راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

«فالناس موتى وأهل العلم أحياء» .. كلمة الدكتور أحمد سلام خلال المؤتمر الأدبي الرابع لباحثات المدرسة الألمانية

نظمت المدرسة الألمانية لراهبات سان شارل بورومي بالإسكندرية، مؤتمرها الأدبي الرابع للباحثات الطالبات وذلك يوم الثلاثاء الماضي بكلية تربية جامعة الإسكندرية.

وفي هذا السياق، تنشر زهرة التحرير كلمة الدكتور أحمد سلام، مستشار اللغة العربية بالمدرسة ومقرر المؤتمر:

 

سعادة الأستاذ الدكتور/ محمد أنور فراج – عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية 

الفضلى الأخت أنطونيا فهمي – نائبة الهيئة المالكة للمدرسة، ورئيس مجلس إدارتها

العلَّامة المبجل الأستاذ الدكتور/ أبو الحسن سلّام – رئيس المؤتمر 

المكرم الأستاذ الدكتور/ سالم عبد الرازق سليمان وكيل كلية التربية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة – أمين عام المؤتمر 

المكرمة النائبة السيدة/ رانيا الشيمي – عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.

أعضاء اللجنة العلمية الموقرة للمؤتمر 

العلماء الأجلاء

الحضور الكرام 

الباحثات المجدات النابهات 

نحمد الله تعالى حمدًا طيبًا مباركًا فيه على نعمة العلم، التي فضّل بها الإنسان على ملائكته.. ذلك العلم الذي رآه الإمام الشافعي الحد الفاصل بين الحياة والموت، يقول:

فاظفر بعلمٍ تكن عالمًا فالناس موتى وأهل العلم أحياء

لقد تعلمنا من أساتذة التربية.. ونحن في حضرتهم- أنَّ التربية ارتقاءٌ شاملٌ بالمتعلم ومهاراته..

وتؤكد علينا الأخت أنطونيا أنّ اللغة العربية الأم.. بوابة الإدراك الحق للآخر.. لغةّ، ثقافةّ، حضارةً.. ذلك أنّ مِن لا يعرف لغته؛ لن يعرفَ غيره.. بعبارةٍ أخرى: الوعي بالذات مفتاح معرفة الآخر..

وحينما نشرف باستضافة أستاذٍ من الجامعة يُحَفِّزُ مديرنا السيد/ فايجند طالباتنا قائلًا: ها قد اقتربت الجامعة مِنْكن خطوةً.. الجامعة تلك الغاية بعيدة المنال في منتصف الحياة المدرسية..

ونحت أستاذنا الأستاذ الدكتور/ أبو الحسن سلام رئيس المؤتمر في رئاسته لمؤتمرنا الثاني مصطلح: "التربية البحثية في المدرسة الألمانية"..

فهل البحث العلمي يقتصر على الدراسات العليا وما بعدها؟ تنفي تجربة مؤتمرنا ذلك..

ويتساءل كثيرون: عن سرِّ منجزنا هذا، أو بعبارة أخرى: ماذا تفعلون لفتياتكم؟ لاشيء.. وكلَّ شيءٍ.. فقط نجح معلمونا في إثارة الشغف.. حينها انفتحت داخل كُلِّ فتاةٍ مناجم الجوهر.. جوهر إنسانيتها.. ذلك أنَّ الطاقات الإنسانية الفطريّة والمكتسبة غير محدودةٍ -بحسب برنارد شو في رؤيته للإنسان والإنسان الأعلى، وغيره- هذا هو السِّرُّ، الذي جعل صبايا بعضهن في الثانية عشرة من عمرهن يَكْدُدْنَ في بذل الجهد؛ عكوفًا على تحليل النَّصِّ الأدبيّ.. الذي حدا ببعضهن إلى الإصرار على المشاركة باستماتةٍ، بلغت حدَّ المطاردة كلما صرفتهن عن هذا الأمر.. هناك مَن تشارك للمرة الثالثة؛ وهي في صفها الأول الإعدادي، هناك مَن اغتربت غير مختارةٍ في دولةٍ أجنبيةٍ، وما زادتها غربتها إلّا شغفًا..

بالطبع منظومتنا التربوية التعليمية تتضمن في المرحلة العليا إعدادًا للحياة الجامعية؛ عبر التعامل مع الإشكاليات الجدلية ويحثها، عرض نتائج العمل وتقييمها..

