فن الأمل
بقلم: منال أيوب
هناك فرق بين الخلاف والاختلاف، يمكننا التعايش مع الخلاف الفكرى، ولكن كيف نعيش مختلفين طوال الوقت، كلٌ منا يدور فى حلقة مفرغة تبحث عن عنوان، سؤال يطرح نفسه حتى يمكننا التعايش وسط ظروف صعبة نعيشها فى أيام من المفترض أن تكون مهيأة لمد جسور الأمل وتبادل التهانى فى هذا الشهر الذى " تهتُ " فى تعريفه .. الكريم أم الحزين !، كل أطراف النزاع شاركت فى طلائه بألوان الحزن على موائد جميع الأسر بل على مصر كلها .
أين أنتم يا أهل الدين .. هل غُيبت ضمائركم مثلما صمتت ألسنتكم ؟، هل رضيتم لمصر أن تصبح مستباحة " بالفتاوى " إلى هذا الحد السافر من أناسٍ غير مؤهلين علميًا فضلاً عن كونهم مسيسين يحكمهم اتجاهات معينة تفسد الدين بالسياسة .
من الواضح أن الإسلاميين مصممون على خسارة كل شىء للأبد .. يتجاهلون حرمة الطريق الذى يقطعونه بما يصيب البلاد بالشلل التام، فلا يهمهم مريض يموت ولا مصالح تعطل، ولا أجير يجلب قوته يوم بيوم، ناهيكم عن هذا و ذاك .. لايفرق معهم تلويث أيديهم بالدم المصرى بعدما عاد الإرهاب من جديد فى سيناء وعلى الحدود وغيرها من الأماكن .
أوجه لهم سؤالا .. هل تظنون بدفعكم للبسطاء والعمال الغلابة إلى مقر الاعتصام الدائم " برابعة " إعادة الرئيس المعزول ؟ مع التهديد الدائم بحرق مصر تحت زعم الاعتراض على الانقلاب ؟ اعطوا لأنفسكم قبلة الحياة .. وارجعوا عن ما أنتم فيه، مصر باقية بكم أو بغيركم ، كنا نشفق عليكم ونقول ما ذنب الإخوان المسلمون حتى يُزج بهم فى السجون والمعتقلات، وأظن الآن الإجابة وضحت للجميع .
كلمة أخيرة أوجهها للبلتاجى وصفوت حجازي، كل ما تفعلونه لاعلاقة له بالدين أو الشرعية ولكنه من أجل مصالحكم ومصالح تياركم وجماعاتكم ، لا من أجل مصر، ماتفعلونه لن يفيدكم أبداً بل أظهركم بأسوأ وأبشع صورة لايمكن محوها للأبد .
دعونا من ميادين العناد والإرهاب ولندع الخلاف والاختلاف جانباً .. إراقة الدماء مفسدة عظمى بعد الشرك بالله .. فلا تعاملونا بوجه السياسة القذر .. فالأصل فى معناها .. فن الأمل