«ظهر» عملاق الغاز المصري العالمي.. بشرة خير جديدة لبلادنا.. تقرير
بتفاؤل تعززه الثقة المتبادلة، فتحت القاهرة وروما صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرحلة الأولى من إنتاج حقل ظهر للغاز الطبيعى، أمس الأربعاء، فى خطوة اعتبرها الإعلام الإيطالى صفعة لرعاة المؤامرات والأطراف التى حاولت الإيقاع بين البلدين بعد أزمة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، الذى تدور حوله تحقيقات مشتركة منذ أكثر من عامين، بين مصر وإيطاليا من جهة، وإيطاليا وبريطانيا من جهة أخرى.
وفى الوقت الذى تتهم فيه دوائر روما الأمنية والإعلامية، جامعة كامبريدج وأستاذتها الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، مها عبد الرحمن، التى كانت تتولى الإشراف على أبحاث ودراسات "ريجينى" داخل مصر، بالوقوف وراء مقتله، استطاعت القاهرة وروما على مدار الأشهر القليلة الماضية اجتياز ما واجهته العلاقات بينهما من تحديات جسيمة، بفضل الشفافية التى لامستها السلطات الإيطالية من الجانب المصرى فى مسار التحقيقات المشتركة.
جهود الوقيعة بين مصر وإيطاليا، التى تبذلها جهات عدة، يبدو أنها لم تحقق ما أراده الواقفون خلفها، إذ عززت الإجراءات المشتركة والاتصالات الجارية بين مصر وإيطاليا من مساحة الثقة والقدرة على تجاوز سوء الفهم المصطنع فى الملف، وكانت أبرز الخطوات الإيجابية الأخيرة افتتاح الرئيس السيسي للمرحلة الأولى من إنتاج حقل ظهر.
وعقب ساعات من الافتتاح، احتلت كواليس وتفاصيل الحفل الذى شهده الرئيس السيسي، لافتتاح المشروع الذى تشارك فيه شركة إينى الإيطالية، صدارة اهتمامات وسائل الإعلام فى إيطاليا، ففى تقرير لها اليوم الخميس، قالت صحيفة "لاستامبا" إن العلاقات بين روما والقاهرة أثبتت قوتها ومتانتها، مشيرة إلى أن افتتاح السيسي للمرحلة الأولى من إنتاج أكبر حقل غاز طبيعى فى مصر، حقل ظهر، الذى اكتشفته "إينى" بمياه البحر المتوسط، رد قوى على أى مؤامرات تُحاك للإيقاع بين البلدين.
وأشارت الصحيفة الإيطالية فى تقريرها، إلى أنه بعد عامين من مقتل الطالب جوليو ريجينى، تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش افتتاحه مشروع حقل ظهر أمس، بالتوصل للجناة الذين ارتكبوا الجريمة فى محاولة للإيقاع بين البلدين، كما أكد حرص مصر على مساندة أشقائها وقت الشدائد، خاصة فى الظروف المريرة، موضحا أن مصر لن تتهاون فى الإمساك بقاتل "ريجينى" ومعاقبته أمام العدالة المصرية.
ونقلت الصحيفة تعازى الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الثانية فى مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، وذلك بحضور الرئيس التنفيذى لشركة "إينى" الإيطالية، خلال مراسم افتتاحه لحقل ظهر أمس، وخلالها لفت الرئيس إلى أن أهل الشر كانوا يريدون أن تسوء العلاقات بين مصر وإيطاليا، كى لا يتعاون البلدان فى مجال البترول.
فى تقريرها المنشور اليوم، أشارت صحيفة "لاستامبا" إلى أنه فيما يبدو أن الخطة الموضوعة من الطرف الثالث للإيقاع بين مصر وإيطاليا، لم تكن تخص الغاز أو البترول فقط، وإنما هى خطة عامة لتخريب العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
بدورها، أبرزت وكالة "أنسا" الإيطالية تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الافتتاح أمس، التى قال فيها إنه يتعهد بالبحث عن المجرمين الذين ارتكبوا جريمة قتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، مؤكدا أن هذه الجريمة ارتُكبت من أجل "تدمير العلاقات مع إيطاليا".
وقال الرئيس السيسي، إن مصر لن تنسى وقفة الشعب الإيطالى معها، ودعمه لمصر بعد الحادث الأليم الذى راح ضحيته الشاب جوليو ريجينى، لافتا إلى أن روح التعاون والمحبة هى المسيطرة دائما على الشعب الإيطالى، ومؤكدا حرص مصر على مساندة أشقائها وقت الشدائد، خاصة فى الظروف المريرة، وأن مصر لن تتهاون فى الإمساك بقاتل ريجينى ومعاقبته أمام العدالة المصرية.