لكني أزعم أنَّ جهد كنزنا الإنساني فاق توقعاتنا، وأترك تصديق ذلك مِن نفيه للجنة العلمية للمؤتمر الموقرة..

لقد مررنا مع مرتكزاتٍ لبحوثنا في مؤتمراتنا مع الأعلام.. نجيب ومحفوظ وتوفيق الحكيم وزيد مطيع دماج وبرتولد بريشت.. وفي مؤتمرنا هذا سلكنا منعطفًا غير تقليدي؛ هو الإبداع الأدبي المشترك، عبر رواية: "عالم بلا خرائط" لعبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا معًا.. في موازنةٍ بينها وبين عملٍ آخر لمنيف احتفاءً بمرور عشرين عامًا على رحيله.. ذلك الإنسان المبدع المفكر، ممّا استأثر بأول جلستين علميتين، بينما جلسة المؤتمر العلمية الثالثة اختصت بتوفيق الحكيم..

زادت مساحة البحوث المشتركة، وظهرت مساحةٌ جديدةٌ؛ هي: التوازي البحثي، عبر طرح الإشكالية ذاتها على باحثتين، تعمل كلٌّ منهما منفردةً، ويتيح تواليهما في عرض نتائج درسيهما إبراز استقلالية شخصية فتياتنا..

ذلك جميعه ينسج عنوان مؤتمرنا، بعد أنّ غُزِلَت خيوطه رويدًا رويدًا..

الحضور الكرام..

ما كان لنا أنْ نتواجد بينكم الآن؛ لولا رعاية كريمة مِن شخصيةٍ سباقةٍ بعقليتها الإبداعية الإدارية غير التقليدية، ومَن لها غير سعادة الأستاذ الدكتور/ محمد أنور فرّاج عميد الكلية، الذي احتضننا منذ العام الماضي، وخصص لنا عيدًا سنويًّا في رحاب كلية التربية العريقة، وتحت مظلة قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الذي يقوم عليه النَّبيل الداعم الأستاذ الدكتور/ سالم عبد الرازق سليمان.. فلهما عميق الامتنان، وأسمى آيات العرفان.  

وكذا الدعم غير المتناهي لكلِّ ما فيه النفع لفتياتنا بوعيٍ غير مسبوقٍ من الأخت أنطونيا والسبد/ فايجند.. فلهما بالغ الثناء، وفيض الامتنان.

أمّا علماؤنا الأجلاء أعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر الذين توفروا على قرءاة بحوث المؤتمر بدأب محبةٍ، وتدقيق الآخذ باليد على الدرب القويم، فتقصر الكلمات عن الامتنان لهم، أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء ويجزل لهم العطاء..

وهناك مَن نرى آثارهم محمودة الفضل؛ وأعني مَن فتح درب البحث لفتياتنا وعبّده في جهدٍ فائقٍ إعدادًا للباحثات، ثم فحصًا وتقييمًا وتقويمًا.. من الزملاء الكرام الأستاذ/ جلال والدكتور/ أحمد حامد بارك الله جهدهما، ومحبة عطائهما مِن معينٍ لا ينضب.

وكذا الأسر الكريمة التي هيأت مناخ احتضان الباحثة، والسهر على توفير مقومات التفرغ على البحث، وأتت كي تقر أعينهم بحصاد أبهى الثمار..

أما الباحثات المشرقات فقد فزتن بولوج الجامعة من أرقى بواباتها.. بوابة الباحث الجاد، التي فُتِحَت على مصراعيها لَكُنَّ في الصبا، فَالْزَمْنَ الَّدرب، واحفظن العهد.. ولولا العروس ما انعقد العرس..

الحضور الكرام يضيق المقام عن شكر كُلّ مَن دعم مسيرتنا باسمه وشخصه، وما عند الله خيرٌ وأبقى..

وأخص بشكري نواب الشعب، والناشطين في دعم المرأة وتمكينها، كون فتياتنا طليعة نساء المستقبل الوشيك، شكر الله كُلَّ مَن ذكر مبادرتنا بخيرٍ، أو أصابته عدوى الشغف فحرص على التواجد بيننا..

وختامًا.. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات.. اللهم تقبل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register