راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

عمال مصر مابين العنصرية والعدالة الإجتماعية

هاجر محمد موسى
هاجر محمد موسى

هل خطر فى بال أحدنا أننا كشعب مصرى بمختلف طبقاته ندين بحياتنا إلى الطبقة العاملة فى مصر، نعم ندين لهم لأنهم هم الذين ينمون المجتمع، نحن نحيا حياة كريمة بفضلهم فالمنازل التى نسكن فيها، العمارات، الفنادق، المقاهى "المدارس كل الخير فى حياتنا بفضل العامل الذى اجتهد وكرس طاقته لنعيش براحة وطمأنينة، لو لم يكن للعامل وجود فى الحياة، لتشردنا اليوم ولفسدت حياتنا ولتحولنا إلى تعيسين، جائعين، فالثمار التى نأكلها تأتى من الأشجار التى تزرعها أيادى الفلاح الشقيانة، والثياب الذى نلبسها من نسيج هذا العامل، والرفاهية التى نحصل عليها فى بيوتنا ومدارسنا وجامعتنا من نظافة أو خدمات متعددة هى من ذلك الإنسان البسيط الذى ندعوه العامل لو لا تعب وشقاء هذا الإنسان لما كانت للحياة معنى، ولما كنا لنعيش بسهولة ورفاهية ولكن هل بعد ذلك فكر أحدنا فالامتنان أو التكريم للعمال دعونا من عبء التفكير فلقد فكر من سبقونا حيث كانت مصر صاحبة تراث عمالى مستقل، حيث إنها من أول الدول فالعالم التى نظمت أول احتفالية لعيد العمال فى عام 1924، حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالا كبيرا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة، حتى وصلت إلى سينما "باريتيه" حيث عقدوا مؤتمرا وألقوا الخطب، ورغم الصعوبات التى واجهتهم من حظر الحزب الشيوعى المصرى الأول لهم والسياسات القمعية للحكومات البرجوازية والمحاولات المتكررة لمنع المسيرات والمؤتمرات بمناسبة أول مايو، إلا أنه ظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والأربعينات، رغم الصعوبات والقمع ولكن مع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلا رسميا، وتم استيعاب المناسبة وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية للاحتفال وتكريم عمال مصر، وفى بلد تلو الأخرى أخذت الحكومات البرجوازية تحول احتفال الأول من مايو من يوم احتجاج وصراع طبقى إلى يوم استيعاب وتعاون طبقى، هكذا كرم عمال مصر منذ الماضى وكان لهم مكانة كبيرة فالمجتمع ولكن مع مرور الزمن وبالرغم من انتهاء الطبقة البرجوازية إلا أنه عادت من جديد العنصرية الطبقية فالمجتمع المصرى تجاه الطبقات الأقل وخصوصا تجاه طبقة العمال حيث عملت الأنظمة الحاكمة السابقة والحالية على تحجيم دور الطبقة العاملة والضرب بقسوة لكل محاولة لتنظيم صفوف العمال أو عمل منظمات للدفاع عن حقوقهم المشروعة حيث أتبعت الأنظمة الديكتاتورية كل السبل والطرق لقهر الطبقة العاملة وسرقة مطالبهم وحقوقهم وكأن البرجوازية لم تنته فى مصر، وكأنهم عبيد تحت حكم ملك رأسمالى، فالآن يعيش عمال مصر تحت راية الاستبداد من أصحاب رأس المال، ومن الحكومة حيث إن العامل المصرى هو أقل الأفراد راتبا فى المجتمع المصرى حيث إنه يعانى من سوء المعاملة الأخلاقية والإنسانية من أصحاب العمل وللأسف لا يجد حكومة تدافع عنه أمام أصحاب العمل، ولا يوجد قانون يكفل له حقوقه المشروعة كباقى عمال العالم، حتى بعد قيام الثورة فى مصر، لم يحصلوا على مكتسباتهم، وزادت الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات العمالية للمطالبة بحقوق العمال، بل زادت حالات الفصل للعمال والنقابيين بعد كفاحهم وتضحيتهم للوطن أصبحوا عندما يقومون بمظاهرة أو مسيرة يتعرضون للسحل دون أدنى مراعاة لآدميتهم حتى أصبحت قصص السحل والضرب والحبس والفصل للعمال كل يوم هى حديث الصحف المصرية، فبدلا من توفير الثورة لهم (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية) وفرت لهم (الجوع والسجن والعنصرية الإجتماعية))

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register