عماد جاد: "السيسى" الأنسب لرئاسة مصر.. والإخوان شوهوا صورة الإسلام
سنعزل الإخوان كما عزلوا قيادات الحزب الوطني
دم المواطن المصري غالٍ.. لكن يجب الحفاظ علي هيبة الدولة
القنوات الدينية ابتعدت عن دورها الأساسي.. والتحفظ علي مرسي منطقي
مصر تسير في طريق واضح وتيار الإسلام السياسي يرفض ذلك
درس مبارك كان كافٍ للجميع.. والإخوان أخذتهم الغطرسة وظنوا أنهم لن يتركوا الحكم
آمال الشعب المصري أكبر من حكومة الببلاوي
حماس هي الفرع الفلسطيني للإخوان و لها دور في أحداث العنف
كتب: أحمد إبراهيم عصر
توترت الأحداث في مصر بشكل كبير، وأصبح من الصعب الوقوف حول تحليل أو تفسير واضح لما نراه بشكل دائم من أحداث عنف وقتل في الشارع المصري, وعلي الرغم من وجود خارطة طريق قام بوضعها الفريق أول عبد الفتاح السيسى, والتي كانت أولي خطواتها متمثلة في عزل الرئيس محمد مرسي عن منصبة, وتولي رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت, وتشكيل حكومة تسيير أعمال, برئاسة الدكتور حازم الببلاوي, فرغم كل هذا إلا أن هناك المزيد من الأسئلة التي تطرح نفسها علي الساحة الآن, في حاجة إلي إجابات, لعلها تُقرب الصورة, وتجعلها أكثر وضوحًا.. لذلك التقت "زهرة التحرير" الدكتور "عماد جاد" القيادي بجبهة الإنقاذ، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ونائب رئيس حزب مصر الديمقراطي, للحصول علي هذه الإجابات والوقوف علي رؤية تحليلية لهذا المشهد المتأزم الذي تمر به مصر..
في البداية ما رؤيتك للمشهد السياسي الذي تمر به مصر في الفترة الحالية؟
نحن الآن في مرحلة انتقالية جديدة بعد يوم 3 يوليو، ويجب أن نتجنب مشاكل المرحلة الانتقالية السابقة، خاصة وأننا كنا نسير في اتجاه خاطئ خلال هذه المرحلة، أوصلنا إلي طريق مسدود، لينتهي بنا الأمر إلي خروج الشعب مرة أخري في 30 يونيو, والآن المشهد مختلف تمامًا، فنحن أمام مجموعة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وتيار الإسلام السياسي، رافضة لما حدث، ولا يجدون طريقة لمقاومته سوي العنف والاحتشاد والضغط، من خلال الجهاديين المتواجدين الآن في سيناء وغيرها من المحافظات، في حين أن هناك خارطة طريق واضحة حددها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وبدأت تتبلور الآن في الرئيس المؤقت، وتشكيل حكومة جديدة، والبدء في تشكيل لجنة لتعديل الدستور.. وبالرغم من الصعوبات التي نراها الآن في الشارع المصري واحتمالات العنف إلا أننا نسير بطريقة أكثر وضوحًا وسلامة من الفترات السابقة.
هل كان درس "مبارك" غير كاف للإخوان حتى يقعوا في نفس الفخ بعد أقل من عامين؟
أعتقد أن الدرس كان كافيًا للجميع إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن جماعة الإخوان لم ينتبهوا لذلك، وأخذتهم الغطرسة والغرور، واعتبروا أن الأمور دامت لهم بعد أن حصلوا علي أغلبية مجلس النواب، ثم فوزهم في الانتخابات الرئاسية التي كانت مثيرة للجدل, ورغم أن نسبة المؤيدين لهم كانت تنحدر في الشارع المصري إلا أنهم لم يقرءوا هذه الرسالة جيدًا، وتصورا أنهم بمجرد وصولهم للسلطة لن يتركوها ثانية, فكل هذه أخطاء قاتلة، جعلت مؤيدوهم ينفضوا من حولهم حتى أن القوي المؤيدة لهم عالميًا لم تتمكن من الدفاع عنهم.
