راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

عمـــاد مــــــــــــــــات

 

 

  

بقلم / راجــى إبراهـــيم

…عماد مات …

ذاك كان عنوان الأستاذ/ هلال عبد الحميــد عضو المكتب السياسى و الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطى الاجتماعى .. فنجت الرسالة مسرعا منجذبا لذاك العنوان الذى لم أعتده منه فكان نصها كالتالى:

" عماد لطفى دميان ……مـــــــات

عماد أحد مؤسسى الحزب بأسيوط و عضو الهيئة و لديه طاقة إيجابية تكفى بلد، اتصل بى بالأمس ليلا

** إنت فين

** أنا فى البيت

** طيب عايزك

** إتفضل

وعندما جاء قال لى: اتصل بى أحد البلطجية ممن هجموا على مركز الشرطة و طلب منى عشرة آلاف جنيه  فقلت له : ممعييش .. فقال: سآتى إليك و معى جبشى.

اصطحبته إلى مركز شرطة ساحل سليم و فى الطريق قابلنا أحد الزملاء و أخبرنا أنه يعرف أحد أقرباء هذا البلطجى و يستطيع أن ينهى الموضوع و بالفعل اتصل به و قابله و أُعتُبِر الموضوع منتهيا – اتصلت بمساعد مدير الأمن و حكيت له الموضوع بشكل ودى و طلبت منه التحرك بسيارات الشرطة ناحية بيت الزميل ووعدنى بذلك

** ظللت أتصل بعماد و أنا فى طريقى للسفر بالقاهرة و كان يطمئنى

** فى الصباح اتصل بى و قال: عاود البلطجى التهديد و قال أنه سوف يحضر لبيتى

** اتصلت بمساعد مدير الأمن طالبا التواجد الأمنى ، طلب عماد رقم الشرطة و فقط جرس، طلبت أنا مدير الأمن و فقط جرس وطلبت مدير مباحث المديرية

**وبعد قليل جاءنى صوت زوجته صارخا…….عمــــاد مات

ويضيف هلال، شعرت بالعجز و انتابتنى عاصفة بكاء هستيري ، الأسلحة التى أستخدمها البلطجى فى الهجوم على مركز الشرطة و على عماد و قتله و قتل معه إبن عمه مدحت صدقى دميان تسلمها من عناصر الإخوان ( أصبحوا الآن يمتلكون هاون وآر بى جيه و أسلحة رشاشة بينما الشرطة تحمى نفسها عماد مات و لم تنجده الحكومة و التى لم تتحرك داخليتها لنجدة مواطن استغاث بها … عماد مات ..يللا نتصالح"

….ومع خاتمة تلك الرسالة لم أجد نفسى قادرا على وقف دموع صامتة عاجزة تنهمر من عينىّ …تلك الدموع كانت تسألنى لماذا قُتِل عماد فى منزله أمام زوجته و أولاده ؟ لماذا قُتِل ابن عمه معه؟ هل مات لأنه مسيحى رفض دفع الإتاوة ؟ هل مات لأنه ناشط سياسى ساهم فى اللجان الشعبية ؟ هل مات لأنه مصري يحافظ على هويته؟ هل مات لعجز الأمن أم تقصيره؟ و من قتلوه بلطجية كانوا مدعومين من الإخوان قبل 30 يونيـو

    المحصلة كانت كل تلك الأسباب مجتمعة … و ستدهش عزيزى القارئ حين تعلم أن زملاء و أحباء عماد قاموا بنقل جثمانه على سيارة ربع نقل إلى مستشفى ساحل سليم لعجز الأمن عن تأمين سيارة إسعاف لنقله بل ونقله مرة أخرى إلى المستشفى الجامعى بأسيوط لإنهاء الإجراءات لنفس السبب

….بل و الأدهى أن الجانى معروف بالاسم وتم القتل بدمٍ باردٍ على رؤؤس الأشهاد و مازال طليقا لم يتمكن الأمن من القبض عليه

    ذلك ليس اغتيالا لعماد بل اغتيالا لمجتمـع اغتيالا لمعان و قيم مصرية أصيلة على يد جهلاء إرهابيين حالمين باغتيال مصر بسبب هلاوسهم الفكرية.

…لماذا مات؟ و لماذا يُقتَل آخرون؟ و لماذا يتم فرض الإتاوات على الأقباط ؟ إما الدفع و إما الترحيل و التشريد أو القتل ، إضافةً لآلاف الذين ُيقتَلون رعباً يوميا ، أي ذنبٍ اقترفوه سوى أنهم مصريون بسطاء قليلو الحيلة.

     نعم يعتصرنا الألم بعيون دامعة مكلومى القلوب بغضب مكتوم و لكن تساؤلنا الآن ماذا نفعل حتى لايسقط عماد آخر؟ ماذا سيفعل الأمن لوقف ذلك؟ نريد تحركا أمنيا فاعلا و عدالة انتقالية ناجزة تضرب بيد من حديد على يد هؤلاء الآثمة للقضاء على ذلك الورم الخبيث الذي يستشرى فى قرى و نجوع مصرنا الحبيبة.

    رحِم الله عماد و كل عماد روى ثرى مصر بدماء زكية طاهرة و ليعلم كل آثم أن مصر كلها هى عماد .. و أننا جميعا قرابين مقدمة على مذابح هويتنا المصرية و أن البقاء و الخلود لمصر و شعبها ,إن مصيرهم إلى زوال لامحالة و لن يذكرهم التاريخ إلا بما اقترفت أيديهم وبمايستحقونه من أدنى مكانة لهم فى مزبلتـــه

         عاشـــت مصـــر أبدا مدنية ديمقراطية و الموت لكل خائن خسيس جبان

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register