسنة و ضعيفة بل وأحاديث موضوعة.

كما يتعارض متن الحديث مع أكثر من مائة آية في القرآن الكريم تؤكد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث بالسلام، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقال-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ” ومَن قال هذا الكلام لا يمكن أن يقول بعد ذلك : “بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف..”.

كما أعرب الطيب عن أسفه لاستخدام كثير من جماعات العنف المسلح مفردات دار الإسلام ودار الكفر أو دار الحرب في خطابها التي تروج فيه للعنف، رغم ان هذه المفردات تاتى في إطار القراءة في كتب التراث التى تقسم العالم أو المعمورة -على حد تعبير بعض المستشرقين- إلى دارين.

أكد الامام الاكبر أن القرآن الكريم والسنة المطهرة و أقوال الصحابة الكرام لم يرد فيها مثل هذا التقسيم، بل جاء -هذا التقسيم- من الأحكام التي أنشأها واقع معين، ولذلك يجب التفريق بين الأحكام التي أنشأها فقه الواقع وبين فقه النص، إذ فقه الواقع دائما لا يعتمد على نص؛ لأنه مرتبط بحادثة معينة.

ونوه إلى أن العلاقات الدولية كانت في فوضى فى ذلك الوقت والحروب كانت تنطلق من منطق “إن لم أقض عليك سوف تقضى عليَّ” وهذا المنطق أضر بالمسلمين؛ لأن الجميع آنذاك كانت يتربص بالإسلام، وفي هذا الجو نشأت هذه التسمية (دار الإسلام ودار الحرب) لكن الواقع تغير وانقلب رأسًا على عقب.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register