ما تقييمك لحزب النور السلفي في الفترة الأخيرة خاصة بعد سقوط الإخوان؟
هناك أزمة كبيرة يعيشها حزب النور السلفي، حيث عانى الحزب كثيرًا من سياسيات الإخوان، ومن الأخونة والإقصاء، وكذلك من تقسيمه إلي أكثر من حزب، وأكتشف في النهاية أن الجماعة تتلاعب بهم، الأمر الذي كان بمثابة الصدمة له, إلا أن حزب النور يعلم جيدًا أن خسارة الإخوان هي خسارة للتيار الإسلامي السياسي ككل، وبالتالي فإن حصته ستتأثر نتيجة الصورة السلبية التي شكلتها سياسيات جماعة الإخوان، ومن ثم فهو يعيش هذه الأزمة الآن ورغم أنه حاول أن يتوازن سياسيًا إلا إنه لم يتمكن من المحافظة علي هذا التوازن حتى النهاية.
بعد سقوط الإخوان وتشكيل حكومة جيدة هل تعتقد انتهاء دور جبهة الإنقاذ وحملة تمرد؟
علي الرغم من أن تشكيل جبهة الإنقاذ جاء علي خلفية الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في 22 نوفمبر 2012 وباعتبارها كانت مظلة للأحزاب المدنية، إلا أنها تلعب دورا مهما في الحياة السياسية، حتى تعامل معها الداخل والخارج علي أنها تمثل التيار المدني أو المعارضة في مصر، حتى أن تمرد كان جزء منها من شباب الجبهة، ومن ثم فإن الجبهة وتمرد لا يزال أمامهما الدور الأكبر في المرحلة المقبلة في متابعة تعديلات الدستور، وفي الاستعداد للانتخابات البرلمانية، وكيفية خوضها، والقول بأن استمرار الجبهة سيكون في غير مصلحة العمل الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية القادمة أمر خاطئ، خاصة وأن التيار الإسلام السياسي سيخوض الانتخابات بأشكال مختلفة، حتى وإن حُظرت الأحزاب علي أساس ديني، سيشاركون كما كانوا يشاركون من قبل، وبالتالي في حاجة إلي كتلة أخري تقدم البديل للشعب المصري، ولا تعيد إنتاج جماعة الإخوان مرة ثانية, وعن إنهاء دور حركة تمرد فإني أتمنى أن تشكل الحركة حزب سياسي أو يقوموا بتوزيع أنفسهم علي أحزاب سياسية حسب أفكارهم واتجاهاتهم، حتى يمكن أن نراهم في مواقع مضمونة في القوائم الانتخابية القادمة، فهذه القوائم لجميع الأحزاب يجب أن تضم علي الأقل 20% تحت سن 40 عامًا.
بما تفسر تردد اسم حماس وعناصر من فلسطين داخل مصر في الفترة الحالية بشكل مبالغ فيه يخيف كل مواطن مصري؟
هذا يُفسر بما سبق، لأنه حسب تحقيقات محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية أقرت أن هناك عناصر من حماس ومن حزب الله لعبت دوراً في فتح السجون وإخراج المساجين، خاصة سجن وادي النطرون، وعلي مدار الأيام الماضية، أعلنت الأجهزة الأمنية عن قبضها علي عناصر كثيرة من حركة حماس، وأقرت بأنهم كانوا مسلحين، وبالتالي يجب أن نعلم أن حماس هي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم فإنها تملك جناح مسلح، وبالتأكيد له دورا كبيرا في أحداث العنف الموجودة الآن, وهذا إن دلّ فإنما يدل علي أن الجانب الأمني علي حدودنا في سيناء ضعيف جدًا، وذلك نتيجة معاهدة كامب ديفيد والملف الأمني بها، التي لا تسمح بتواجد الجيش بشكل يضمن حماية الحدود بشكل كافٍ, وكذلك الاختراقات التي تمت في المنطقة خلال عام حكم مرسي الذي أفرج عن جهاديين، وسمح بعودة جماعات مسلحة من باكستان وأفغانستان والشيشان، ليذهبوا مباشرة إلي سيناء حتى تمكنوا من السيطرة علي منطقتها الشمالية.
كيف سيتم التعامل مع معاهدة السلام في الفترة القادمة خاصة بعد ابتعاد جماعة الإخوان عن المشهد؟
أعتقد أنه آن الآوان لإعادة النظر في معاهدة السلام، وتحديدًا الجزء الخاص بالملحق الأمني بها، لأنه من غير المقبول أن يكون هناك ما يقرب من ثلث مساحة سيناء خالية من الجيش, والمطالبة بهذا لا يعنى أننا سنعلن الحرب علي إسرائيل، ولكن من حقنا أن ندافع عن الأمن القومي المصري، ونضبط سيطرتنا علي الحدود، وهذا يجب أن يكون هدفنا الرئيسي في الفترة القادمة.
