علي جمعة يكشف فضل صيام يوم عاشوراء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن من الأعمال المستحبة يوم عاشوراء الصيام لمن يستطيع الصيام، ومن كان غير قادر على الصيام وقام بالتوسعة على الأسرة، فهو بذلك قد قام بسنة التوسعة، حيث سُئل رسول الله عن صوم يوم عرفة، فقال عنه إنه يكفر السنة الماضية، والباقية، موضحا أن من الأعمال المستحبة أيضا يوم عاشوراء هو الذكر والدعاء وقراءة القرآن أو الاستماع له وفعل الخير والصدقات.
وشرح مفتي الديار المصرية السابق أنه من أهم الأعمال المستحبة يوم عاشوراء هو اجتماع الأسرة ولقاء العائلة، فمثل تلك المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام، مشيرا إلى أن مثل تلك المناسبات تحافظ على هُوِية الإسلام وتجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية.
خمس ليال في السنة من واظب عليها رجاء ثوابهن وتصديقا بوعدهن أدخله الله الجنة
وأكد جمعة: «صوموا يوم عاشوراء، وَمَنْ لم يستطع أن يصم، فعليه بالذكر، والدعاء، والقرآن، قراءةً أو استماعًا، ووسعوا على عيالكم، واجتمعوا حول مائدة واحدة، حتى نصل الرحم، وحتى نطبق بركة سيدنا رسول الله»، «خمس ليال في السنة من واظب عليهم رجاء ثوابهن وتصديقا بوعدهن أدخله الله الجنة: أول ليلة من رجب يقوم ليلها ويصوم نهارها، وليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة عاشوراء، وليلة النصف من شعبان».
صيام يوم عاشوراء كان فرضا
وكشف مفتي الديار المصرية الأسبق أن صيام يوم عاشوراء كان فرضا، فعندما دخل النبي ﷺ المدينة ووجد يهودا يصومون ذاك اليوم فسأل ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى، فقال: نحن أولى بموسى منهم، فصامه وأمر أصحابه بصيامه، وظل عاشوراء فرضًا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»، حتى قال: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فأصبح هذا ناسخًا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله ﷺ : «لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء» ولكنه ﷺ انتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.
من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
وأوضح جمعة أن الرسول قال عن يوم عاشوراء: «من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»، وقال عبد الله بن المبارك، وكان في سند الحديث، «فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا»، أي أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه، مؤكدا: «الحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عامًا فوجدناه صحيحًا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدًا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة، فالتطوع بالصيام أمر مرغوب فيه ومندوب إليه إذا أردت أن تصل إلى الله بالأنوار فعليك بالصيام، فالصيام يجلي النفس، والصيام يقطع الشهوة والصيام ينور القلب».