صالح ينقلب على الحوثيين ويدعو قوات التحالف للحوار.. هل انتهت الحرب في اليمن؟
اشتعلت المواجهات في صنعاء منذ ساعات الفجر الأولى يوم السبت بين ميليشيات الحوثي وقوات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وسيطرت قوات "المؤتمر"، مدعومة بفصائل قبلية على مطار العاصمة اليمنية، فضلاً عن مبانٍ حكومية حيوية عدة كانت سقطت في يد ميليشيات الحوثي بعيد انقلابها على الشرعية، كالجمارك والمالية، والبنك المركزي، بالإضافة إلى وكالة سبأ الحوثية، ومبنى التلفزيون.
كما سيطرت قوات المؤتمر على مباني سفارات السعودية والإمارات والسودان، كما سيطرت على مبنى وزارة الدفاع، والداخلية، ومعسكر النجدة شمال صنعاء، ومعسكر النقل في العاصمة اليمنية.
إلى ذلك، تمكن مسلحون قبليون من طرد ميليشيا الحوثي من مدينة المحويت ، كما أفيد عن قيام قوات موالية للمؤتمر بالسيطرة على مدينة إب وعلى معسكر كزيز جنوب العاصمة.
كما عمدت قوات المؤتمر إلى محاصرة المسؤول السياسي الحوثي، ورئيس ما يعرف بالمجلس السياسي، صالح الصماد، في القصر الجمهوري وسط صنعاء.
ووسط تلك الاشتباكات العنيفة، واحتدام المعارك هدد زعيم ميليشيا الحوثي بفرض الأمن بالقوة، ووصف قوات المؤتمر بالميليشيات، وما تقوم به بالاعتداءات السافرة. كما دعا صالح إلى التعقل، والتراجع.
أما الناطق باسم ميليشيات الحوثي فلوح مهدداً بقتل صالح. وقال إن الحجة لقتل الرئيس اليمني السابق قد أقيمت.
من جهته، دعا الحزب الموالي للرئيس اليمني السابق جميع موظفي الدولة في الإدارات، التي يسيطر عليها الانقلابيون إلى عدم الانصياع لأوامر ميليشيات الحوثي في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية، كما دعا اليمنيين للدفاع عن أنفسهم في وجه ميليشيات الحوثي.
وفي وقت لاحق السبت، دعا علي عبد الله صالح في حديث متلفز الشعب اليمني إلى الانتفاض، كما دعا كافة القوات المسلحة إلى عدم تنفيذ أوامر ميليشيات الحوثي.
وأدت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة السبت إلى سقوط أكثر من 80 قتيلا و 150 جريحاً من الطرفين.
وأكدت مصادر طبية وصول العشرات بين قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي إلى المستشفى الجمهوري ومستشفى الثورة ومستشفيات خاصة تديرها الميليشيات، بالتزامن مع اشتداد المواجهات بين الطرفين.
القبائل تدخل خط المواجهاتإلى ذلك، دخلت قبائل يمنية، على خط المواجهات المسلحة المحتدمة في صنعاء، لمساندة قوات المؤتمر ضد ميليشيات الحوثي. وتمكنت السبت من السيطرة على الحزام الأمني للعاصمة اليمنية.
واندلعت، مساء الجمعة، اشتباكات بين الحوثيين و قبائل خولان، وهي إحدى قبائل طوق صنعاء، في نقطة الشرزة التابعة للحوثيين، حيث استولى عليها مسلحو القبائل، وذلك بهدف تأمين دخول مقاتليهم إلى العاصمة لدعم صالح.
وبدأت أعداد كبيرة من مسلحي قبائل خولان وبني مطر وسنحان بالتوافد إلى صنعاء لإسناد قوات حزب صالح.
وانفجرت المواجهات المسلحة في الساعات الأولى من صباح السبت، وسط العاصمة اليمنية، وامتدت إلى مناطق جديدة، وباستخدام مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الثقيلة.
في خطوة مفاجئة قد تشكل منعطفا للأزمة اليمنية، تعهد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي شرط أن يوقفوا "عدوانهم وأن يرفعوا الحصار عن اليمن"، وذلك في خطاب تلفزيوني بث السبت. ورحب التحالف في بيان "باستعادة صالح زمام المبادرة" في البلاد. في المقابل، أدان الحوثيون دعوة صالح ووصفوها "بالانقلاب على التحالف والشراكة".
فجر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح السبت مفاجأة، فيما قد يشكل منعطفا جديدا للأزمة اليمنية، من خلال تعهده بفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي بقيادة السعودية، على أن "يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار" عن اليمن.
وقال صالح في خطاب نقله التلفزيون "أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات… وسنفتح معهم صفحة جديدة… سنتعامل بشكل إيجابي. ويكفي ما حصل في اليمن، وما حصل لليمن".
وكرر صالح القول "نحن نتعهد لأشقائنا وجيراننا أننا بعد وقف إطلاق النار وإيقاف التحركات على الأرض وفتح المطارات ورفع الحصار سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب. مجلس النواب هو الممثل الشرعي للبلاد وسيتحمل المسؤولية خلال الفترة القادمة".
التحالف يرحب
ولم يتأخر رد التحالف العربي بقيادة السعودية على تصريحات الرئيس اليمني السابق، حيث رحب التحالف "باستعادة صالح زمام المبادرة في اليمن."
وكتب التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (…) التابعة لإيران"، في إشارة الى حركة أنصار الله للمتمردين الحوثيين.
وأضاف التحالف في تصريحات بثتها إحدى القنوات السعودية، بأنه يثق في أن زعماء المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح سيعودون "إلى المحيط العربي".
الحوثيون يصفون موقف صالح "بالانقلاب على التحالف والشراكة"
من جانبهم، أدان المتمردون الحوثيون دعوة صالح للتحاور مع السعودية وحلفائها ووصفوها بأنها "انقلاب على التحالف والشراكة".
وقال ناطق باسم الحوثيين في بيان تلته قناة "المسيرة" التابعة لهم إن "ما جاء في كلام صالح انقلاب على التحالف والشراكة، وتماه مع توجه العدوان لإضعاف الجبهة الداخلية".