لم تفلت حكومة الببلاوي من نفس الانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها غيرها .. ما تعقيبك علي ذلك؟
هذا يدل علي أن أمال الشعب وطموحاته أعلي من حكومة الببلاوي، ولكن يجب أن نعرف أولا ماذا نريد من هذه الحكومة، ويجب أن تكون مكونة من كفاءات تتولي ضبط الأمن واستعادته في الشارع، وإعادة الاستقرار، والعمل، والاستثمار في مصر مرة أخري، والإشراف علي انتخابات ديمقراطية نزيهة، بجانب إزالة الغزو التي قام به الإخوان المسلمين علي مختلف الوزارات من العناصر التي زرعت, ليس بسبب الكفاءة وإنما للولاء السياسي للجماعة، وبهذا تكون الحكومة قد قامت بالدور المنوط بها في المرحلة الانتقالية، ومن ثم لابد من الترقب لآداء حكومة الببلاوي هل ستكون قادرة علي فعل هذا أم لا.
من يتحمل مسئولية العنف والدماء في مصر عامة وفي سيناء خاصة؟
لا يتحمل هذه المسئولية أحد سوي جماعات الإسلام السياسي، والجماعات الجهادية لأنهم اتخذوا من الضغط والعنف سبيلًا بمجرد سقوط مرسي وكانت كلمة الدكتور محمد البلتاجي بمثابة المفتاح لمعرفة من المتسبب في كل هذا الذي قال فيها "إذا عاد مرسي للرئاسة ستتوقف أعمال العنف فورًا في سيناء" فهذا إن دل فإنما يدل علي أنه هو المحرض لهذه العمليات فكل هذا بمثابة أداة للضغط من الإخوان المسلمين علي الجيش وتوصيل رسالة إلي الشعب المصري وللقوات المسلحة أنهم قادرون علي إحداث فوضي ونشر العنف وبالتالي فإن جماعة الإخوان تحديدًا هي التي تتحمل كل ما يجري من عنف ودماء.
مجزرة الحرس الجمهوري والحقيقة الغائبة.. كيف تراها؟
هذه الأحداث حسب إعلان اللجان المعنية بالأمر قد بدأت في الرابعة والخمس دقائق فجرًا، وصلاة الفجر بطبيعة الحال تنتهي في الرابعة إلا ربع، ومن ثم فإن القول بضرب القوات المسلحة لهم أثناء الصلاة ما هي إلا محاولة لتشويه الجيش، خاصة وأن الجيش المصري متدين مثله مثل بقية الشعب، وبالتالى فإن ضربه للمصلين أمر لا يصدقه عقل, ومن ناحية أخري فإن قوانين المناطق العسكرية تمنع اقتحامها وهناك صلاحيات في مختلف دول العالم وليست مصر وحدها باستخدام الرصاص الحي لتأمينها في حالة اقتحامها، وبالتالي فإن محاولة اقتحام مبني الحرس واحتلاله يعنى في حالة حدوثه سقوط مؤسسة من مؤسسات الجيش، وستكون كارثة بكل المعايير، ومن المؤكد أن دم أي إنسان مصري أغلي من أي شيء، ولكن هناك ما يسمى بهيبة الدولة، يجب المحافظة عليها، وعدم السماح باقتحام مقر من مقراتها، خاصة وأن الحرس الجمهوري ليس كقوات مكافحة الشغب، فهو لا يملك سوي الرصاص الحي, وفي النهاية يجب أن نترك هذا الأمر للتحقيق حتى نري النتائج والحقائق في النهاية.
أيهما أفضل صياغة دستور جديد أم إجراء تعديلات علي الدستور الحالي؟
الأفضل لنا في هذه الفترة هو صياغة دستور جديد، والقول بصياغة دستور جديد لا يعنى أننا نبدأ من الصفر مرة ثانية، فهناك دستور 54 يمكن أن نأخذ منه مواد، وكذلك دستور 71، إلا أنهم قرروا أن تكون تعديلات دستورية فقط، ولذلك أتمنى أن تطول التعديلات كل المواد الخلافية دون استثناء، سواء التعديلات التي تم إدخالها من قبل لجنة طارق البشري واستفتي الشعب عليها في 19 مارس 2011، أو المواد والتعديلات التي أضيفت في دستور الجماعة عام 2012، فهناك العديد من المواد الخلافية، وأهمها المواد المتعلقة بأحكام الشريعة والحقوق الحريات العامة، التي لابد من إزالة الاعتداء عليها، وأيًا كانت الطريقة يجب أن يمنع قيام الأحزاب علي أساس ديني، خاصة وأن العامين اللذان قضاهما الإخوان المسلمون والسلفيون في الحكم أضروا بالدين ولم ينفعوه بل وشوهوه.
