راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

صلاح عيسى.. كاتب االتاريخ المصري الأخير يرحل عن عالمنا "بروفيل"

رحل عن عالمنا أمس الكاتب الصحفي صلاح عيسى، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 78 عاما، ترك خلالها تراثا من الكتب رصد وقائع وأحداثا شهدها التاريخ المصري، ومن بين أعمال كثيرة يرصد “زهرة التحرير” 5 أعمال سلط فيها عيسى، الضوء على أحداث مرت بمصر وكان لها تأثير كبير في الواقع المصري.

الثورة العرابية

هو أول أعمال الكاتب الراحل وقد صدر عام 1979، وفيه تناول الثورة العرابية بكافة جوانبها بموضوعية دون تحيز لمن قاموا بها عبر المنهج العلمي، ورصد الكتاب الاحتكارات الأوروبية من الاحتلال السلمي والشكلي، إلى التدخل العسكري والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة، والتيار الثوري وتاريخه من الوحدة إلى الانقسام.

حكاية جلاد دنشواي

يتناول في الكتاب قضية حادثة دنشواي الشهيرة في محافظة المنوفية، التي وقعت أحداثها عام 1906، ويركز في الكتاب على أبرز أبطالها إبراهيم الهلباوي، الذي اشتهر بلقب جلاد دنشواي، بعد أن عمل مدعيًا عامًا ضد فلاحي القرية.

ويقول عنه في المقدمة: “محامي الظروف المخففة الذي يلتمس العذر للمتهم المدان, وينقذه ببراعته, وقوة منطقه مما ارتكبت يداه, يقامر بكل شيء في القضايا اليائسة, وينجح دائمًا في فك حبل المشنقة عن المتهم الذي ثبت عليه الاتهام؛ لكنه على الرغم من هذا كله، وتلك هي المأساة، لم ينجح في التماس العذر لنفسه؛ لأن ذنب إبراهيم الهلباوي كان مما لا تصلح معه ظروف مخففة”.

رجال ريا وسكينة

الكتاب صدر في عام 2002، ويتناول أشهر سفاحتين في القرن العشرين “ريا وسكينة”، ويروي عيسى السيرة الحقيقية لريا وسكينة وللرجال والنساء الذين كانوا يحيطون بهما إضافة إلى الظروف السياسية والاقتصادية التي أحاطت بهما، وقال عن الكتاب “إنه يستند إلى وثائق التاريخ وليس إلى مرويات الخيال الشعبي الذي أسقط عليهما كل كراهيته وازدرائه لمن يخون علاقة العيش والملح التي يقدسها المصريون”.

وقد انتقد عيسى مسلسل ريا وسكينة، الذي عرض منذ سنوات، وقال إن الشرطة ألقت القبض عليهما بالصدفة وليس بمخطط كما ذكر المسلسل، وقال: “صاحب البيت وجدهما لم يدفعا إيجار البيت الذي كانا يسكنان فيه، فقام بالاتفاق مع شخص إيطالي الجنسية لتأجير البيت، واشترط الإيطالي أن يتم توصيل المياه والمجاري، وأثناء الحفر اكتشفا وجود جثث تحت الأرض وانكشف سر ريا وسكينة وتم القبض عليهما وإعدامهما”.

البرنسيسة والأفندي

يحكي الكتاب قصة زواج الأميرة فتحية ابنة الملك فؤاد وشقيقة الملك فاروق الصغرى من مصري اسمه رياض أفندي غالي، في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية عام 1950.

ويتناول الكاتب الجدل الذي أحدثته تلك الزيجة وقتها من انتقادات وتشكيك في الأسرة المالكة، ليصدر على إثرها الملك فاروق قرارا ملكيا بتجريد الأميرة فتحية ووالدتها الملكة نازلي من ألقابهما الملكية، وتستمر توابع القصة حتى تنتهي بقيام ثورة يوليو، وبقتل رياض غالي للأميرة فتحية بالرصاص والانتحار بعدها.

مثقفون وعسكر

الكتاب يحتوي على مقالات نشرها صلاح عيسى، في صحف ومجلات عربية، في فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واصطدامه مع السلطة ورفضه لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، كما تناول دور يوسف السباعي في التضييق على الكتاب اليساريين، وأطلق عليه لقب “كولونيل”، إضافة إلى تحدثه عن شخصيات عامة أيدت كامب ديفيد مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم.

المثقفون ينعون صلاح عيسى

وزير الثقافة حلمي النمنم نعى الراحل قائلا “إن الساحة الثقافية والصحفية فقدت ركنا كبيرا من أركانها ورائدا من روادها، تاركا بصمة ستبقى في ذاكرة المصريين، مضيفا أن عيسى لم يكن كاتبا متابعا للأحداث أو صحفيا فقط، بل كان مؤرخا ناجحا، وصاحب آراء مؤثرة”.

أما اتحاد الكتاب فنعى رئيسه الدكتور علاء عبد الهادي، الراحل قائلا “إن صلاح عيسى واحد من أهم مثقفي مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث حرص في كتاباته المتعددة التي وصلت إلى نحو 20 كتابًا لتأريخ وتوثيق مصر من الناحية الثقافية والسياسية، كما أنه كانت له تجربة كبيرة في التواصل مع الشارع المصري جعلت منه كاتبًا مميزًا يعرف الجميع قيمته”.

أما الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة فقال: “الكاتب صلاح عيسى، يعد أحد القامات في الصحافة، وترك رصيدا من مؤلفات الكتب القيمة للمكتبة المصرية، وهو قيمة صحفية وفكرية كبيرة، وله باع كبير في إدارة بعض الصحف بالإضافة إلى كتاباته السياسية والاجتماعية والتوثيقية للوقائع المهمة، وسيظل صلاح عيسى باقيا بأعماله الإبداعية”.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register