البعض يري أن إغلاق القنوات الدينية والتحفظ علي رموز بعينها وعلي رأسها الرئيس المعزول مؤشر قوي لعودة قمع الإسلاميين مرة أخري.. ما تعليقك؟
أنا لا أتمنى ذلك، ولكن بالنسبة لإغلاق القنوات الدينية جميعنا يعرف أنها وصلت لمرحلة تحريض وتعبئة علي التحريض وبث الكراهية، وابتعدت عن دورها الأساسي المتمثل في شرح الدين وتعاليمه، وهداية الناس, فليس من حق القنوات الدينية أن تتهم المعارضة بأنهم أنجاس ومعادين للإسلام، وتبيح قتلهم، فهي تحولت من قنوات دينية إلي قنوات تحريضية، فأنا ضد الإغلاق ولكنى مع إعادة فتح هذه القنوات سريعًا مع الالتزام برسالتها المنوطة بها، من شرح للدين، والابتعاد عن السياسية، وعدم استخدام الدين في السياسية, وبخصوص التحفظ علي بعض الرموز، فمن المؤكد أن هناك أمور كثير نحن لا نعلمها حتى الآن، ومن المؤكد أيضًا أن هناك رموز مسئولة عن تحريض وعنف، فيجب أن تأخذ التحقيقات مجالها، وعن الدكتور مرسي فإن وضعه يختلف تمامًا عن مبارك، لأنه خُلع رغمًا عن إرادته ولم يتخلي وظل متمسكًا بالحكم، حتى آخر لحظة، وظل يهدد بالعنف، ودخول الدولة في نفق مظلم، إضافة إلي أنصاره المحتشدين في الشوارع، وفي هذه الحالة من المنطقي أن يتم التحفظ عليه لفترة محددة، وإذا كانت هناك اتهامات موجهة إليه يحاسب عليها وإن لم يكن يفرج عنه.
هل حقًا أصبح البقاء للأقوى في مصر؟
هذا هو شعار جماعة الإخوان المسلمين وحدها، أو شعار تيار الإسلام السياسي بصفة عامة، ولكن هذا الشعار يتجاهل أن هناك دولة مصرية عمرها سبعة آلاف عامًا، وأن هذه الدولة حتى في لحظات ضعفها لم تكن دولة فاشلة، أو هشة، بدليل أن جميع الخطوات الآن تسير في طريقها دون تعطيل، وتم سحب "الباسبور" الدبلوماسي من مرسي وأفراد أسرته، ومن ثم فإن الدولة قررت أنه لم يعد رئيسًا، وإذا كانت جماعة الإخوان عاقلة، ولديها رشاده سياسية، أن يستوعبوا المعركة التي هزموا فيها، ويبدأوا في بناء أنفسهم من جديد، والاستفادة من الأخطاء السابقة.
هل من الممكن إجراء استفتاء على عودة مرسى كما ينادى البعض الآن؟
هذا لن يحدث، وفات الميعاد, لأن الدكتور مرسي لم يستمع لأحد منذ البداية، فلو أنه اغتنم الأسبوع الذي طرحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى للوصول إلي حل، وقام بتغيير حكومة هشام قنديل، ودعا إلي عمل حكومة توافقية، لاستجاب الجميع له، فهو لم يتعلم مما حدث في 25 يناير من تتابع الأحداث، وارتفاع سقف المطالب من الثوار، حتى أصبح المطلب الوحيد هو إسقاط النظام ككل, فقد كان أمام الدكتور مرسي عاما كاملا لعمل توافق، إلا أنه لم يفعل ذلك، حتى أنه قام بإلغاء الحوار الوطني الذي دعي إليه الفريق عبد الفتاح السيسى.. وما قاله في خطابه كان مجرد دعوة وليست خطوة جادة، فهو دائمًا ما يدعو للحوار، ولا يلتفت إلي أي شيء مما تم التحاور عليه بعد ذلك، ولو كنت في مكان الدكتور محمد مرسي في خطابه قبل الأخير لقلت واعترفت أن الدولة تمر بأزمة شديدة، وأن هناك حالة انقسام وتجاوبًا مع الروح الوطنية الذي دعي به الفريق عبد الفتاح السيسى للتوافق خلال أسبوع، ومن جانبي كرئيس للجمهورية أتجاوب مع هذا المطلب، وأعلن من الآن عن اجتماع في الغد بين كل القوي السياسية للاتفاق علي حكومة جديدة, فلو خرج بهذه الكلمات على الشعب لانتهى الأمر، حتى لو أن هناك مؤامرة عليه لفسد كل شيء إلا أنه ضيع هذه الفرصة علي نفسه.
أين أزمة سد النهضة من الخلافات السياسية في مصر وكيف تراها؟
أزمة سد النهضة أزمة عميقة في حاجة إلي استقرار داخل الدولة أولًا، حتى نتمكن من النظر إلي أمورنا الخارجية، فلو أن مصر استعادت توازنها واستقرارها مرة أخري ستتمكن الخارجية المصرية مع الإمكانيات المصرية المختلفة أن يتوصلوا لحل وسط، فنحن لا نقول بهدم السد، ولكن نتوصل إلي حل يمكن معه الحد من الخسائر وزيادة الاستفادة منه.
هل تعتقد ترشح أحد من المجلس العسكري خاصة الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
لا يوجد في الدستور والقانون ما يمنع أي مواطن مصري من ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة إلا رجال القضاء والداخلية والجيش وقت وجودهم في السلطة، ولو قرر أحد من هؤلاء الاستغناء عن مهنته لا يوجد ما يمنعه من نزول الانتخابات, ولكنى أتوقع أن السيسى يملك حالة شعبية غير مسبوقة، ولا يوجد الآن رموز بارزة أو أشخاص عليها توافق من الشعب، ومن ثم فلو قرر عبد الفتاح السيسى ذلك فأتوقع نجاحه من الجولة الأولى بنسبة تتعدى الـ70%، أيًا كان منافسوه, وعن قدرته لإدارة الدولة اعتقد أن من أدار هذا العام بهذا الشكل وأدار عملية إبعاد مرسي كما شاهدنا والتوافق مع القوى السياسية لابد أنه يملك مهارات سياسية غير عادية، وأري أن مصر في حاجة إلي السيسى لمدة دورة أو دورتين في ظل نظام سياسي مختلط، يضمن للشعب عدم استبداد أي رئيس بالحكم مرة أخري.
ما موقفك من الأصوات التي تنادى بمحاكمة مرسي مثل مبارك؟
عندما حاول الإخوان تطبيق قانون العزل السياسي علي الحزب الوطني بأكمله انتهى الأمر إلي عزل القيادات والمتورطين فى جرائم الفساد، وهذا هو ما سيتم تطبيقه علي جماعة الإخوان المسلمين, فكما أن مبارك تم محاكمته علي علمه بقتل المتظاهرين والفساد، كذلك سيحاسب مرسي علي ذلك، إن ثبت إدانته، وإن لم تثبت إدانته سيُبرأ دون شك، فنحن ضد المحاكمات الثورية أو الاستثنائية أو المحاكمة أمام المحاكمات العسكرية، ولكن يتم محاسبته كغيره, وأنا مع المصالحة ولكن بدون القفز على القانون.
ما هي رسالتك لرئيس مصر القادم ؟
رسالتي إلي الرئيس القادم أن ينتبه جيدًا، لأنه يحكم دولة ثارت مرتين، وأطاحت برئيسين في ثلاثين شهر, فعادة يعلمنا علم الثورات أن الشعوب لا تثور مرتين في قرن واحد إلا أن الشعب المصري قد استرد إرادته وكرامته، وثار في 25 يناير، وذهبت الثورة إلي أشخاص لم تحترم تركيبة هذا الشعب، ولم تتعامل مع تطلعاته وطموحاته، فلم تزيد مدة حكمهم للبلاد عن عام، وهذا بمثابة تحذير للرئيس القادم أن زمن اضطهاد الشعب المصري وقمعهم وخداعهم قد انتهي, وأعتقد أن هذه الرسالة قد وصلت للرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور الذي استهل خطابه الأول بجملة "انتهي زمن صنع أنصاف الآلهة".
[wzslider autoplay="true" info="true" lightbox="true"]